عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 01-04-2014, 10:26 PM
آلغريــبـهَ !
عضو فعال
الصورة الشخصية لـ آلغريــبـهَ !
رقم العضوية : 17013
تاريخ التسجيل : 20 / 3 / 2014
عدد المشاركات : 215
قوة السمعة : 11

آلغريــبـهَ ! بدأ يبرز
غير متواجد
 
مشاركة صعود بلا حدود [ 3 ]


هل تعرف سوبر كايروهوندا ؟

قبل أن تبحر بين ثنايا هذا الموضوع دعني أقدم لك مثالاً للصعود بلا حدود لرجل قد أدرك قوة القرار الحقيقي ، وأخذ عهداً على نفسه بألا يتراجع عن قراره ، فقد استخدم كل الثروات المحيطة به ، وذلل كل العقبات والصعوبات التي اعترض طريق نجاحه ، واستمر يناشد هدفه رغم الانهيارات التي انهالت عليه ، ولكن بقوة إصراره وبفكره اليجابي الخلاق اتطاع أن يصنع مجداً حافلاً بالانتصارات ، إنه سوبر كايروهوندا ، مؤسس شركة هوندا ..

في عام 1938 م ، كان هوندا تلميذاً فقيراً كان حلمه تصميم حلقة مكبس يصنعها يبيعها لشركة تايوتا .

فكان في كل صباح يذهب إلى المدرسة ، أما في الليل فكان يعمل على التصميم الذي أراده ، حتى يلطخ كوعيه الشحم ، وقد أنفق على مشروعه ما كان لديه من مال قليل ولم ينته المشروع بعد .

وبعد عناء سنين تمكن في النهاية من تصميم دائرة المكبس التي كان متأكداً من أن شركة تايوتا ستشتريها ، ولكن عندما أخذها إليهم رفضوها .

وذهب بعد ذلك إلى مجتمعه ليعاني من إهانة أصدقاءه له ويخبروه بأنه كان أحمق عندما أضاع وقتاً في تصميم مثل تلك الأداة الميكانيكية السخيفة .

هل تحسبه شعر بالإحباط ؟

هل تعتقد أنه شعر باليأس ؟

هل كان يعاني من الإفلاس ؟

نعم .. لكن هل استسلم ؟ .. كلا لم يستسلم .


فقد أمضى السنتين التاليتين وهو يحاول إيجاد طرق أفضل لتحسين حلقة المكبس .. فقد كانت لديه الوصفة الأساسية للنجاح :

1- لقد قرر ما يريد .
2 - وحاول مع قوة إصراره .
3- واستطاع أن يلاحظ متى صادفه النجاح ومتى واجهه الفشل .
4- واستمر في تغيير منهجه . فقد كان مرناً في طريقة تعامله مع الأشياء .





وأخيراً بعد مرور عامين ، استطاع أن يطور فيهما تصميمه ، وبالفعل قبلت شركة تويوتا شراء منتجه .

وقد احتاج هوندا إلى مواد الخرسانة المسلحة من أجل بناء مصنعه ، ولكن الحكومة اليابانية كانت تستعد للحرب العالمية الثانية في ذلك الوقت ، ولذا لم تتوفر أية كمية من المواد الخرسانية .

ومرة أخرى بدأ الأمر كما لو أن حلمه سيموت ! .. ولم يكن هناك من يساعده ، هل تحسبه تخلى عن حلمه ؟

فقد جمع مجموعة من أصدقاءه وعملوا على مدار الأربع وعشرين ساعة وهم يجربون أساليب مختلفة حتى وجدوا طريقة جديدة لتصنيع الخرسانة ، وقد أنشأ مصنعه وتمكن أخيراً من إناج حلقات المكابس .





فالقصة لم تنته عند ذلك ، لقد قصفت الولايات المتحدة مصنعه في أثناء الحرب ودمرت معظمه .. وبدلاً من الشعور بالانكسار . حشد كل موظفيه ، وقال لهم : اجروا بسرعة خارج المصنع وشاهدوا هذه الطائرات . فما سيفعلونه الآن هو إنزال خزانات الوقود من طائراتهم ..
فعلينا أن نعرف المكان الذي ينزلون فيه هذه الصفائح ونحصل عليها لأنها تحتوي على المادة الخام التي نحتاجها في عملية التصنيع ! .. وكانت هذه هي المواد التي لم يتمكنوا من الحصول عليها في اليابان .

لقد كان هوندا يسعى لاستغلال أي شيء تمنحه إياه الحياة ، وفي النهاية قد ضرب زلزال مصنعه واضطر إلى بيع عملية تصنيع المكابس إلى شركة تويوتا ، ولكن الله سبحانه وتعالى لا يغلق طريق أمل حتى يفتح طريقاً آخر ، ولذا علينا أن نبقى في يقظة لنرى الفرص الجديدة ونغتنمها .

عندما انتهت الحب ، كانت اليابان في حالة اضطراب تام ، وكانت تعاني من قلة المواد الطبيعية في جميع أنحاء البلاد ، فقد كان يتم توزيع البنزين على حصص متكافئة لترشيد استخدامه ، وفي بعض الأحيان كان يتعسر الحصول ليه تقريباً ..

