
11-02-2007, 10:43 PM
|
تذكير لأولي الألباب
حينما يتأمل المسلم اليوم في أحوال نفسه وأحوال من حوله في الجملة، سيعرف كم أشغلته نفسه التي بين جوانحه عن الغاية التي خلقه الله من أجلها ، تلك الغاية التي أصبح قليل منا من يسأل نفسه بين الحين والآخر عنها ، هل سلك طريقها ، وهل توخى وسائلها ، وطمع في جوائزها ، إنها غاية ليست كالغايات التي تفنى ثمارها ، وتنسى نتائجها ، نعم : ربما تفكر طويلاً يا رعاك الله في الغاية من عملك ، والغاية من تجارتك ، والغاية من دراستك ، ولا أشك أنك ستبحث عما يوصلك إلى تلك الغايات الشريفة ، ولكن كم مرة سألنا أنفسنا : لماذا خلقنا ؟ لماذا خلقنا الله على هذه الأرض ؟ هل خلقنا لنتمتع بالشهوات ، غرائزها .. طعامها .. شرابها .. وزينتها وزخرفها .. هل خلقنا لنقضيها كما يقضيها أي مخلوق جماد أو غيره .. ؟ هل خلقنا لنقضي أيامها بأي شيء منتظرين الموت والتراب ثم ينتهي كل شيء .. لماذا خلقنا .. ؟ إنه سؤال ربما نعيد في التأمل فيه كثيرًا من حساباتنا .. كل حساباتنا الدنيوية منها .. والأخروية .
أراك تعرف الجواب على السؤال .. أو تنتظره ، اسمع حفظك الله الجواب الذي تكفل الله تعالى ببيانه في قوله : { وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } .
فقط ليعبدوه فحسب ولا شيء آخر .. لا تستثقل هذه الغاية على عاتقك .. فإن الإنسان يميل بطبعه إلى المتع ، وتهفو نفسه إلى الدعة والراحة ، ويشتاق بتكوينه إلى ما يرضي دنياه .. هكذا خلق الإنسان عجولاً تغره الثمار القريبة ولو كانت فانية حتى تشغله عن الباقية لأنها بعيدة .. لكن الإسلام _ أيها الأحبة _ لم يأمر بالعبادة ليحجزك عن متعك ، ولم يأمرك بالعبادة ليحرمك من شهواتك .. ولم يأمرك بالعبادة لينغص عليك حياتك .. كلا .. بل أمرك بالعبادة لتعيش بها هانئًا سعيدًا مرتاح البال والضمير
|