عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 24-07-2013, 12:57 PM
علم بني عبس
عضو فعال
الصورة الشخصية لـ علم بني عبس
رقم العضوية : 4365
تاريخ التسجيل : 7 / 6 / 2008
عدد المشاركات : 164
قوة السمعة : 17

علم بني عبس بدأ يبرز
غير متواجد
 
هام أربع من أمر الجاهلية دعوة الأنبياء
أربع من أمر الجاهلية
دعوة الأنبياء

عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

"أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركوهن: الفخر بالأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنِّيَاحة".[2]

هذا الحديث يخبر فيه النبي صلى الله عليه وسلم عن أربع أمور من الجاهلية، تبقى في أمته -والمقصود بها أمة الإسلام- لا تتركها، وهذا دليل من دلائل النبوة حيث يطلعه الله تعالى على أمور هي من الغيب، ويخبر عنها، وتقع كما أخبر صلى الله عليه وسلم، ومع أنه صلى الله عليه وسلم بلَّغ الرسالة، وأدى الأمانة كما أمره الله بها، إلا أنه يبقى في أمته من يفعل أفعالا هي من الجاهلية، مع أنه صلى الله عليه وسلم نهانا عنها، وحذرنا منها أشد تحذير، وهذا من البلاء العظيم.

ووصف النبي صلى الله عليه وسلم لهذه الأمور بأنها من الجاهلية دليل على أنها مذمومة، ومحرمة، وأن من وجد في نفسه شيئا منها يجب أن يتخلى عنه، ويدعه.

وهذه الأمور الأربعة هي:

* أولا: الفخر بالأحساب، أي يتعاظم الإنسان على الناس بالآباء، ومآثرهم، ويتعالى عليهم، أو يفتخر بشرفه، ومكانته في المجتمع، وهذا جهل عظيم، إذ لا كرم إلا بالتقوى، قال تعالى: "إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ"[الحجرات:13].

* والأمر الثاني: الطعن في الأنساب، أي الوقوع فيها بالعيب، والتنقيص، فيعظم الإنسان نفسه، وينتقص غيره، وعندما عيَّر أبو ذر رضي الله عنه رجلاً بأمه، قال له النبي صلى الله عليه وسلم: "أعيَّرته بأمه؟ إنك امرؤ فيك جاهلية"[3]

* الأمر الثالث: الاستسقاء بالنجوم -وهذا هو محل الشاهد لنا من الحديث-، ومعنى الاستسقاء هو: (طلب السقيا)، ومعنى الاستسقاء بالنجوم هنا: أنهم ينسبون المطر إلى النجوم، كأن يقول: مُطرنا بنجم كذا، أو بنوء كذا، فإن كان يعتقد أن النجم أو النوء له تأثير في إنزال المطر فهذا شرك وكفر مخرج من الملة، وهو الذي يعتقده أهل الجاهلية. وأما إن كان يعتقد أن المطر لا ينزل إلا بإذن الله تبارك وتعالى، وأن النجوم هي أسباب، وأضاف ذلك إليها من باب التساهل في التعبير، فهذا يُعتبر شركا أصغر لا يُخرج من الملة، ولكنه محرم شديد التحريم، لأنه ينسب ما هو من فعل الله تعالى الذي لا يقدر عليه غيره إلى مخلوق مُسخَّر، لا ينفع، ولا يضر، ولا قدرة له على شيء، وهذا وسيلة إلى الشرك الأكبر.

* الأمر الرابع: النياحة على الميت، وهي: رفع الصوت بالندب على الميت من باب الجزع والتسخط، وقد يصحبه شق للثوب، أو لطم للخد، أو غيره من الأفعال التي كان يفعلها أهل الجاهلية، ولا يرضى عنها الله تعالى. والنياحة كبيرة من كبائر الذنوب، وهو دليل على عدم الرضا بقضاء الله وقدره، والواجب عند نزول المصيبة الصبر، والاحتساب لا الجزع والتسخط.

فانظر أخي الحبيب إلى هذا الحديث الشريف، ففيه تحريم أمور الجاهلية وذمها عموماً. وفيه أن أمور الجاهلية لا ترتفع بالكلية، بل يبقى منها شيء في بعض المسلمين، فلنحذر جميعاً منها، ولنفتش في أنفسنا عن أي شيء منها، ولنسرع بتدارك الأمر بتركها، والبراءة منها، قبل فوات الأوان.



نسأل الله سبحانه أن يعرِّفنا قدره، وأن نعظمه حق التعظيم كما يليق بجلاله وعظمته، إنه على كل شيء قدير.




توقيع علم بني عبس