عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 03-02-2007, 12:47 PM
الرجال الغطفاني
ضيف شبكة عبس
الصورة الشخصية لـ الرجال الغطفاني
رقم العضوية : 918
تاريخ التسجيل : 3 / 2 / 2007
عدد المشاركات : 17
قوة السمعة : 0

الرجال الغطفاني بدأ يبرز
غير متواجد
 
انقل لكم رحله مصوره الى الحائط
{ بسم الله الرحمن الرحيم }



الـحـمـد لله وحـده والـصـلاة والـسـلام عـلـى مـن لا نبــي بـعـده وعـلـى آلـه وصـحـبـه .... وبـعـد:-



رحلتي إلـى فـَـدَك ( الحائط )

إحداثي الحائط
25.58.720
040.28.499

الارتفاع
1040 متر



فدك أهمية تاريخية وأدبية من حيث كونها مركز استقرار حضري قديم ... وردت أخبارها في عصر ما قبل الميلاد في عهد نابونيدس الملك البابلي ... ولأنها قاعدة مهمة في قلب بلاد غطفان من القيسية المضرية العدنانية ... ارتبطت كثير من حوادثها بشعر أولئك القوم ووقائعهم وهم من ذوي الشهرة العريضة جاهلية وإسلاماً ... ولما قرنته بعض المصادر الدينية القديمة والتاريخية من أخبار تتصل بميراثها بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وما أثير حولها من قضايا أدت إلى كثير من الحزازات والأحن بأخبار السقيفة التي بويع فيها أبو بكر الصديق خليفة للمسلمين فكثر الحديث عنها قديماً وتلقفت بعض المراجع الحديثة تلك الأخبار على ما بين أصحابها من تفاوت في الأهواء والنزاعات ...
وفَدَك تُعرف الآن بالحائط ...مدينة من كبريات المدن في حائل في جنوب غرب المنطقة تابعة لمحافظة الغزالة ... وإلى الجنوب منها تقع بديع التي تعرف باسم الحويّط. ... كانت رحلتي إلي فدك ( الحائط ) في 9/3/1427هـ ...



«فَدَك» بفتح الفاء والدال المهملة بعدها كاف نسبة إلى فدك بن حام بن نوح عليه السلام وهو مؤسسها ... وهناك أقوال بأنها تنسب لفدك أحد إخوان سلمى بن العمالقة وقد ورد ذكرها في معجم البلدان لياقوت الحموي وهي ضمن المدن التي احتلها أحد ملوك بابل عام 566 ق.م ... كما أطلق عليها مدينة الحصون والأسوار نسبة إلي سورها الشهير الذي يبلغ طوله حوالي 7 كم تقريباً وقد سميت الحائط في العهد السعودي نسبة للسور الذي يحيط بجوانبها ... ولا غرابة إذا عرفنا تاريخ نشأة المدينة التي يعود تاريخها إلى ما قبل الميلاد واختراع اللغة وما تعاقب عليها من الأمم العربية البائدة والباقية فهي مدينة عايشت الإنسان البدائي أي إنسان ما قبل التاريخ الذي ظهرت خربشاته على سفوح جبالها وكذلك خطوط المسند والعربي ورسوم الوعول والحيوانات ووجود القلاع العملاقة والحصون الموغلة في عبق التاريخ مما يدل على حضارة باكرة شهدتها هذه المدينة الحالمة ...



الحائط التي يشملها مسمى «فدك» تبلغ مساحتها ( 24000 كم2 ) وتمتد من جبل الخطام والجبل الأبيض غرباً إلى جبل العلم شرقاً ومن جبل وسمة والفرس شمالاً إلى حدود المدينة المنورة جنوباً وقد ارتبط بها إدارياً أكثر من 120 قرية وهجرة كما تحيط بها 300 قرية وهجرة ... ويبلغ عدد سكان مدينة الحائط أكثر من 000 ،50 نسمة يعملون بالتجارة والزراعة والبعض الآخر في المرافق الحكومية بحكم موقعها المميز كحاضرة المنطقة منذ القدم وفيها وحولها تتركز مظاهر الحياة ...