وكان هوندا بالكاد يحصل على ما يكفي من الوقود لقيادة سيارته إلى السوق لشراء الطعام لعائلته .

وبدلاً من الشعور بالهزيمة واليأس اتخذ قراراً جديداً ، فقد قرر ألا يستسلم أمام هذه الحياة الصعبة .. وسأل نفسه أسئلة قوية :

ماذا يمكنني أن أفعل حتى أوفر الطعام لأسرتي من جديد ؟

كيف يمكنني استغلال الأشياء التي أملكها من أجل إجاد طريقة لتحقيق غايتي ؟





ولقد لاحظ أن لديه محركاً صغيراً كان نوعه وحجمه يكفي لتشغيل آلة تقليدية لجز الحشائش ، وطرأت لديه فكرة تثبيته في دراجته .. وكانت هذه اللحظة هي لحظة ابتكار أول دراجة لها محرك ، وقد اعتاد قيادتها من وإلى السوق ، وسرعان ما طلب منه أصدقاؤه أن يصنع لهم مثلها .. وبعد ذلك بفترة وجيزة كان قد أعد العديد من هذه الدرجات لدرجة أنه قد نفذ كل ما لديه من هذه المحركات .. ولذا قرر أن يؤسس مصنعاً لتصنيعها بنفسه .. ولكن لم يكن لديه مال يكفي ، وكانت اليابان حينئذ تعاني من اضطرابات شديدة .. فكيف سيفعل ذلك ؟





وبدلاً من الاستسلام ، وبدلاً من أن يقول : لا شيء يجدي ، توصل لفكرة ممتازة !! .. لقد قرر أن يكتب خطاباً إلى كل شخص يمتلك متجراً لبيع الدراجات في اليابان ، ويقول لهم فه أنه يعتقد بأن لديه الحل لإعادة الحركة إلى اليابان مرة ثانية ، وأن دراجته البخارية ستكون رخيصة الثمن وستساعد الناس على التحرك أينما أرادوا اذهاب .. وبعد ذلك طلب منهم أن يستثمروا أموالهم في ذلك ..

قد استلم خطاب هوندا 18000 شخص من أصحاب متاجر الدراجات ، منهم 3000 هم الذين أعطوه مالاً ، وقد قام بتصنيع أول شحنة منها .. وبعد ذلك أصبح ناجحاً ، أليس كذلك ؟

اشتراها القليل جداً من اليابانيين وهذا ما لاحظه ، وللمرة الثانية أخذ يلاحظ الأخطاء التي وقع فيها ، وبدلاً من الاستسلام قام بتغيير أسلوبه مرة أخرى وقرر أن يجعل الدراجة البخارية أخف وزناً وأصغر حجماً . وأطلق عليها اسم ( Cub ) وقد حققت له نجاحاً بين يوم وليلة ، وحصلت على جائزة الإمبراطور .. لقد نظر إليها الجميع ولسان حالهم يقول : إنه لذو حظٍ عظيم كي يتوصل إلى هذه الفكرة ، واليوم تعد شركة هوندا من أكثر الشركات نجاحاً في العالم .

لم يستسلم إطلاقاً ، ولم ينصاع للظروف والعقبات وإنما صنع منها مجداً يشاهده كل البشر ، فقد سخر كل ما يحيط به من أجل انطلاقة نحو مراده ، ولم يرضخ أبداً وإنما استمر واستمر دون توقف ..

خلقنا الله سبحانه وتعالى وميزنا عن بقية خلقه بالعقل ، لنفكر بكل شيء حولنا ونتأمل بإبداعات الخالق سبحانه وتعالى ، ولنستخدم عقلنا لتحقيق مصالحنا الدنيوية والأخروية ..

ولكن نفاجأ من بعض الأفراد حينما يستخدمون تفيرهم في المجال السلبي مما يولد لديهم الحزن والألم والفشل والتشاؤم والنظرة الشمولية البائسة لهذه الحياة ..

وهؤلاء من يثيرون الشفقة لأنهم يقتلون كل نبض للسعادة ، ويطفئون كل بصيص نور يشرق عليهم ، ويحطمون أهدافهم قبل الخطوة الأولى لتحقيقها ، وأيضاً متذمرون من الواقع الذي يرسمونه مصاحبين للقلق والاكتئاب ، ومشجعين للتشاؤم ، رافعين رايات الفشل والإخفاقات .

وما في ثنايا هذا الموضوع هو رحلة ف عالم التفكير الإيجابي ، لنبحر في أعماق النفس التي أنهكتها الأفكار السوداوية ، وتشبثت بها شوائب الأيام ، وأذبلتها الهموم والأحزان والقلق ، وهدفنا هو أن تسافر نحو عالمك الحقيقي الذي ينعم بالحياة الهادئة ، والمغامرة الجريئة نحو تحقيق أهافك ، والخوض في أمواج الحياة بكل ثقة ..

















.

الموضوع الأصلي: صعود بلا حدود [ 3 ] | | الكاتب: آلغريــبـهَ ! | | المصدر: شبكة بني عبس