بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آلهـ وصحبهـ أجمعين .... وبعد
أنتقل والدي الى رحمة الله قبل عدة سنوات ، ولم أحزن كحزني اليوم بعد صلاة العصر ،
عندما وارينا التراب على جنازتين لأسرة واحدة من الجنسية اليمنية ،
في قبرين متجاورين في مشهد رهيب ، عندها وجدت نفسي بين تلكـ الجموع في المقبرة
لم استطع منع قطرات الدمع من الانسياب من عيوني بسخونهـ حين رأيت منظر أبنائهم لامس قلبي ، وأدمع عيني
وخرجت مني بإحساس صادق ، منظر فعلاً أقشعر جلدي منهـ
وكانتا هاتين الجنازتين لأب و لأم من أسرة واحدة توفيا في حادث حريق بمنزلهم بعد صلاة الجمعة وتوفيا أختناقً من
الدخان الناتج من الحريق وهما يخُرجان أطفالهم وأبنائهم خوفً عليهم من الحريق ، حيث توفيت الأم في نفس اليوم ،
والأب توفي في اليوم الثاني ، وأيضاً يوجد طفلتين بالعناية المركزهـ
أتركـ لكم الغوص بهذهـ العبارت ولكن من دون ان تسكبوا دمعا ً
أن تفقد أحد والديكـ معناهـ أن تعتنق مبدأ أن البسمة نصفها ماء ، وأن اللون الأزرق قد غادر السماء ،
وأن تحفر قبراً أخر لكـ بين حرف الألف وحرف الميم ، أو بين حرف الألف والباء !!!
وأن تفقد أحد والديكـ معناهـ أن تكون العين بلا فائدة حين تستيقظ ولا ترى من تحب أمامكـ !!!
ومعناهـ أن تشرب اللأمعنى حتى الثمالة ، ومعناهـ أن تستسلم وسط الحروب الدائرة بين الوقت والساعة !!!
فكيف من فقد أمة وأبوهـ وواراهما التراب في يومً واحد بقبرين متجاورين
أتينا حتى نصبر أبنائهم ولكن لم نتمالكـ أنفسنا
واحب اختم هذهـ الموضوع
بإن الله يحفظ لنا ابائنا وامهاتنا وأباء وأمهات المسلمين أجمعين
تحياتي لكم
أخوكم ومحبكم
حمد محمد