[ضوء]

.

..

بعد أن عبث به مخلب الغربة عاد الى أرض الوطن سالماً
نزل أرض المطار بإتجاهـ الحشود المستقبلة يسير بخطى ثابتة
يسير معتقداً أن لا أحد سيكون في إستقباله في هذه الساعة المتأخرة

حتى ظهرت له عباءة أمه من بعيد تقف وحيدة بإنتظاره
شامخة بسوادها وسط جموع المستقبلين
لم يتمالك نفسه من الفرح / حاول الإسراع لأنه يعلم
أن هذا الشموخ كشموخ الثلج سينهار في أي لحظة
لكن قاتل الله العادات والتقاليد ... شعر بالخجل ممن حوله
فـ ظل يمشي الهوينا كما هو بخطى ثابتة

أقترب من أمه الساكنة دون حركة ... فوضع شفتيه بقوة على رأسها في قبلة طووويلة
ظل لدقائق مستمتعاً بهذه القبلة وهو يتنهد : ياالله ماأجمل رائحة الأمهات ...

ضارباً بالعادات والتقاليد عرض الحائط وغير آبه بنظرات الحشود
أركى خدهـ على رأسها يسمع نشيجها بوضوح من تحت الجلباب
ولأنه يعلم أنها أحياناً تتبسم بإستغراب من حديثه باللغة العربية
قال : أعلم ياأماهـ ان منذ رحيلي تلك الليلة لم تستيقظ العصافير
فديت برقعك ياأماهـ / قولي شيئاً ياأماهـ ...؟
لكنها لم تجبه ببنت شفة

شعر بالخوف من هذا السكون وهذا الصمت الغريب
فهي لم ترفع يديها لإحتضانه ولم ترفع رأسها لتقبيله
أرتد الى الواراء لينظر اليها لكنه لايعرف ماذا يرى
فالسواد يُسيطرُ سيطرة شنيعة على بعض ـالنساء

أرتد الى الوراء أكثر ووقف حائراً أمام الجميع خائفاً من عقوبة تقبيل إمراة في الطريق العام
فقال وأنفاسه تتسارع ونظرات الحشود تتسابق اليه : لوسمحتِ ياأم / أنتِ أمي والأ أنا غلطان ؟
فقالت وهي تبكي : [ياوليدي انت علامك ناااش] ... لأنها تعلم أن لا أحد غيرأمه يقول هذا الكلام