عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 30-11-2012, 09:15 PM
رواية
كـاتـبـه مـُمـيـزه
الصورة الشخصية لـ رواية
رقم العضوية : 1883
تاريخ التسجيل : 30 / 7 / 2007
عدد المشاركات : 6,695
قوة السمعة : 23

رواية بدأ يبرز
غير متواجد
 
09.gif "ثٍمَةْ أُمْنٍيَهْ" قصة قصيرة..بقلمي


"مرر الماوس على التصميم"

ثمة أمنية..!

قصة قصيرة نسجت خيوطها من الخيال ,,,
المكان: بريطانيا "لندن" مقهى الأحلام...حيث تساق أفضل أنواع القهوة ويتجاذب فيه الحديث الأدبي...


"في زحمة الحياة ضاعت قلوب كانت تعرفها...نُفِيَت أصواتهم..وماتت الصباحات التي كانوا يغزلون خيوطها سوياً"


لم تستطع أن تصدق أنها وبعد كل تلك السنين العقيمة في محاولة تجنب الوقوف أمام آخر مكان تود أن تتواجد به..هاهي تحدق في الفراغ عند باب أحد المقاهي والارتباك يتملكها ..كانت قد أمضت في هذا المكان أيام لا يمكن نسيانها ,,ما بين ضحك وبكاء..حلم ورجاء..واقع وحكاية..قصيدة وتغريده...مشاعر حقيقية شكلتها بقعة ضوء..تتوسد أغنيات الخريف والأمل بائع متجول يجوب الطرقات ينثر الهبات ولا يؤمن بالخطايا.. يبحث عن رماد حلم..قلب مغرم..وبقايا أمنيات .

