لاَ تَذْكُرْنِي
لَا تَذْكُرْ اِسْمِي
كَيْفَ تَقُولُ بِأَنَّكَ بَشَرٌ مِثَالِيّ
كَيْفَ تَقُولُ بِأَنَّكَ وَاقِعِيّ
كَيْفَ تَقُولُ بِأَنَّكَ جِدِّي
وَ قَدْ طَرَقْتَنِي
فَكُنْتُ أَشْبَهَ بِمِسْمَارٍ
كَادَ يَنْغَمِسُ فَيَنْحَنِي
وَ اَنْحَنَيْتُ حِينَ تَرَكْتَنِي
تَذَكَّرْ وَ لاَ تَذْكُرْنِي
كَمْ سَعَيْتَ جَاهِدًا لِإِمْسَاكِي
لِسَمَاعِي
لِإِرْضَائِي
و حَتَّى اِنْتِظَار رَدِّي
تَذَكَّرْ وَ لَا تَذْكُرْنِي
كَم ْمِنْ سَنَةٍ بِتَّ فِيهَا تَنْتَظِرُنِي
تَذَكَّرْ و تَمَعَّنْ المَعَانِي
اِجْتَهْدَتَ جُهْدًا قَاسٍ
فَقَط.ْ...
و أُعِيدُهَا، لِإِرْضَائِي
لِأَجْلِ إِيقَاعِي
فَوَقَعْتُ فِي سَاحِلِكَ الدَّافِئ
و لَا أُنْكِرُ وُقُوعِي
فَقَطْ....
تَذَكَّرْ وَ لَا تَذْكُرنِي
كَم أَقْسَمْتَ بِحُبِّكَ لِي
كَمْ مِنْ عَهْدٍ عَاهَدْتَنِي
كَمْ رَسَمْتَ أَحْلَامَكَ مَعِي
كُنْتَ صَدْراً وَاسِعًا بَاقٍ
فَقَطْ....
تَذَكَّرْ وَ لاَ تَذْكُرْنِي
وَ أَثْبَتَّ لِي
لَمَا طَالَتْ مَعَكَ لَحَظَاتِي
أَنَّهُ بِوُسعِكَ أَخْذيِ
فَبَرْهَنْتَ فِي البِدَايَة
وَ لَمْ تُكْمِلْ مَا بَدَأْت
وَ لَمْ تَعُدْ كَمَا كُنْتَ
تَرَكْتَ ذِكْرَيَاتِكَ تَطْفُو عَلَيَّ
فَأَصْبَحْتُ شَاطِئا رَمْلِيّا
لَكِنْ مِن دُونِ بَحْرٍ يَضُمُّنِي
أَصْبَحْتُ كَأْسًا خَاوٍ
يَنْتَظِرُ سُكُوب المَاءِ اليَاقُوتِي
تَذَكَّرْ وَ لاَ تَذْكُرْنِي
وَ صَدِّقْنِي....
بِأَنَّهَا لَا تَكْفِينِي وَ لَا تُغْنِينِي الوُرُودُ الْحَمْرَاء
لاَ تَهُمُّنِي الرَّسَائِلُ المَنْقُوشَةُ بِأَلْواَنِ الْصَّفَاء
بَل المُجْدِي....
النَّصْرُ عَلى صَدْرٍ يَحْمِينِي
فَلَناَ نَظْرَة
نَظْرَتُكَ نَظْرَتِي
لَنَا اتِّجَاه
اِتِّجَاهُكَ اِتِّجَاهِي
لَنَا نُقْطَه
نُقْطَتُكَ نُقْطَتِي
إِلى أَنْ تُفَرِّقَنَا الدُّنْيَا
تَذَكَّرْ وَ لَا تَذْكُرْنِي
تَذَكَّرْ الذِّكْرَيات وَ أجِبْنِي
وَ لَا تَذْكُرْ اِسْمِي
فَقَدْ أَصْبَحْتُ حَفَّارَةً لِلْقُبُورِ يَا قَاتِلِي
وَ قَبَرْتُ حُبَّكَ بِحُبِي
فِي أدْنَى الْقُبُور
نَوْعُهُ قَليلُ الْوُجُودِ لَو تَدْرِي
فَتَذَكَّرْ وَاخْتَفِي
وَ لاَ تَذْكُرْ اِسْمِي
فَقَبْرُكَ يُدْعَى
الْخُرَافَةُ تَنْتَهِي
فَلاَ تَذْكُرْنِي.....