[كبرياء امراة]

نجران تاريخ وحضارة




من هنا تفيح رائحة التوابل والبخور التي ما كانت تدخل الجزيرة العربية قبل آلاف السنين من نجران أو من " نجرة متروبوليس" كما سماها بطليموس" مرت قوافل التجارة القديمة كما مر الأحباش غازيين وموثقين غزواتهم إليها, قبل 2500 عام كانت هذه المدينة الأثرية واحدة من أهم مدن التجارة العربية بل البوابة الجنوبية لجزيرة العرب وسجل الداخلون مرورهم بكتاباتات قديمة تارة وبرسومات ونقوش تارة أخرى وبآبارهم تارة أخيرة, بيد أن الأمر لم يقتصر على ذلك فعلى أطلال نجران القديمة حدثت قصة " أصحاب الأخدود التي تحدث عنها القرآن الكريم.
(قُتِلَ أَصْحَابُ الْأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ * وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ)
وبغض النظر إذا كان أصحاب الأخدود مسيحيين أو حنيفيين وبغض النظر عن مكان المحرقة إلا أن نقاض المدينة القديمة تحتها دلائل تشير إلى أن شيئ ما حدث هنا.
وفي هذا المكان أو ذاك أو ذاك ربما يكون حكيم العرب " قس بن ساعدة الإيادي النجراني" قال جملته الشهيرة أما بعد:
وربما نطق بقانونه الشهير الساري اليوم «البينة على من أدعى واليمين على ما أنكر».
في هذه البقعة أو تلك والمثير للإهتامام في نجران سوى أنها طوال تاريخها مستقلة بذتها إلى أن ضمها الملك عبد العزيز بن سعود " إلى مملكته العربية السعودية هي أنها متميزة سواء في زراعتها أو مبانيها أو حتى في مشروعها الفريد ألا وهو جلب المياه إليها من الربع الخالي.

نجران منطقة مترامية الأطراف مساحتها أكثر تقريبا من 350 ألف سكانها يزيد عن 650 ألف نسمة، الزائر إلى نجران يلاحظ أن نجران تحوي تضاريس تختلف عن بقية مناطق المملكة فنجد في نجران ثلاثة بيئات جغرافية مختلفة البيئة الأولى التي هي بيئة الواحات. وهذه تنتشر على ضفاف الأودية وبالأخص على ضفاف وادي نجران حيث الكرة " نجدها في ضفاف شمال الوادي والضفة الجنوبية للوادي هذه نسميها بيئة الواحات.


منطقة نجران تقع في الجنوب الغربي للمملكة العربية السعودية مساحتها تقريبا حوالي 20% من مساحة المملكة العربية السعودية تمتد حدودها الإقليمية تقريبا من منطقة " عسير" إلى المنطقة الشرقية " مجاورة للجمهورية اليمنية على امتداد تقريبا 1400 كلم يعني إحنا تقريبا أطول حدود مع الأشقاء في اليمن فتنتهي الحقيقة حدودنا الإدارية حقيقة عند مثلث حدود عمان واليمن.



س:
لكن من أين إكتسبت نجران إسمها ؟.

ج:
بعض الروايات تذكر أنها نجران نسبة إلى أول من سكنها وعمرها وهو شخص يدعى " نجران بن زيدان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان " بعض الروايات تنسب الإسم إلى الوادي وإلى المدينة في آن واحد.


هو نجران بن زيدان بن يشتب بن يعرب بن حمير بن سبأ بن قحطان " وهو من نسل النبي " هود ".


العين لا تخطئ التنوع الذي تحتضنه المدينة في كل شيئ تقريبا هذا التنوع ليس جديدا فالتاريخ يقول إن كثيرا من الأديان مر من هنا وأن الله عز وجل عبد هنا ولكن قد يكون بطرق مختلفة.

نجران لم يدخلها الشرك يوما واحدا كان يدينون بالحنفية وقبلها لسيدنا " نوح" وقبلها بالديانة اليهودية التي كانت صائرة في ذلك الوقت كانت المسيحية هي الدين الصحيح بعد الديانة اليهودية, سيدنا عيسى نسخ ديانة شريعة سيدنا موسى وبدأ الدين الجديد.


ويبدوا من الواضح أن وقوع نجران على طرق التجارة البرية القديمة كان سببا في تطورها في وقت لم تكن هناك حياة في بعض مناطق الجزيرة العربية.