قبضت أصابها بشدة ثم أرختها وبتردد مخيف فتحت باب المقهى ثم وقفت تتطلع الى الوجوه الغريبة..أحست بالقشعريرة تسري على طول عمودها الفقري..
وقفت تتأمل المقهى للحظات كما لو أنها لم تكن في يوم ما أحد مرتاديه الدائمين..كان كل شيء غريب عنها وكأنها تشاهده للمرة الأولى..في المقهى.. الغياب له نكهة خاصة.. الحنين نادل متفان في خدمة أحاسيس يخنقها البعد..رائحة المرارة تغمر المكان..
كان ارتباكها واضحا وهي تتأمل الوجوه المحدقة بها والتي سرعان ما انشغلت بما بين يديها,هنالك من عرفها تعلم ذلك من الأعين المتطلعة اليها وهنالك من لم يعرها أي اهتمام..
عدلت حقيبتها وأمسكت بقوة بكتاب وقصاصات كانت تحملها..لقد عادت وحنين الذكرى يعاود تساؤله,,أين هم؟
الأيام غير الأيام والأماكن لا تتشابه..حكاياتهم تأبى أن تموت رغم أن ذاكرتها معطوبة وتعاني من شروخ النسيان..
كانوا هنا تمتزج أنفاسهم مع عبير الأدب ..يسافرون بالكلم ويتسولون الحرف..هنا حيث شهد بلوغها الأدبي ..؟!
آه كم تريد أن تسترجع احساسها بهذا المكان..
لم تستطع كل تلك السنين أن تحررها من أن تستجيب لنداءات الكتابة ومن أمنية مازالت عالقة بين شرايين قلبها..
ارتسمت ابتسامة رقيقة على شفتيها..ثم قادتها قدماها بلا تفكير إلى زاوية صغيرة اعتادت فيما مضى الانزواء عندها..كانت هنالك نافذة صغيره تطل على الشارع الذي ساد مساؤه هدوء بارد وندف الثلج تتراقص مرحاً في كل مكان..
اقتربت من طاولة مزدانة بغطاء زهري اللون ومزهرية أنيقة مليئة بزهور الياسمين..امتدت يدها برشاقة في الهواء وسحبت مشبكاً من شعرها فانهمر بلونه البني الأبنوسي على كتفيها الرقيقتين ..تنفست بعمق وهي تنفض ما علق من ندف الثلج فوق معطفها الكشميري الأبيض اللون..
هنالك غرباء بلا ملامح يمرون من عندها ..حاولت أن تتعرف على الوجوه ..أو أنها تبحث عن ملامح لشخص كانت تتوهم أنها تعرفه جيداً..كانت هنالك سيدتان تبتسمان لبعضهما وهما تتجاذبان الحديث باهتمام..رجل غلب عليه الشيب يدخن باستمرار, ابتسمت بوهن ألم يمت بعد..!!وبالقرب من طاولتها رجل في منتصف العمر يرتدي نظارة ذات إطار أسود..هي تعرفه..رغم غموضه,كان مشغولاً بقراءة مذكرات من دفتر قديم..ابتسمت وهي تتأمله بصمت..لم يتغير مكانه كما هو من قبل سنوات ,مازال ذاك الشاب الرزين القابع بالقرب من طاولتها..ما زال كما تتذكره صامت حد الموت ,يراقب من حوله بهدوء وبشيء من الاهتمام ويقرأ من كتب مختلفة كثيراً ما كانت لأدباء من الغرب..كان قد انتقد احد مقالاتها في وقت مضى..كان يوقع باسم غريب "سروج البدر"بدأت الغشاوة تنجلي بعيدا عن عينيها..وتتعرف على كثير من الوجوه ..تساءلت في سرها أمازالوا هنا ..يا له من ولاء يستدعي العجب..؟!!
جلست بكل هدوء وهي ترمق المكان بعينيها الواسعتين ..كانت هنا يوما ما..!!أو أنها صورة منها..؟! نسخة لم تكتب لها البقاء..كانت مفعمة بالحياة والأمل...كانت..!! ازداد الهواء من حولها سخونة..قلبها ينبض بشدة كعصفور مشرد بلله مطر الشتاء ولم تسعفه حشائش الأرض دفأً..هكذا هي..أو ما أصبحت عليه..!! انسابت دمعة أليمه من عينيها المرهقتين..
أرخت رأسها على زجاج النافذة وهي تشعر بقلبها يغوص في الفراغ..أول مرة منذ سنين تشعر بأنها بحاجة للتحرر من أصفاد الصمت والانصات للصوت البدائي المنبثق من قلبها..لأول مرة تود أن تكتب عن الحكايا القديمة والأبواب المغلقة..والنوافذ المهجورة والأقفال المتآكلة..
أخرجت ما بداخلها من ألبوم ذكرياتها ..أغمضت عينيها واستسلمت للذاكرة التي بدأت تتشرب رائحة تلك الأيام وتحول حلمها لغجرية سمراء تؤمن بالخرافة..تنادي الأرواح البيضاء العالقة بين جدران ذلك المقهى وتشعل الشموع..شعرت بقوة تشدها وتخنقها وبروح ترفرف فوق رأسها ..
كان ذلك أول لقاء لها مع حروفه..ذلك المساء الذي أعلن فيه نبضها عصيانه.. لم تغادر ملامحها كلماته المنمقة وكأنها دماء حارة تنبعث من شرايينه فتحرقها..!!
كانت في نفس المكان تقرأ مقال له من مجلة أدبية حرصت فيما بعد أن تكون أحد الكتاب في صفحاتها المتجددة..كانت حروفه كزوبعة تعصف بقلبها الصغير..كانت تراقبه ببلاهة وبشيء من الغباء..!!تتابع اندفاع الحروف من شفتيه,طريقة تفكيره,مزاجيته وغروره...له وحده يعود الفضل بتقديمها للحياة أنثى باحساس المطر..بنكهة القمر..بلون الغياب..!!
هي أنثى تقاسمت مع قلمها نجل المشاعر ومغالبة الدموع..تهمس للورق بأبجدية صامتة تترجمها الشفاه..تلتمس الرجاء من خلال كلماتها فهي لا تجيد الحديث..رغم أنها تكتب بـ28 حرفاً فهي تخفي عشرات الأحاسيس والكثير من البكاء..!!

من الصعب أن تبقى مجرد قارئة رغم أن عقلها كان يقاوم رجفة طرأت على قلبها..رغم محاولاتها المستحيلة أن تبقيه في غيبوبة لا ارتواء بعدها..!!سجلت في تلك المجلة ,,ستكون بقربه هكذا حدثت نفسها تلك الأيام..فمنذ أن اخترقت كلماته قلبها وهي لا ترى سوى مشاعره...آه قليل من الدموع وتغرق..

