يَا مَنْ لَمْ تَرْحَمْنِي
كَيْفَ سَأَعُودُ فِي السِّر
فِي أَوَّلِ رِسَالَة
أُوَكِّلُهَا لِلْقَدَرْ
لِتَفْرَغَ جَرَّتِي فَإِلَيْهِ يَرْجِعُ الأَمْر
كَيْفَ سَأُلَقِّبُكَ
يَا مَنْ لَمْ تَرْحَمْنِي
يَا مَن ْوَجَدْتُكَ فِي خُطَطِي
مُهَدِّمًا تَوَقُّعَاتِي
تُهَدِّمُنِي بِمُسَابَقَتِي فِي كُلِّ رَدَّة فِعْل
فَأَقِفُ صَارِخَةً سَأَنْسَاكَ
بِكُلِّ قُدْرَتِي فَاذْهَبْ وَ خُذْ مَعَكَ رَايَتِي
وَ لَا تَأْمَلْ مِن ْجَدِيدْ مصَادَفَتِي.....
وَ مَهْمَا طَالَ الحَال
يَعُودُ وَ يَقْصُرْ
تَبْدَأُ الاِسْتِعْداَدْ مِنْ الصِّفْر
فَتُخَيّبُ رَايَتِي
وَ أُرَقِّمُ خَانَتِي
بِالعَوْدَة لِلصِّراَعِ بِقُوَتِي....
فَلاَ تَتَخَيَّلْ سُقُوطِي
فَأَنا صَلْبَةٌ بِمَحْضِ إِراَدَتِي
لِأَنِّي اِمْرَأَةٌ تَكْفِينِي عُلُوًّا كَرَامَتِي
وَ الجَرْي ذُلاًّ لَيْسَ مِنْ عَادَتِي
فَأَنَا رَضَعْتُ الحُرِيَّة
مُنْذ ُوِلاَدَتِي لِآخِرِ نِهَايَتِي....
فَاسْتَرِحْ قَلِيلا ً
وَ تَفَطَّنْ بِأَنَّ وَسِيلَتِي
مُنْذُ اِسْتِيعَابِي إِشَاراَتِكَ
كَانَتْ حَرْفَ لَا
وَ لِحَدِّ الآنْ لاَ
أَلَمْ تَفْهَمْ أَنَّنِي أَخْشَى الحَرَامْ.....
فَتَقَبَّلْهَا
فَأَناَ أَتَنَفّسُ الحَلاَل لِرَاحَتِي
فَاخْتَصِرْ مُحَارَبَتِي
يَا مَنْ لَمْ تَرْحَمْنِي .....
فَكَيْفَ سَأَدْعُوكَ لِأَخْتُمَ رِسَالَتِي
صَعْبٌ أَنْتَ جِدًا فِي مُذَكِّرَتِي
مُسْتَحِيلٌ قبُولَكَ دَاخِلَ رَغْبَتِي
فَبِقَدْرِ خُشُونَتِي وَ جَدَارَتِي ......
رَهِيفٌ أَنْتَ فِي كُلِّ صُدْفَة
تُلْقيِهَا لِي
فَتَأْمُرْنِي ....
تُحَيّرُنِي....
لَبَّيْتَ كُلَّ شُرُوطِي
بِأَنَّكَ شَمْسِي
اِعْتَدْتُ عَلَيْك َفِي ظَلاَمِي
وَ فِي قَلَمِي عِنْدَ كُلِّ كِتاَبَة
فَكَيْفَ سَتَكُونُ الإِجَابَة ؟
مِنْكَ وَ مَتَى ؟
وَ كَيْفَ هِي آخِرُ خُطَّة ؟
سَتُوَاجِهُنِي بِها
يَا مَنْ لَمْ تَرْحَمْنِي ....
فَأَجِبْنِي
وَ لتَعْمَلْ جَاهِداً
لِتَرْتَاحَ أَعْصَابِي
فَإِمَّا أَنَّكَ جُزْئِي
خُلِقْتَ بَاحِثًا عَنِي
وَ سَأَرْضَاكَ لِصَوْتِ القَسِيمَة
وَ لَحْنِ القَدَرْ.....
وَ إِمَّا أَنَّكَ شَقَائِي
تَتَمَنَّى إِذْلَالِي
لِطُعْمِ الأَلَم ْ.....
فَاسْمَعْ أَنا حَوّاءٌ
وَ نَوْعِي لَا يَرْضَى القَهْر
سَأُعَذِّبُكَ
لِتَتَذَوَّقَ المُرّ
فَتَزْدَاد سَعادَتِي .