الموضوع: سكون
عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 262  ]
قديم 18-12-2013, 06:00 AM
ضوء
كــاتب
الصورة الشخصية لـ ضوء
رقم العضوية : 12032
تاريخ التسجيل : 24 / 12 / 2010
عدد المشاركات : 1,016
قوة السمعة : 16

ضوء بدأ يبرز
غير متواجد
 
Lightbulb وَلَمْ أَكُنْ بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا
.


..


ولو إفترضنا ... في إجتماع عقلي ووعيك على مائدة التأمل ...
سنجد أن الصداع / رجل محترم لايقف الأ على رأس الجسد
حين تتأذى من سطوته وتقوم بطردهـ يخرج دون تردد
وقد يضع عينيه بقربك وبثقة يقول / سأعود /
وكأنك لاتستطيع رفع النظر اليه
لأنك تشعر بقوة نفوذهـ


أما الحمى / فتاة من سلالة الجن تسكنك دون أن تشعر
وتظهر معك بشكل نوبات متباعدة قد تؤدي الى الوفاة
تمتطيك وتجعل لسانك يهذي وأنت في حال مزرية
هذه المواصفات تنطبق تماما على المتلبس بالجن




ولو تأملنا قوله الله تعالى ... / [أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ ]
نجد أن المقصود بـ [اللَّاعِنُونَ] هم الملائكة والمؤمنين ودواب الأرض
حيث يجوز لهم لعن كل من كتم علماً أوظلمة الأرض أومن مات كافراً
لذا / بما أننا أحد المؤمنين أن شاء الله يجوز لنا لعنة المؤذي لأنه ظالم
ومرض الحمى إيذاء للإنسان والإنسان مكرم عند الله سبحانه وتعالى
وعليه / يجوز لنا أن نقول / لعن الله الحمى ليس لأنها إيذاء وحسب
بل لأنها المبادرة رغم رفضك ودون حياء تتشبث بجوار المحاشم
سادية / تلهب بحرارة الرغبة في إيذاءك كل جزيئات المكان
حتى الهواء من حرارة المكان يتهاوى بجانبك كالرماد
وكأنه يهمس في أذنك بتأفف :[ياالله ماأضعفك]





الحمى / تشبه عشق أفعى الأناكوندا حين تلتف حول فريستها
كعناق العشاق مطوقة جسدهـ حد تكسر عظامه تمهيداً لإبتلاعـه

وأقرب وصف لـ الحمى هو قول العرب [ ومن الحب ماقتل ]
تدور حول مصابها كإشتياق العاشق تريد الإقتران بداخله
حتى تسكن عظامه مهددة حياته بالخطر

فـ هي أحياناً تأتي ناعمة كأنها تتسلل من تحت الذراع
وغالباً ... تأتي ثائرة على الجسد تلهثُ بـ شوقٍ يلهث
تلتفت حول الخصر في عناقٍ حار ضاربة الجسد
برعشة يهتز لها البدن بمقياس أضلع الصدر
من هول عناقها يمتلأ النظر بلون الدم
وتتفجر أبواب الجسد بماءٍ منهمر
وبسرعة تتجرع لسانك ثائرة
تنهت بصوتٍ متقطع
[مباحٌ لي جسدك]


يهترىء الجسد يحاول عدم السقوط على الأرض
يستجمع قواه ويتشتت النظر يتكأ على مالآيراهـ
حتى تعصف به ...... .. لـ يسقط متكوراً على الأرض
حينها تعتليه وكأنها تشوش له بحنينٍ يستشيط لهباً :
لا أريد موتك ولاغنى لي عن عذابك
أنظرني لا أحمل النعش لك والكفن
فـ أشرب من مائي ولاتخف
تنفس معي أرفع بصرك
لاتضع يدك على عينيك
دعني أرى إبتسامتك
أجذبني اليك أغرق معك
أحبسني في قميصك ولن أطيل
أعدك عند بزوغ الفجر سأودعك


