و يسألونك هل انتهيت/بقلمي
وَ يَسْأَلُونَكَ هَل انْتَهَيْت
مَاذَا جَرَى ؟
كُلُّ جُمُوعِي مُنْتَشِرَة
أَحْوَالُهَا مُتَوَتِّرَة
وَ أَنَا المَلِكُ أَرَى
أَعْضَائِي مُتَنَاحِرَة.......
فَمَا بِكُمْ وَ أَنَا الحَكِيم ؟
أَمَسَّكُمْ شَيْطَانٌ رَجِيم
أَوْ أَصَابَكُمْ قَحْطٌ ذَمِيم
فَاشْتَقْتُمْ رُوحَ النَّعِيم
فَمَاذَا جَرَى ؟
وَ يَسْأَلُونَنِي مَا لاَ أَدْرِي
وَ أَنَا أَرَى.....
أَطَعْتَنِي يَا صَاحِبِي
فِي مَرَّةٍ وَ أسْتَحِي
أَنْ تَرُدَّ اليَومَ طَلَبِي
فَهَلْ تُرَاكَ نَسَيْتَنِي
أنَا قَلْبُكَ يَا سَيِّدِي........
فَيَغْمُرُنِي رِيحٌ قَدِيمٌ....
مَا هَذَا الطَّلَبُ الوَخِيمُ ؟
وَ أَنْتَ يَا عَقْلِي السَّلِيم
مَا طَلَبُكَ يَا حَلِيم ؟
وَ يَسْأَلُنِي
مَا لاَ أَدْرِي وَ أَنَا أَرَى
أَطَعْتَنِي يَا صَاحِبِي
فِي مَرَّةٍ وَ أسْتَحِي
أَنْ تَرُدَّ اليَوْمَ طَلَبِي
فَهَلْ تُرَاكَ نَسَيْتَنِي
وَ أَسْتَدِيرُ وَ أَنَا بِلاَ أَنَا......
مَاذَا بِكُمْ ؟
أَهِيَ الجُمُوعُ تَجَنَّنَتْ !
أَهِيَ الأَحْوَالُ تَغَيَّرَتْ !
فَمُحَالٌ أَنْ أَسْتَوِي
وَ أُرَكِّزَ بِفَهْمِي
وَ أُحَقِّقُ مَا تَرْغَبُ
فَقَدْ فَهِمْتُ كُلَّ شَيء
عَيْنَايَ هُنَا اسْتَلقَيتَا
وَ قَلْبِي أَمَامَهُمَا وَقَفَ
وَ عَقْلِي مَعَهُمْ اِنْحَنَى
وَ البَاقِي وَ مَا أَدْرَكَ
قَدْ أَحْزَنُوا فَرْحَتِي
وَ حَزِنْتُ مَاذَا أَرَى
حَزِنْتُ لِمَ أَرَى
وَ لَنْ أُطِيعَ حُلْمَكُمْ
وَ لَنْ أَسْمَعَ حُزْنَكُمْ
وَ أَنْتُمْ صَامِتُونْ....
يَائِسُونْ .....
مُتَّحِدُونْ بِبُكَائِكُمْ....
فَأَفْرِغُوا بِفَرْحَةٍ
لَعَلِّي أَرْضَى رِيَاحَكُمْ
بِنَغْمَةٍ تُرِيحُنِي
فَأَفْرِغُوا مَا بَالُكُمْ؟
أَلَمْ تَرَ يَا سَيّدِي ؟
قَلْبُهَا يُشْبِهُنِي
أَلَمْ تَرَ يَا سَيّدِي ؟
عَيْنَاهَا تَسْحَرُنِي...
أَلَمْ تَرَ يَا سَيِّدِي ؟
كَيَانُهَا كَيَانِي
نُرِيدُ امْتِلاَكَهَا ...
لِنَسْتَوِي....
أَلاَ تَرَى !
اِتْبَعْهَا نَحْنُ مَعَكَ...
بِأَنَّهَا نَعَمْ هِي
عَنْ كُلِّهِنًّ مُبْهِرَة
اِتْبَعْهَا نَحْنُ مَعَك
بِرِفْقَتِكَ....
نُسَانِدُك.....
فَعَقْلُكَ فِي عَقْلِهَا
وَ أَسْتَدِيرُ لِمَنْ أَنَا ؟
وَ حَقًّا رَمَقْتُهَا
وَ يَسْأَلُونَنِي مَا سِرُّهَا
فَطِرْتُ أَيْنَ هِي وَ مَنْ هِي ؟
تِلْكَ التِّي أَشُمُهَا...
مِنْ تُرَابِ آثَارِهَا
مَدِينَتِي وَ زَهْرَتِي
وَ بِطَاقَةَ هُويَّتِي
أَيْنَ هِي ؟
وَ أَخِيرًا فِي مَمَرّ
كَانَتْ الشَّمْسُ
أَوْ سَقَطَ المَطَر
اليَوم أَوْ الأَمْسُ مَا كُنْتُ أَدْرِي إِلاَّ اِنْتِظَارَهَا
أَتَأَمَّلُ وَ أَنْتَظِر
لَعَلَّهَا سَتَنْزِلُ مِنْ مَرْكَبَة
أَوْ تَنْتَظِرْ مَرْكَبَة
المُهِمّ ...
يَجِبُ أَنْ تَعْلَمَ
أَنْ تَتَوَهَّمَ
أَنْ تَحْلُمَ
بِأَنِّي جِئْتُ عَمْدًا لَهَا
وَ كُلُّ يَومٍ تَزْدَادُ وَقْفَتِي
وَ تَزِيدُ حَيْرَتِي
وَ هَاهِي
مُتَأَنِيَةَ لَطِيفَة وَ زَاهِيَة ....
