إعتكافي في وادي صبرا -- الدكتور سعيد الرواجفه
----------------------------------------------------
-----------------------
ورأيتُ في صبْرا قبوراً خَواليا **
وأعْلمُ ما لاقُــوهُ يوماً مُلاقيا
وتنخَّرتْ أجسادهم في عتْمةٍ **
لا فرق بين الآل او عمرانيا
فشهِقْتُ أنظرُ مُدْلَهِمَّ ظِلاليا **
في لحظةٍ فتوقَّفتْ أنفاسيا
وضعوا لجسمٍ صامتٍ في حفرةٍ **
أخذوا لِحافي واللِّحافُ لِحافِيا
في قادشِ الفرَّانِ كان ركابُنا **
في وادي صبْرا فالهِضابُ العواليا
ومشورةُ الاشرارِ وسْط حُمَيْمةٍ**
صارت شراةٌ بالدِّماءِ الغواليا
واقْشَوْشَعَ الرَّاعي يجرُّ هِبالَهُ **
فتصدَّعَ البُنيانُ حلَّ مكانيا
ودعوتُ في نفسي بصوتٍ خافتٍ **
هل يسمع الرحمن صوتَ دُعائيا
يا مُنزلَ الأملاكِ فوق طرائقٍ **
أنزلْ لجنْدِكَ ناصراً مُتعاليا
إنْ كنتَ تدري حالنا فارفقْ بنا **
إن كنتَ لا تدري فلستُ مُباليا
في وادي صبْرا مُدلهمُّ ظلامُهُ **
كان اعتِكافي والدُّعاءُ دُعائيا