أيقضها صوت هامس من سرحانها..كان يتمتم بأدب يشوبه نفاذ صبر.."سيدتي ماذا تودين أن تشربي هذا المساء؟"
كرر سؤاله للمرة الثالثة قبل أن تستوعبه..تلفتت حولها لتجمع شتاتها الحائر.رفعت رأسها فتلاقت عيناها بعيني النادل
قالت مبتسمة "كالعادة"
تردد النادل قبل أن يسألها مستفهماً "ماذا تقصدين سيدتي؟!"
نفضت رأسها بألم وهي تقول"عذراً فأنت جديد كغيرك من الأشياء حولي..أريد قهوتي سوداء مع قليل من السكر"
سجل طلبها وهو يشعر بالحرج من أسلوبها الجارح..لم تكن تنوي أن تحرجه ولكن هل هي تفهم نفسها هذا الأيام؟!!
اقترب النادل من طاولتها بعد خمس دقائق كانت فيها قد منحت عقلها هدنه..لخمس دقائق فقط..!!
وضع كوب قهوتها مع كأسٍ من الماء ..كان يتمتم بكلمات لم تهتم هي بها ففضل الانسحاب بكل هدوء..
تصاعد البخار من قهوتها المفضلة وكأنه ينبثق من داخلها..بدأت تعبث بحافة كوبها وتحرك أصابعها بحركة عشوائية بينما تتسارع أفكارها لمنحدرات سحيقة...رأسها مثقل بالآه..
قلبها هذا المساء ثقيل ...كانت ناقمة على ذاكرتها وهي تفيض باللحظات المسروقة..
مذ سجلت في تلك الصحيفة وهي تكتب بكلمات مفعمة بمشاعر الفرح..البكاء..الحنين..أي شيء المهم أن تكتب وأن يقرأ هو..!!..وكم تمنت فيما بعد أن تحرق كتاباتها وأن تحترق هي بصمتها..فلم يعد للحديث أهمية..كانت ترسم لملامحه خطوطاً امتزجت بقصص فرسان الأساطير الوسطى..كانت تحلم كثيراً..وكان صمته طويلاً..!! كم تكره أنوثتها حين ينفيها رجل خلف جدران قلبه...لو احتوى صمتها لما أصبحت حروفها تكشف عورة جروحها..وتستجدي السلام من قلوب العابرين...كانت تدس أحلامها في أفواه الحروف فتنطلق أسراباً نحو المغيب وتأبى أن تهبط فوق قلبها بسلام..!!
كانت تشعر بالقراء ينفذون إلى كلماتها الصريحة..كانوا يهددون وحدتها..يمنحونها الدفء بكلماتهم المشجعة.. جميعهم يهدونها من الكلمات ما يشعرها بالغرور سواه هو..؟!!لقد أربك أحلامها..الكتابة إليه صعبه... أصعب من الاختناق في زجاجة..!! كان أمر عبور صوته إلى قلبها أمنيه ومرافقته لكلماتها أمنية أكبر.كانت كلماتها تهديه قنينة عطر..غيمة مطر وباقة ياسمين..!!
تضخمت الحروف بقلبها ولفت حبائل الوجع حول رقبتها..لا شيء يستحق منها البقاء فكل الأمور جاوزت حد البكاء..!!
من السذاجة أن تنبش خلف كل حرف لتثبت له أنها تتنفس..ولكن مشاعرها لا تنهيها نقطه..آه كم أرهقت عينيها بتتبع حروفه.كانت روحها مندسة بين تعابير أسطره ..تبتسم لها تحاكيها وكأن كلماته موجهه لها..هي..فقط..!كانت تشاهد الحياة
تتدفق من بين أنامله..أليست الحياة هبة..؟! هو قد وهبها الحياة ثم سلبها نور الشمس..فانجرفت روحها نحو انكسارات واقعها المليء بالنتوء والانشقاقات..!!لم يهتم بها...لم يكلف نفسه الرد على كلماتها..!! هو أتقن السفر خارج حدود قلبها...هي أخفقت ارسال كلماتها إلى بريد قلبه.. كلاهما يكتبان في نفس تلك المجلة..كلاهما من عالمين مختلفين بينما هي وفية لكلماته..كان هو يترفع عنها..!!ما ذنبها..!!