وَقَفَتْ أَمَامِي بَاهِيَة....
اِبْتَسَمَت
وَ فَرْحَتِي ....
فَوَقَّعْتُ حِينَهَا
أَنَّهَا هِي أَنَا وَ أَنَا هِي
فَاحْتَفَلَتْ جَمَاعَتِي
وَ غَنَّيْتُ أُغْنِيَتِي
بِأَنَّهَا أَمِيرَتِي....
وَ مِنْ يَوْمِي...
صِرْتُ سُلْطَانَهَا
بِلاَ مِيرَاثٍ أَوْ أَحْكَامٍ
بِلاَ خَوْفٍ أَوْ مَلاَمٍ
بِلاَ قَرَار أَوْ بُرْهَان
فَكَانَ وُجُودُهَا مَدِينَتِي
فَامْتَلَكْتُ التُّرْبَةَ وَ الأَشْجَارَ
العَصَافِيرَ وَ الأَزْهَارَ
الأَرَاضِي وَ الأَسْوَارَ
وَ البِحَارَ
الرَّغَدَ وَ الأَسْفَارْ
أَصْبَحْتُ سُلْطَانًا بِأَمِيرَتِي.....
وَ لَمْ أَرَجِعْ يَوْمًا لِلْوَرَاء
أَنَّ مَهْمَا الأَضْوَاءُ هُنَاكَ الظَّلْمَاء
أَنَّ هُنَاكَ اِبْتِلاَء
فِي الأَرْضِ وَ السَّمَاء
فَكَرِهْتُهَا أُرِيدُ نَفْيَهَا
تِلْكَ التِّي أَحْبَبْتُهَا
دَمَّرَتْنِي ....
فَأَصْبَحْتُ أَقَلَّ مِنْ أَظَافِرِهَا
غَيْرِ المُقَلَّمَة
أَصْبَحْتُ أَقَلَّ مِنْ غِلْمَانِهَا
أَوْ بِقَسْوَةٍ مؤْلِمَة
أَصْبَحْتُ مِنْ إِحْدَى نُكَتِهَا
دَمَّرَتْنِي....
وَ رغْمَ بُعْدِهَا ...
لَا زَالَتْ بِحَوْزَتِي
فِي أَعْمَاقِ كَهْفِي
لاَ زَالَتْ تَدُورُ أَمَامِي
المُغَفَلَة لِتَجْذِبَنِي
لِأَعُودَ مِنْ جَدِيدٍ لَهَا
أَوْ لِكَيْلاَ أَنْسَى
أَوْ لِأَبْكِي
مُسْتَحِيلٌ ...
مُسْتَحِيل أَنْ أَبْكِي ...
وَكُنْتُ قَيْسًا أَوْ جَمِيل ...
تَمَرَغْتُ العِلَّةَ وَ العلِيل ...
مِنْ أَنِينٍ لِعَوِيلْ
كُنْتُ سَأَمُوتُ ذَلِيلا...
دَخَلْتُ شَارِعَ المَجَانِين...
فَمِنْ كُلِّ النِّسَاءْ
كَانَتْ هِي العُشَ الأَمِين
لاَ جُوعَ ...لاَ فَقْرَ سِوَى الحَنِينْ....
هِي الأَمَانُ لاَ المِحَانْ....
كَانَتْ أَجْمَلَ جَنَّةٍ لِلْوَلْهَان
وَ أَزْكَى وَاحَةٍ لِلْعَطْشَان
وَ الآنَ...
شَكَرْتُ ابْتِلاَئِي
صَافَحْتُ بُكَائِي
وَ جَمَعْتُ شَقَائِي
فِي حَقِيبَة النِّسْيَان
فَلَنْ أَعُودَ
يَا مَدِينَتِي العَتِيقَة.....
يَا مَدِينَتِي المَرِيضَة....
لَنْ أَعُودَ لِلضَرَبَات وَ الغَثَيَان...
لِلانْهِيَارَاتِ وَ العِصْيَان
فَقَدْ جَاوَزْتُ الأَرْبَعِينَ
لَكِنِّي أَومِنُ بِفِكْرًتِي
فَرُبَّمَا لَنْ نَلْتَقِي
لَوْ خُلِقْنَا جِبَالا....
لَكِنَّكِ بَشَرِيَّة إِنْسَانَة
وَ أَنَا كَذَلِكَ إِنْسَانٌ
و بَيْنَنَا رَبٌ رَحْمَان
سَنَلْتَقِي يَوْمًا مَهْمَا العَذَابْ
مَهْمَا الأَلَمُ وَ العِقَابُ
يَوْمَ الحِسَاب
وَ رَبِّي غَفَّارٌ رَحِيمْ
وَ بِيَدِهِ المَقَادِيرُ
وَ أَنْ أُسَامِحَكِ سَيِّدَتِي
لَنْ أُجِيبَكِ حَتَّى نَلْتَقِي
يَوْمَ نَنْتَهِي
فَاسْأَلِي جَمَاعَتِي
كَيْفَ انْتَهَيتُ مِنْ عِلَّتِي.
و شكرا لهذا المنتدى الأصيل و تحية شرفية لكل الإدارة و المشرفين و المراقبين و الأعضاء و الضيوف الأعزاء دون إستثناء رجال و نساء من أصغرهم سنا إلى أكبرهم حقق الله أمانيهم لحسن الإصغاء و المتابعة ....حماكم الله.
آخر تعديل بواسطة حمامة عربية ، 11-12-2014 الساعة 10:22 PM.
|