جميل أن يحمل الإنسان بين طيات أفكاره ذكريات خالده
والأجمل أن يحتفظ بتلك الذكريات .. في صندوق زجاجي..يهرع إليه كلما أراد استنشاق الماضي
بحثت عن صندوقي .... فلم أعد أذكر أين خبأته عن أعين المتطفلين .... أين هو....
بين الأعلى,,, و الأسفل ..
بين اليمين واليسار.......
بين ملابسي... وبين أغراضي المتكدسه....
آه... وجدته.......
احتضنت صندوقي الزجاجي.........
وكأني أحاول الغوص إلى قاع الذكريات.......مازالت رائحة الماضي متشبثه بأوراقي ..
أطلقت سراح جميع رسائلي........ وبدأت باستجواب ورقه ورقه...............لعلها تعترف بما تخبئ بين ثناياها
ورقة اكتظت بقلوب حمراء متناثره.. وورقة أخرى رسمت عليها ابتسامه عريضة.......
وأوراق رسمت عليها تفاصيل دقيقه عن حياتي
حينما أحببت ....
وعندما كرهت....
وهنا عندما حقدت عليه.... و
هذه الورقه تصف ألمي وحرقة قلبي
وتلك ابتساماتي وضحكاتي تنسكب منها....
أما هذه الورقه... فآثار دموعي مازالت محفوره فيها....
أوراق تسقط من بين يدي الواحده تلو الأخرى..... تصف وبكل صدق.. مشاعري وأحاسيسي
احتضنت جميع أوراقي .... وبعثرتها في السماء......... وبدأت بالتساقط كأوراق الخريف....
وقفت... وأغمضت عيني لأرحل إلى عالم آخر .... وقفت أعزف ألحان حزينه....تتطاير منها شظايا الماضي الحزين... وترانيم صمتي......
لملمتها مرة أخرى... وحملتها بين أصابعي لبعثرتها من جديد.......
ولكني توقفت.........من الأفضل أن أعيدها لمكانها...... إلى ذلك الصندوق الزجاجي....
أخذت مفتاحي السحري .. لأقفل صندوقي .... فلقد قررت عدم فتحه من جديد.......واتجهت نحو شرفتي..
ورميت بمفتاحي بعيداً حيث قرص الشمس...
فلا أريد نبش قبور الماضي من جديد