كتبه_ سعود تركي الرشيدي
قبل حوالى 30 سنة وعندما كان ماجد عبدالله وصالح النعيمه ورفاقهم الخضر وبقيادة عراب الكرة السعودية الكابتن خليل الزياني يحرثون ملاعب سنغافورة.. وفي ليلة لم تغب عن ذاكرة الكثير من مخضرمي الرياضة السعودية وعندما اطاح كبير مهاجمي آسيا بطقم الصين واتبعهم بحارسهم قفز صالح النعيمة عاليا واحتضن ماجد كثيرا في منظر لن ينسي بكاء علي داوود.. وأبكي كل ما كان يتابعه وكنا في بداية النهوض الرياضي.. بعدها هيمن الأخضر هيمنة مطلقه على الصعيد الآسيوي لمدة 20 سنة..
ولكن للاسف عند دخول المنتفعين للمجال الرياضي وتحويل الكرة من أداة فن ومتعة إلى مصدر ودخل مالي لبعض الاشخاص بدأنا ندخل في منحي هابط منذ زمن.. ولكن وجود نجوم على مستوي كبير جعلنا لا نرى ذلك النزول.. وعند اعتزال النجوم الحقيقيين وضح لنا ولكل متابع وبلغة الارقام تدهور حالنا الرياضي... فخسرنا كأسنا المفضل وابتعدنا عن التأهل لكأس العالم إلى أن وصلنا إلى نقطة الصفر.. وهي عدم التأهل الى التصفيات النهائية لكأس العالم.. والخروج من الادوار الاولى لكأس آسيا.. بعدها ابتعد الامير سلطان بن فهد عن رئاسة الكرة وأوكلت الامور الي ابن الاسد ومؤسس الحركة الرياضية الحقيقية فيصل بن فهد مع اعتزازنا بما قدمه الامير خالد الفيصل.
عندما اسندت الامور الى الامير نواف بن فيصل وهو الشاب الذكي المتعلم علم ان الله لم يخلق لرجل من قلبين بجوف واحد وقام بالتخصيص وهو اعطاء كل اتحاد حقه من كل شيء..
فأوكل إلى الاستاذ احمد عيد رئاسة اتحاد الكرة بشكل مؤقت وعند الانتخابات وفوز أحمد عيد بكرسي الرئاسة توقع الكثير أن لا يحقق الطموح خصوصا من اصحاب المصالح والمتلونيين
ولكن الرجل يحتاج الى وقت طويل ويحتاج أيضا إلى رجال صادقين يساعدونه على تحقيق النجاح وهو ما أراه الان بدأ يتحقق ولو جزئيا.. وأعتقد ان اعتماد لعب المنتخب السعودي بالمام وبهذا الوقت هو لعبه ذكية من هذا الرجل فهو ابعد المنتخب عن الصخب وعن الالوان والتعصب والضغط
ومنذ زمن بعيد لاول مرة يحقق المنتخب 12 نقطة من أصل 12 ويتأهل رغم أنه لايزال هناك جولتين متبقيتين
وهذا هو المنتخب السعودي.. فقد كان يتأهل ويحجز المركز الاول ويترك البقية يتصارعون على الثاني وكأنه يستشعر بيت الشعر من رمز الشعر خالد الفيصل
ما حب انا المركز الثاني ............................. الاول اموت واحيا به
ورأينا تلاحم كبير بين انصار المنتخب وبين اللاعبين والاداريين وبين رئيس الاتحاد احمد عيد والذي لم يستطع حبس دموعه فانهمرت امام اعين المذيع وامام الملايين خلف الشاشات
هذه الدموع لم تكن دموع انتصار بقدر ما كانت دموع عودة الى طريق الانتصارات عودة الى مجد حقيقي عودة الى تلاحم رياضي يجب ان يستمر
أحمد عيد زرع بفكره قبل دموعه استراتيجية الفكر الرياضي الموحد
وأتمني ان يجد الدعم من رؤساء الاندية خصوصا أن الأندية هى الرافد الاول للمنتخب
دموع احمد عيد هى التي ستسقى رياضتنا وكرتنا وتغذيها الى ان تعود الى أمجادها السابقة.. والى المراكز الاولى على الصعيد الاسيوى والعودة إلى العالمية من خلال التأهل إلى كأس العالم
وأعجبني تصريح الرئيس العالم الامير نواف بن فيصل عندما قال أنا لست رئيسا لاحد بل خادم للجميع.. نقدر لك تواضعك وفرحك العارم ومشاركتك اخوانك اللاعبين والمشجعين الفرح
ولكن يجب عليك يا سمو الامير ان تكون خادما لمن يستحق وان تكون حازما لكل المتعصبين والمحتقنين واصحاب الاقلام النشاز.. والتي تسببت بكثير من الانقسامات وانت اكثر من يعرفهم.. فاقتلاع الداء من جذوره هو أسلم وأجمل دواء..
نحن جيل الانتصارات اتعبتنا الانتكاسات الاخيرة للمنتخب ولن نرضى بعد الان بغير الصدارة والفوز والانتصارات
الى مجد قادم باذن الله وانتصارات ودموع فرح قادمة باذن الله
الى ذلك الحين نستودعكم الله
ابو غادة