كان للتوِ قد فرغ من جمع أيامه الممزقة ، والمترامية في أطراف الشقاء وفصول الشتاء ،
وبدأَ مهمة البحث عن سكونٍ آخر يقتلعهُ من ضجيج أحداث آخر شهرٍ قضاه بتفاصيله المشؤومة في كهف الظلام ، المملوء وحشةً ، وفراغ رهيب ، في جلباب أزمنته الدامسة ، ويقرع أركانه صدى أنين الروح ، يخالطه بعض ترانيم حزن .
ثيابهُ الرديئة ، كانت توحي له بأنه قضى العديد من الأعوام تحت التراب ، وذاكرته الوقحة مازالت تمارس نسيانها لكل شيء ، حتى تركنه مهملاً ، أو إن جاز التعبير ( ثمة عابرٍ قد مضى ولا يعود !! ) ،