المرء يعرف في الأنام بفعلهـ
رائعة شعرية للإمام محمد بن إدريس الشافعي
المرء يُعرفُ فِي الأَنَامِ بِفِعْلِهِـ
وَخَصَائِلُ المَرْءِ الكَرِيم كَأَصْلِهِـ
إصْبِر عَلَى حُلْوِ الزَّمَانِ وَمُرّهـ
وَاعْلَمْ بِأَنَّ اللهَ بَالِغُ أَمْرِهِـ ..
لا تَسْتَغِيب فَتُسْتَغابُ ، وَرُبّمَا
مَنْ قَال شَيْئاً ، قِيْلَ فِيْهـ بِمِثْلِهِـ
وَتَجَنَّبِ الفَحْشَاءَ لا تَنْطِقْ بِهَا
مَا دُمْتَ فِي جِدّ الكَلامِ وَهَزْلِهِـ
وَإِذَا الصَّدِيْقُ أَسَى عَلَيْكَـ بِجَهْلِهِـ
فَاصْفَح لأَجْلِ الوُدِّ لَيْسَ لأَجْلِهِـ ،
كَمْ عَالمٍ مُتَفَضِّلٍ ، قَدْ سَبّهُـ .!
مَنْ لا يُسَاوِي غِرْزَةً فِي نَعْلِهِـ !
البَحْرُ تَعْلُو فَوْقَهُـ جِيَفُ الفَلا ..
وَالدُّرّ مَطْمُوْرٌ بِأَسْفَلِ رَمْلِهِـ ،
وَاعْجَبْ لِعُصْفُوْرٍ يُزَاحِمُ بَاشِقاً
إلاّ لِطَيْشَتِهِـ .. وَخِفّةِ ، عَقْلِهِـ !
إِيّاكَـ تَجْنِي سُكَّرًا مِنْ حَنْظَلٍ ،
فَالشَّيْءُ يَرْجِعُ بِالمَذَاقِ لأَصْلِهِـ
فِي الجَوِّ مَكْتُوْبٌٌ عَلَى صُحُفِ الهَوَى
مَنْ يَعْمَلِ المَعْرُوْفَ يُجْزَ بِمِثْلِهِـ