الموضوع: فائدة للقلب
عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 15-03-2012, 03:36 PM
ابوخضران
ضيف شبكة عبس
رقم العضوية : 13903
تاريخ التسجيل : 6 / 12 / 2011
عدد المشاركات : 6
قوة السمعة : 0

ابوخضران بدأ يبرز
غير متواجد
 
Icon33 فائدة للقلب
بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى في شرح كتاب التوحيد(القول المفيدعلى كتاب التوحيد)ص149ص150
في باب ما جاء في الذبح لغير الله وفي المسالة الثالثة عشرة :معرفة أن عمل القلب هو المقصود الأعظم حتى عند عبدة الأوثان:
ويقول الشيخ رحمه الله.
والحقيقة أن العمل مركب على القلب،والناس يختلفون في أعمال القلوب أكثر من اختلافهم في أعمال الأبدان،والفرق بينهم قصدا ًوذلا أعظم من الفرق بين أعمالهم البدنية،لأنَّ من الناس من يعبد الله لكن عنده من الاستكبار ما لا يذلّ معه ولا يذعن لكل حق،
وبعضهم يكون عنده ذلّ للحق،لكن عنده نقص في القصد، فتجد عنده نوعاً من الرياء مثلاًَ.
فأعمال القلب وأقواله لها أهمية عظيمة، فعلى الإنسان أن يخلصها لله. وأقوال القلب هي اعتقاداية ، كا لإيمان بالله وملائكته ،وكتبه،ورسله،واليوم الآخر،والقدر خيره وشره.
وأعماله هي تحركاته، كالحب ،والخوف،والرجاء،والتوكل،والاستعانة،وما أشبه ذلك.
والدواء لذلك: القرآن والسنة،والرجوع إلى سيرة الرسول الله صلى الله عليه وسلم بمعرفة أحواله وأقواله وجهاده ودعوته،هذا مما يعين علىجهاد القلب.ومن أسباب صلاح القلب أن لا تشغل قلبك بالدنيا.
نسأل الله الأخلاص له في القول والعمل








و يقول الإمام الحافظ ابن قدامة المقدسي في كتاب منهاج القاصدين باب شرح عجائب القلوب
"اعلم :أن أشرف ما في الإنسان قلبه،فإنه العالم بالله،العامل له،الساعي إليه المقرب المكاشف بماعنده
وإنما الجوارح أتباع وخدام له يستخدمها القلب استخدام الملوك للعبيد.
ومن عرف قلبه عرف ربه،وأكثر الناس جاهلون بقلوبهم ونفوسهم ،والله يحول بين المرء وقلبه،وحيلولته أن يمنعه من معرفته ومراقبته،فمعرفة القلب وصفاته أصل الدين،وأساس طريق السالكين".انتهى كلامه رحمه الله تعالى

و يقول الإمام ابن القيم الجوزية رحمه الله
لا شيء أنفع للقلب من قراءة القرآن بالتدبر والتفكر؛ فإنه يورث المحبة والشوق والخوف والرجاء والإنابة والتوكل والرضا والتفويض والشكر والصبر وسائر الأحوال التي بها حياة القلب وكماله، وكذلك يزجر عن جميع الصفات والأفعال المذمومة والتي بها فساد القلب وهلاكه
فلو علم الناس ما في قراءة القرآن بالتدبر لاشتغلوا بها عن كل ما سواها، فإذا قرأه بتفكر حتى مر بآية وهو محتاجا إليها في شفاء قلبه كررها ولو مائة مرة ولو ليلة، فقراءة آية بتفكر وتفهم خير من قراءة ختمة بغير تدبر وتفهم، وأنفع للقلب وأدعى إلى حصول الإيمان وذوق حلاوة القرآن، وهذه كانت عادة السلف: يردد أحدهم الآية إلى الصباح، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قام بآية يرددها حتى الصباح وهي قوله {إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ
فقراءة القرآن بالتفكر هي أصل صلاح القلب، ولهذا قال ابن مسعود: لاَ تَهُذُّوا القُرْآنَ هَذَّ الشِّعْرِ، وَلاَ تَنْثُرُوه نَثْرَ الدَّقَل، وَقِفُوا عِنْدَ عَجَائبِهِ، وَحَرِّكُوا بِهِ القُلُوبَ، وَلاَ يَكُنْ هَمُّ أَحَدِكُمْ آخِرَ السُّورَةِ
وروى أبو أيوب عن أبي جمرة قال: قلت لابن عباس: إني سريع القراءة إني اقرأ القرآن في ثلاث، قال: لأن اقرأ سورة من القرآن في ليلة فأتدبرها وأرتلها أحب إلي من أن اقرأ القرآن كما تقرأ




قال (وعن عبد الله بن عُكَيم مرفوعاً: «مَنْ تَعَلّقَ شَيْئاً وُكِلَ إِلَيْهِ»)، (مَنْ تَعَلّقَ شَيْئاً)، (شَيْئاً) هنا نكرة في سياق الشرط فتعم جميع الأشياء، فكل من علَّق شيئا وُكل إليه، فمن أخرج صورة من صور التعليق كانت الحجة عليه؛ لأنَّ هذا الدليل عام، فهذا الدليل فيه أن من تعلق أيَّ شيء من الأشياء فإنه يوكل إليه، والعبد إذا وُكل إلى غير الله جل وعلا فإنّ الخسارة أحاطت به من جنباته، والعبد إنما يكون عِزُّه ويكون فلاحه ونجاحه وحُسن قصده وحسن عمله أن يكون متعلِّقا بالله وحده؛ يتعلق بالله وحده في أعماله، في أقواله، في مستقبله، في دفع المضار عنه, قلبه يكون أُنسه بالله، وسروره بالله وتعلقه بالله وتفويض أمره إلى الله وتوكله على الله جل وعلا.
ومن كذلك وتوكل على الله وطرد الخلق من قلبه، فإنه لو كادته السموات والأرض من بينها لجعل له من بينها مخرجا؛ لأنه توكل وفوض أمره على الله العظيم جل جلاله وتقدست أسماؤه.

المصدر
كفاية المستزيد بشرح كتاب التوحيد (1)
الذي هو حق الله على العبيد
للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ
حفظه الله تعالى
الموضوع الأصلي: فائدة للقلب | | الكاتب: ابوخضران | | المصدر: شبكة بني عبس


آخر تعديل بواسطة ابوخضران ، 15-03-2012 الساعة 03:41 PM.