عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 07-05-2008, 02:33 PM
سعود
عضو مبدع
رقم العضوية : 2953
تاريخ التسجيل : 9 / 12 / 2007
عدد المشاركات : 320
قوة السمعة : 18

سعود بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي اول فهرس للمخطوطات العربيه النادره في باكستان.......




خالد عزب









بصدور أول فهرس عربي للمخطوطات العربية في باكستان عن المنظمة الاسلامية للتربية والثقافة والعلوم، الذي أعده الدكتور احمد خان، يكون قد أميط اللثام للمرة الأولى عن كنوز هذه المخطوطات التي ظلت لسنوات مجهولة بالنسبة الينا. ويطرح هذا الفهرس، الذي يضم أربعمئة مخطوطة حقائق عدة هي:



1- هناك اتصال ثقافي وتجاري بين البلاد العربية والمنطقة التي اصبحت الآن جمهورية باكستان الاسلامية، يعود تاريخه الى القرن الخامس قبل ميلاد المسيح، وقد أخذ هذا الاتصال قوة دافعة بدخول محمد بن القاسم الى السند، وذلك عام 92 هـ، حيث أنهى حكم راجه داهر، وفتح أهم اجزاء هذه المنطقة. وكان لهذا الحادث اثر كبير في دخول العرب ونشر لغتهم في هذه المنطقة. وبعد تأسيس الادارة الاسلامية اصبحت العربية اللغة الرئيسة في السند والمناطق المجاورة، كما صارت مفتاح الحضارة لهذه المنطقة لقرون، وأثرت هذه اللغة بقوتها على اللغة الوطنية حيث تركت الكثير من التعبيرات والاساليب والمصطلحات والجمل متداخلة مع اللهجات المحلية الباكستانية، وهي لا تقل عن 60 في المئة من الألفاظ والجمل.



2- من المعروف أن اللغة وسيلة لنقل أفكار الناس التي تتناقلها الأجيال اللاحقة، وبما أن اللغة العربية ظلت في هذه المنطقة اللغة الأولى، فإن وجود المخطوطات العربية بأعداد كبيرة يعد أمراً طبيعياً هنا. هذا إضافة إلى عوامل أخرى كثيرة تسببت في انتشار المخطوطات العربية في المنطقة.



إن باكستان قريبة جغرافياً وتجارياً من الدول العربية وبذلك لم تكن هناك حواجز أمام تبادل الكتب والمنشورات، فوصلت الكتب إلى هذا الإقليم مبكرة في القرون الأولى بطرق متعددة. واعتاد الطلاب والعلماء في موسم الحج ان يجلبوا معهم الكتب والمؤلفات من الدول العربية او من المناطق الإسلامية التي يمرون بها.



وفي ذلك الحين كانت تجارة الكتب مربحة حقاً، وكان المسلمون يجلبون الكتب على دوابهم ويبيعونها للمهتمين في اجزاء تفرقة من العالم.



هناك عوامل أخرى أدت الى وجود هذه الكتب في هذا الاقليم، أهمها: الاهداء المتبادل، حيث كانت الهدية الأغلى كتاباً على مستوى ثقافي عال يقدم اليه. كان الكاتب في ذلك الحين يؤلف كتاباً يمدح به الولي او الحاكم ليكسب رضاه او ينال منه مالاً وفيراً.



وفرة المخطوطات الموجودة في باكستان جاءت ايضاً نتيجة تأليف علماء هذه المنطقة الذين ألفوا في مختلف العلوم الاسلامية، ما كان يجلبه هؤلاء العلماء من مخطوطات من الخارج. وجميع هؤلاء الاساتذة ألفوا في مختلف العلوم باللغة العربية. وكانت تلك البحوث منصبة على علوم القرآن والحديث النبوي ومختلف العلوم الاسلامية الاخرى.



تجد هذا التراث الاسلامي منتشراً في جميع انحاء باكستان، ويمكنك الاطلاع على كتب قديمة، منها «المدونة الكبرى» في جامعة بنجاب على رق الغزال وهناك ما دوّن على ورق وجلود وأوراق الشجر وحتى على الاحجار. كما ان هناك مخطوطات عالمية نفيسة موجودة هنا ومثال على ذلك «عجائب الاشعار وغرائب الاخبار» لمسلم بن محمود بن رسلان الشيرزي، في بيشاور. ان محبي الأدب سيجدون بغيتهم هنا في هذه المنطقة التي تحتوي على مخطوطات نادرة في العالم، ومنها نسخة القرآن الكريم التي نسختها ياقوت المستعصي.


هذه المخطوطات مبعثرة بين مدن وقرى باكستانية، فهناك مخطوطات عربية وفارسية موجودة في كل قرية تقريباً يتوارثها باكستانيون جيلاً بعد جيل على مدى قرون والآن اصبحت هذه المخطوطات تتلاشى بطرق مختلفة. فمثلاً بعض العائلات غير المهتمة بالتراث تقوم بتسليم المخطوطات الى مدارس دينية ومساجد لكي تحافظ عليها وتهتم بها. اما العائلات المتحضرة فلا ترغب في وجود المخطوطات ضمن خزائنها الثرية لذا تقوم ببيعها باسعار رخيصة جداً. والعائلات الاخرى لا تعرف شيئاً من المخطوطات. وامتلكتها بالتوارث، لا تنبئ عنها لأحد. ولذلك فمن الصعب جداً الكشف عن وجود لهذه المخطوطات في هذه الحالة.


ومن نوادر المخطوطات المفصلة في هذا الجزء، وهي كثيرة، مؤلفات عبدالعزيز بن أحمد الفريهاروي، ورسائل ابن العربي وشرح منازل السائرين للشيرازي، والنسخة الاخيرة لعلها وحيدة في العالم. أما طبقات القراء للذهبي فإن له نسخة فريدة، بحسب علمنا، في العالم، وهي تمثل شكل الكتاب النهائي. وأما نسخة شفاء السقام ودوام الآلام، لخضر بن علي بن الخطاب فهي نادرة جداً. حالة مخازن هذه المخطوطات سيئة، وتؤذي القلوب رؤيتها، ولا يُضمن بقاؤها اذا لم يعن بها سريعاً، ولم تصن من احدى الهيئات، فتحفظ في افلام بعد تصويرها.








آخر تعديل بواسطة سعد بن حميد ، 08-05-2008 الساعة 12:00 AM.


Facebook Twitter