عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 07-06-2008, 05:26 PM
الاجهر
كبير المـراقـبـيـن
الصورة الشخصية لـ الاجهر
رقم العضوية : 146
تاريخ التسجيل : 27 / 8 / 2006
عدد المشاركات : 12,470
قوة السمعة : 31

الاجهر بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي أحد هؤلاء رجل من الرشايدة
مع التحيه لمشرف منتدي القبيله

اقتفاء تراثنا الشعبي في كتب الرحالة الغربيين ...(1-2)
(ولفريد) يتتبع أصول الإبل العمانية ويلتقي الشيخ زايد تحت شجرة



إعداد - سعود المطيري
في العام 1948م وفي اثناء مكوثه والتقائه ببعض الأشقاء مواطني وشيوخ الإمارات العربية نقل لنا الإنجليزي ولفريد تيسيغر بعض مزايا الإبل العمانية المعروفة والشهيرة على مستوى الوطن العربي بقوة التحمل والسرعة الفائقة والتي لا تجاريها أي سلالة أخرى بالإضافة إلى معلومات هامة عن هذه السلالات النادرة التي لا تزال تحتفظ بالكثير من تميزها ولم ينس الرحالة بأسلوبه الظريف حادثا عرضيا بسيطا كاد ان يتطور إلى حمل السلاح على اثر محاولة احد مرافقيه دغدغة قدمه مازحا اثناء استرخائه ..
كان بين زوارنا رجال كثيرون شعروا أنهم في بيتهم وغالبا ماكانوا ينامون الليل هناك كان كل ما عليهم أن يفعلوا هو أن يلتفوا بعباءاتهم ثم يفترشون الأرض. وكان أحد هؤلاء رجل من الرشايدة يدعى بخيت الدهيمي انضم إلى رجال الشيخ قبل عامين وصنع لنفسه سمعة قتالية. وكنت قد سمعت عن أعماله وأنا بعد على الساحل الجنوبي وقد أمضى معنا ثلاثة ايام وحين عرف اننا سنذهب إلى البريمي أعلن انه يريد السفر معنا لكنني كنت حذرا منه ولذا تدبرت الأمر مع الشيخ شخبوط بأن يسبقنا إلى العين لكي يبلغ الشيخ زايد بن سلطان بقدومنا القريب. كنت متشوقا للتسلل إلى عمان ولأن أقوم بزيارة الأماكن التي وصفها لي (سطيون) قبل عام ونحن في وادي العين ننتظر عودة الآخرين من (أبري) وقد خيل لي ان أفضل مكان أنطلق منه البريمي لكن الموسم كان قد تأخر تلك السنة وفي أي حال فإنني كنت في حاجة إلى الراحة بالإضافة إلى أنني استطيع من البريمي ان أقوم ببعض الاستفسارات السرية عن عمان.

تركت أبو ظبي مع مرافقيَّ الأربعة ودليل زودنا به الشيخ شخبوط في الثاني من نيسان في رحلة طولها 100ميل واستغرقت أربعة ايام كان لدينا الكثير من الطعام ولم نكن تعبين كما كان هناك من الكلأ وقد أعارني الشيخ هزاع جملا رائعا أمتطيه وكان أهل البلد قد حاولوا التقليل من أهمية إبلنا مقارنة مع إبل شيوخهم إلا ان ابن غابيشا أثارهم بالقول ان ابل شيوخكم جميلة بلا شك انها صورة للجمال وأنا كبدوي أستطيع أن أقدر ذلك كل التقدير لكنني أحب أن أقول لكم في المقابل إنها لا تستطيع القيام بالرحلة التي قامت بها إبلنا وسكت الجميع لأنهم لمسوا الصدق في كلام الصبي الغاضب.

ان جمال(البطينا) التي تأتي من ساحل عمان قد اشتهرت في كل الجزيرة بأنها سريعة ومريحة غير انها اعتادت ان تطعم باليد وهي تأكل التمر ولا تستطيع السفر اذا جاعت أو عطشت ويملك الوهيبة في وسط عمان نوعا شهيرا من الإبل هي (بنات فرحات) كما يملك الدورو (بنات الحمراء) وهذه الإبل أقوى بكثير من البطينا غير ان البدو يقولون انها لا تستطيع على الإطلاق تحمل العيش في الربع الخالي.

عشية وصولنا إلى البريمي كنت استلقي بهدوء وأنا اشاهد بن غبيشا يشوي بعض الفطر الذي عثر عليه وهو يرعى الإبل وقد أكلناه لذيذا طيبا . كما كان هناك بعض (الفقع) أو الكمأ وفيما نحن كذلك دغدغني بن قابيشا في قدمي فرفسته بصورة عفوية رفسة جعلته يغيب عن الوعي فدب بي الرعب وانحنيت فوقه أحاول مساعدته غير أن بن غبيشا طمأنني قائلا لا عليك انه سيفيق بعد لحظات فعلا أفاق فقلت لإبن غابيشا ماذا كنت فعلت لو انني قتلته فعلا فأجاب فورا كنت قتلتك وحين اعترضت ان الحادث عفوي قال لم يكن ذلك ليغير أي شيء بالطبع كان يمزح لكنني أعرف على وجه اليقين أن البدو يطلبون النفس بالنفس سواء كان القتل عفويا او عمدا مع انهم يقبلون الفدية خصوصا إذا كان القتل غير متعمد.

صباح اليوم التالي وصلنا إلى المعيوق إحدى ثماني قرى صغيرة وهي مقر الشيخ زايد وما ان خرجنا من الكثبان الحمراء فوق سهل مليء بالحصى حتى لاحت لي قلعته وهي مبنى مربع الشكل تعلوا جدرانه المصنوعة من الطين حوالي عشرة أقدام والى يمين القلعة خلف جدار متداع شبه مدفون بتطايرات الرمال تقوم حديقة من النخيل المغطى بالغبار وفي البعيد استطعت أن أرى قمة جبل حافظ وملامح جبال عمان الزرقاء الشاحبة .

كان ثمة 30عربيا يجلسون تحت شجرة شوك أمام القلعة واشار لي مرافقي بيده وقال :الشيخ جالس.. فأنخنا جمالنا على بعد ثلاثين ياردة تقريبا وتقدمنا ومعنا بنادقنا والعصي التي نسوق بها الجمال. القينا عليهم التحية وتبادلنا الأخبار مع زايد. كان زايد رجلا قوي البنية في حوالي الثلاثين من العمر وله لحية مائلة إلى اللون العسلي وكان له وجه قوي الملامح ذكي البشائر وعينان حادتا الملاحظة وكان هاديء الطباع وإنما طاغي الحضور وكان الشيخ زايد يرتدي بكل بساطة قميصا ابيض اللون من القماش العماني وسترة قصيرة حتى الخصر غير مزررة وكان متميزا عن الرجال الذين تحلقوا حوله بكل شيء وخصوصا بغطرته التي أرخيت على كتفيه بدلا من ان تلف حول العنق كما هي العادة المحلية كذلك كان يضع حول خصره قماط الذخيرة وخنجرا بينما وضع بندقيته إلى جانبه على الرمال. @ قافلة الحبر
الموضوع الأصلي: أحد هؤلاء رجل من الرشايدة | | الكاتب: الاجهر | | المصدر: شبكة بني عبس


آخر تعديل بواسطة الاجهر ، 08-06-2008 الساعة 04:49 PM.


توقيع الاجهر

 

 



Facebook Twitter