ترقرقت الدموع من عينيها وهي تختلس النظر إلى الرجل ذو النظارة الطبية ,وتحمد الله أنه لم ينتبه لأنينها,كان مثالا للناقد الأدبي رغم أنها لم تشاهد له مقالاً قط إلا أنه كان متابعاً جيداً لها..بعكس ذلك الكاتب المغرور..!


ستكتب على أية حال للقلوب المتعطشة..للحياة..لقصيدة المعري..وجميلة البحتري..للوحة دافنشي ..ستكتب له حتى وان لم يولد ذلك اليوم الذي يتابع هو فيه حروفها..ستكتب..رغم شكوكها فقد كانت على ثقة أنها ستجده في وطن لا يعترف بالغروب...في لغة لا تحمل في قاموسها كلمة فقد..!!

كان الأمل يتساقط من كونها كأوراق خريف هزئت منه الحياة..فالأمر يفوق احتمالها..ان قلبها يرتعد..اهتزازاته تفوق قدرتها على احتواءه..ولكن يجب أن تكتب لأنها لو أدارت ظهرها عن الكتابة قد تتوقف عن التنفس ويبتلعها الثقب العظيم.
كتبت لأشياء لم تعد مفهومه ولا تود تفسيرها فتبقى حروفها كروح ملعونة تريد تدنيس قلبها المعلق بخطاطيف ألمها..
تعرجات الكتابة تأخذها إلى عالم لا يشبهها ..مجرد ثرثرة منبوذة ..تكتب وكأن قلبها محبرة تسكنه قصيدة وتلونه أسطورة.
كتبت عن ذلك الجزء الصغير من قلبها المفعم بالأنوثة..عن الصور المبتورة والأحلام المكسورة..آمالها عالمها الداخلي..خصوصيتها المقدسة..عزلتها ..صمتها..كل ذلك كانت ترتبه فوق بياض أوراقها.
لم تكن قد تجاوزت أحلامها حين سمعت تكتكت الساعة معلنه هبوط منتصف الليل...تطلعت إلى خارج النافذة بصمت
تتأمل الشوارع وهي ترتدي فستانها الأبيض وتنام فوق وساده من الهدوء..تنهدت بتعب ,لقد اكتفت هذه الليلة من نقش
جروحها فوق صدر الذكريات.. ما من عذر للغياب لقد عادت لكي تزيح ملامح حزن بغيض عن كتفيها وبدلاً من ذلك جلبت لقلبها الشقاء باستدعاء ذكريات لن تستيقظ من توابيت الموت !!...لقد غابت أشياء كثيرة في زخم الحياة .. غابت ولن تعود..هكذا هي الحياة..وهكذا هو قانون القدر..فما دفنه النسيان يجب أن يبقى مدفوناً مدى الحياة..فمن البغيض نبش الأموات..النسيان نعمه هكذا أقنعت نفسها..!!بهدوء مميت لملمت أغراضها ثم اتجهت إلى الباب ..
اصطدمت بأحدهم وحين رفعت عيناها لكي تعتذر صرخت الفتاه الأخرى بامتنان "ياالله لقد عدتي؟"
ابتسمت وهي تتذكرها فقد كانت فيما مضى مفعمة بالحياة كهيأتها كان أسمها "سراب""مرحبا"
تطلعت سراب إليها وهي تقول "كنت متابعة لجميع مقالاتك الناجحة..مرحبا بعودتك..أنا من معجبيك"
ابتسمت الفتاة بدفء "لقد ابتلعنا الزمن,وها أنا هنا مرة أخرى ..جئت لكي أجدد شعوري بأشياء كانت قد ضاعت مني"
غمزت الفتاة الأخرى لها وهي تقول باسمه "أما زلتي تبحثين عنه؟"
ازدادت خفقات قلبها وشهقت باستنكار "من تقصدين؟!"
علقت سراب بدون أن تعي الشحوب المميت الذي بدأ يزحف ببطء إلى وجه الفتاه "الكل هنا يعلم"