نجران من أقدم مناطق الإستيطان في الجزيرة العربية نجران مرت بعدة مراحل تاريخية مختلفة كما ذكر في العصر الديواني في العصر الآشوري في المستيري, العصري الحجري الحديث يمكن يكون هذا العصر من أهم العصور التي مرت أو التي يوجد لها دلائل حية دلائل وجدت في عدة من الأماكن في نجران سواء في أحضان الجبال أو ضفاف الأودية, العصر الحجري الحديث بدأ عندما أدرك الإنسان في نجران أهمية الإستقرار وأهمية الدقة والإتقان في صناعة الأدوات الحجرية, أيضا بدأوا يستخدمون الإنشاءات المعمارية مثل الدوائر الحجرية المباني الحجرية.

س
لكن كيف أصبحت نجران طريقا رئيسيا للتجارة العربية القديمة؟

ج
من هنا أصبحت مقرا لإستراحة القوافل وممرا مهما في القوافل التجارية القادمة من جنوب الجزيرة العربية تصل إلى نجران ثم تنقسم إلى خطين ثم تتجه أحدهما يتجه إلى الحجاز ثم بلاد الشام ثم مصر، والآخر يتجه من نجران إلى إقليم نجد إلى إقليم البحرين سابقا المنطقة الشرقية التي تمثله ثم إلى بلاد العراق ثم بلاد فارس إذا نجران كانت منطلقا مهما لهذه القوافل التجارية, طبعا التجارة التي كانت في نجران كانت تجارة البخور والتوابل هذه كانت من أهم السلع التجارية التي كانت تنقلها هذه القوافل إلى هذه البلاد.


أما سيرة نجران الإقتصادية فهي منطقة وصل بين اليمن والهند والجزيرة العربية ككل وكانت نجران القوافل العربية تمشي منه إلى الفرو" في منطقة الدواسر" يستلمون الدواسر القوافل من هناك بصفة يتمصلحون لما تصل إلى الفرو" قوافل نجران تستلم من قوافل اليمن, من قوافل حضرموت على أساس يستفيدون منها السكان تسلم فيه حدود آخر منطقة نجران الحدود الجغرافية لمنطقة نجران كبيرة جدا إنما تضاريس نجران طيبة جدا تضاريسه مشترك في الغرب جبال شاهقة وأشجار كبيرة وبرد وفي أسفله ممتد إلى الربع الخالي فتضاريس نجران مشتركة من كل النواحي هذا بالنسبة للقوافل, قوافل نجران التي تصل من اليمن تريد الحجاز يأخذونها أهل نجران إلى حدود قبائل قحطان" ويسلمونها قبائل قحطان ومن ثم... أو يأخذونها سير إذا كان القوافل قوافل يمنية وتريد أن تخطى إلى ذلك المكان ما تريد أن تستأجر يأخذون سير من القبيلة ما معنى السير؟ يحميها في منطقته حتى يسلمها سير من القبيلة الأخرى, يقول أنا " سير" بلاد اليمن أنا سير مع هذه القبيلة أمشيها في بلادي حتى تصل إلى بلاد الدواسر, يأخذون سيرا من بلاد الدواسر حتى يوصلهم إلى آخر قبيلة أعتقد أنهم عتيبة أو قحطان هناك في نجد.

المعلق:
إذا فإن نجران كانت جزءا من طريق دولي آخر موازي لطرق الحرير.


طرق رئيسية للتجارة تمر عبر نجران من خلال حضرموت في في الجنوب العربي من خلال نجران واليمن الداخلي صنعاء وتعز " عبر المحيطات بإتجاه ادخل جزيرة العرب بإتجاه الحجاز ونجد تمر من خلال نجران ثم تعبر إلى الحجاز إلى مكة المكرمة وإلى المدينة المنورة ومنها إلى الشام وإلى مصر, طرق أخرى تمر بإتجاه نجد بإتجاه الرياض ثم إلى العراق والشام ثم طريق ثالث أيضا يعبر باتجاه الربع الخالي إلى نجران إلى اليمن بشطريه طبعا جنوب جزيرة العرب مرورا بنجران تتوقف هذه القوافل تتزود وتستفيد وتتبادل القوافل السلع سواء القادمة من الشام أو المغادرة إلى اليمن كلاههما تتوقف في نجران وكلاهما, كان نجران محطة للتبادل التجاري في جزيرة العرب بين هذه القوافل.


وتشير الآثار التي عثر عليها في منطقة نجران أن الجمل ومن ثم الزراعة كان لهما دور رئيسي في نشوء المدن والمباني في المنطقة وبطريقة لا تخلو من القيمة الفنية.

يتبع

الموضوع الأصلي: نجران تاريخ وحضارة | | الكاتب: كبرياء امراة | | المصدر: شبكة بني عبس