تتنوع تضاريس الحائط تنوعاً محدوداً يجعل منها منطقة سياحية لعشاق الرحلات البرية حيث الرمال الذهبية الناصعة والصخور السوداء المضيئة و الحرار التي تغطي معظم أرضها تشقها الأودية المشكلة للروافد الغربية لوادي الرمة الشهير أكبر وأعظم الأودية بالمملكة بالإضافة إلى الواحات ذات التربة الخصبة والقيعان والروضات وأشجار الطلح والسلم وكذلك الجبال العالية والمتوسطة ثم السهول شرقي الحرة وترتفع عن سطح البحر بحوالي 1300 م تتدرج بالارتفاع كلما اتجهنا نحو الغرب حيث الجبل الأبيض جبل البرد والهواء الطلق المنتجع السياحي الفريد ... فهي ذات تربة خصبة صالحة للزراعة بكل معنى الكلمة ...



عرفت الحائط بفدك نسبة لفدك بن حام بن نوح عليه السلام كما أسلفنا ... أفائها الله على رسوله صلى الله عليه وسلم في سنة سبع للهجرة صلحاً وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نزل خيبر وفتح حصونها ولم يبق إلا الثلث واشتد بهم الحصار راسلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينزلهم على الجلاء وفعل وبلغ ذلك أهل فدك فأرسلوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يصالحهم على النصف من ثمارهم وأموالهم فأجابهم إلى ذلك ... فهي مما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب ... فكانت خالصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وكان بها عين فوارة ونخيل كثيرة ...



تعتبر مدينة الحائط ( فدك ) من أقدم المدن بالجزيرة العربية التي احتلها أحد ملوك بابل عام 566 قبل الميلاد وقد استوطنها كثير من القبائل العربية مثل : ثمود والفنيقيون والبابليون والعمالقة وبنو هلال وبنو سليم وكلاب وأشجع والدهامشة من عنزة ... في هذه المدينة تستطيع أن تعيد عقارب الزمن إلى 556 قبل الميلاد أي 2575 سنة حضارة لتشاهد عبر آثارها العملاقة الباقية أبرز ملامح الماضي عبر عصوره المختلفة ... في دول العالم كثيرا ما يعلن عن اكتشاف أماكن أثرية عبارة عن عينة واحدة كمقبرة أو بوابة أو كتابة أو حصن من الحصون وعلى مساحة واسعة ... أما هنا نجد كل هذه الأنواع وغيرها تتحدث عن ماضيها العريق حيث الحصون .. والقلاع .. والنقوش .. والرموز .. وخط المسند والعربي والكتابات الإسلامية والكوفية بالإضافة إلى قصورها التي بنيت من الصخور الضخمة فهي عجيبة ... فعندما تتجول في حرتها والأودية المجاورة لها ترى آثار الأسوار وفوهات الآبار مطمورة تحت الأرض وكذلك المقابر التي لم يكتشف تاريخها بعد ...



لا شك أن العرب أمة بدوية تحيا حياة الطبيعة التي تلائم بيئتها ... تحيط بهم الصحراء الواسعة وتكتنفهم الرمال الناعمة الشاسعة وتظلهم السماء الصافية ويحنو عليهم القمر ... وتؤنسهم النجوم ... ويلذ لهم الحداء على ظهور الإبل عماد حياتهم ... ومعقل فرسانهم الخيل ... و إن مدينة الحائط ذات موقع استراتيجي حيث العيون العذبة المتدفقة ليلاً ونهاراً الأمر الذي يجعل أهلها يلجأون إلى تشييد القصور العالية من الصخور العاتية وعمدوا إلى بناء الأسوار لحمايتها من الغارات آنذاك ...



يعتبر سور الحائط الكبير أضخم سور في مملكتنا الغالية حيث يبلغ طول السور حوالي 7 كم على شكل دائري ... يحيط بكافة نواحي المنطقة وله مداخل ... وركب على السور بوابتان أحداهما في الجنوب وتسمى بوابة النويبية والثانية في الشمال وتسمى باب الحبس وقد زود السور بالقلاع وهي قلعة باب الحبس وقلعة جريدا وقلعة الغار وقلعة أبو شجرة وقلعة الحسكانية والفديحة والغابة والبديعة والزبرة كما زودت هذه الحصون بالحراسات الأمنية عن طريق المناوبات الدورية آنذاك ...



ويجدر بنا أيضاً أن نسمي الحائط مدينة الأسوار فكل ذلك ظاهر فيها ولا غرابة إذا عرفنا تاريخ نشأة المدينة وما تعاقب عليها من الأمم العربية البائدة والباقية فهي واحة غنية بمياهها وكثرة بساتينها وخيراتها وقد قدر بعض المؤرخين نخيلها بحوالي 30000 نخلة تمد إنتاجها إلى كافة مناطق بلدنا المعطاء ولقد أقيم سور الحائط العظيم لحماية ثرواتها ...




يتبع.................




Facebook Twitter