تنحنحت الفتاه "كان مجرد إعجاب فتاه بكاتب لا أكثر..لقد اختفى ولا أهمية لبحث الموضوع مرة أخرى"
قالت سراب بزهو "لم يبتعد كثيراً" ثم تطلعت إلى الرجل ذو النظارة الطبية "هو يعلم مكانه"
ألقت كلماتها تلك على مسامع الفتاة ثم ودعتها ضاحكه وهي تغيب بين الجموع الكثيرة الخارجة من المقهى.
كل الأشياء في طريقها للزوال..الأحلام, الحكايات الجميلة, أغنيات الصباح..كلمات الحب..فلماذا نكابر ؟!!
اقتربت من طاولة الناقد وهي تبذل جهدا كبيراً لتحافظ على ابتسامتها..تطلع إليها بنظرة مستفهمة فشعرت فجأة أن كل ما أعدته من كلام تبخر من رأسها..بذلت ما في وسعها لكي تخفي الاضطراب الذي ولده لديها معرفة أن هذا الرجل لدية معلومات عن ذلك الكاتب المغرور..!!
تنحنحت بعصبيه ثم قالت "مرحباً"
ابتسم الرجل ثم قال بمرح "مرحباً بالكاتبة المفعمة بالحياة"
شهقت باستنكار "انه يتذكرها..!!"
أجاب على نظراتها "إنني متابع لمقالاتك..فمرحباً بعودتك..وقف برشاقة ثم أردف ..اسمحي لي أن أقدم لكِ كوباً من القهوة على حسابي"
لم تستطع الفتاة أن تجيبه فقد خانتها مشاعرها ..جلست بهدوء على المقعد المقابل بينما راقبته عيناها وهو يسير برزانة.
بصورة آلية ألقت نظره على مذكراته..لم تكن تلك من صفاتها.. اختلاس النظر لخصوصيات الغير,ولكن كان هنالك شيء أعظم من إرادتها أرغمها على تصفح تلك الأوراق..
كانت تقرأ..و..شلتها المفاجأة عقدت لسانها خنقتها..فغاصت في مقعدها..هذه الكلمات قرأتها في مكان ما لشخص آخر..
نزلت عليها الحقيقة كصاعقة...كوهم..كاعتقال حلم..كانسدال ستارة..كتجمد البكاء في محاجر الراحلين..!!
هذه الحقيقة أشبه بريح عصفت بقلبها سحقتها..شعرت بدوار في رأسها..راحت ترتجف بشدة وبدأ جليد الشتاء يزحف إلى أناملها..كان موجود طوال الوقت..بالقرب من طاولتها..كيف لم تتعرف عليه طوال تلك السنين..؟!!
كانت تحاول دائما أن تقنع نفسها أنه مجرد صورة من وحي خيالها..مجرد روح لقلم لا يتنفس سوى الحروف..مجرد أسطوره بناها عقلها الغبي كل تلك السنين..ولكن..!! كم من المحزن أن تكون الحقيقة أمام عينيها ولا تبصرها..
وقفت تتأمله بينما كان يتابع طلبهما ...هي لم تكن له سوى كاتبة..طوال الوقت كان يكتب لها باسم آخر ينتقدها ويوجهها وهي ...لم تتوقف للحظه ..لم تشك لثانية أن روحين قد تتمثلان في جسد واحد..!!

لم تستطع مواجهة مشاعرها..لم تستطع مواجهته لم يكن أمامها سوى الهرب ..!!



" انتهى صمتها الشتوي ستفتح نوافذ الحياة وما توقعته من أحلامها ستمطرها به السماء اجابة "



بقلمي:طيف المشاعر
كل الشكر لفراشة المنتدى أنفاس الفجر على هذا التصميم الرائع

الموضوع الأصلي: "ثٍمَةْ أُمْنٍيَهْ" قصة قصيرة..بقلمي | | الكاتب: رواية | | المصدر: شبكة بني عبس




توقيع رواية
الحياة أقصر بكثير من كل حلـم رسمناه فـَ‌ أملئها بـِ الأستغفار...!