لا نهار للحمى ولا نفوذ لها سوى تحت لحاف الليل
تظل تسقيك ناراً حتى يُضيء النور من خلف الأفـق
عند النهار تختبىء كأنها لاتريد المداخلة أمام الملأ
وتنتظرك بفارغ الألم بعد بداية اللـيل بساعات
ومايقتلك بعد زيارتها في الليلة الأولى
أن لها زيارة في الليلة الثانية مهما فعلت
فــ أنظر كيف سيكون حال منتظرها طول النهار



نفس /
اللهجة العامية منحت الحمى أسماء آرقها نعومة / فلان مصخن
وأذا سمعوا أن أحدهم سقط طريح بـ الحمى قيل / فلان مركوب
أما أذا شعر أحدهم بإرتفاع حرارته منذ البداية تجدهـ يقول / أنا أركْبتْ

وعند الركوب تسقيه من ماءها دون دفع ودون مقاومة
حتى يترسب على الأرض وأنفاسه المتلاحقة تشهق
بين صوته ودمعه غصة / كم أنت عاصي يانفس




إغماءة /
نسيت أن أقول /
والدليل أن الحمى من عالم الجن
أنها لاتأتي الأ وقت الليل وأنت وحيد
تشبه قدوم الجاثوم حين يأتيك عند السكون
يطبق عليك طبقاً على طبق وأنت تنظر الى أصحابك
وقد كونوا دائرة للعب الورق تريد أرسال عيناك خارج جسدك
لتهز أقرب ظهر مقابل لك لينتبه لحالتك لكن العيون ثابتة لاتتحرك
كأنهم يتعمدون عدم الإلتفات تشعر أنك تصرخ وهم لايسمعون
ووتبقى على حالتك بينهم وكأن الصمت أدخل يديه لـ خنقك
يمضي الوقت وهم لايشعرون بـ صمتك حتى يأتيك الفرج
حين تقرأ ماتيسر لك مع الاسترخاء وفجأة ينفك بسرعة
فتنتفض لتصبح معاناتك مع الجاثوم قريبة الى حد ما
من قصة قصيرة " الصمت نطق يوما ما "




غصة /
عند أول كبوة لاشيء يبقى تحت إمرة الإنسان
بدءً من دموعه المخبئة والتي تخرج دون إذن
حتى خيط الحذاء الذي يضجر وينقطع مع القدم
لاشيء يبقى تحت إمرة الإنسان سوى ذلك الباب
يقف أمامك بكل إحترام لكن الباب أصم أبكم لايرى




حين يسقط في فلك العماء بين الذوبان والتلاشي
يهذي وعيناهـ معلقة على الباب في حال مزرية
لو رأيتموه لوليتم بالفرار قبح نظر وبشاعة منظر

صدره يفوح بعد حريقها يريد الوقوف ولايستطيع التحرك
مشتت كامن ضعيف لاحركة لا إرادة ... ولايتعدى عن مكانه
أنساهـ الألم ذكر ربه ولاحول ولاحكم له حتى على دواخله_*
وحيداً سقط / ولاشيء أصعبُ على المريضِ من الإنتظار
حينها تلهمك الحمى قصة قصيرة مضومنها " القبر مفتوح "


وفي إنتظار معقود بنواصيه النظر غرق في وحشة إنتظار من لايأتي
الأ أن الأفق الضيّق يتمليء بأحداث تمر أمام عينيه وأشياء تطير حوله
لايعرف هذه الأشياء الى أين تنتهي لكنه يتابعها بعينين تتجه الى الذبول
حيث يتراءى له / عربات تجرها أحصنة ...
أوراق تتطاير من مكائن الصراف الألي
أشياء تسطع بشكل مؤذي ... صوت إنذار
فارس بـ لباس المحارب راسل كرو
يدير هذه الأشياء ويصرخ بكلمات
ليس لها معنى ولاعلاقة بينها
ولكل محموم مارأى .....



نزف /
وصفت للدكتور بعض ماأهرف به أحياناً
وأستغراب من يسمعني وكأنه لايصدقني
وعلت الإبتسامة وجهه وقال دون تردد ... /
كلما زاد خيال المصاب زادته الحمى مشاهد






شهقة /
كيف أمنعني من الوصول
الى مافي مخيلتي ؟؟؟؟؟


توقيع ضوء
لآيمكنك الكتابة هنا