(( مؤرخ الأسكندر الأول وخبر بناء الردم ))
ذكر مؤرخ الأسكندر الذي أرخ حادثة بناء الردم بيننا وبين يأجوج ومأجوج " المؤرخ اليوناني سودو كاليسثينيس " الذي عاصر الأسكندر علية السلام وكان " مؤرخ عصره " وكتب عن حياة الأسكندر الكثير ويعد مؤرخ الأسكندر الأول .. ذكر قصه " بنا الردم " على يأجوج ومأجوج في عدة مواضع .. وبين أنه يقع " بجيال القوقاز " بالقرب من بحر قازوين .. وقد سماه الأسكندر ببوابة قازوين .. وأنه فجوه معبر بين جبلين تؤدي الى بلاد أمم يأجوج ومأجوج .. فهذا دليل على أن الأسكندر هو ذو القرنين وأن الردم يقع بجبال القوقاز .
(( رسالتة علية السلام الى أمة التي يصف فيها بناء الردم ))
الرسالة التي تصف بناء الردم وكيفية بنائه رسالة الأسكندر عليه السلام إلى امة : من الرسائل التي أرسلت أليها التي وصف بها السد وبنائه هي الرسالة التي أرسلها عبر رسوله (ابوكريفيا) إليها في وصف بناء الردم وسد الفجوة التي تؤدي الى العالم البشري الداخلي لجوف الأرض العظيم ومضمون الرسالة هي : ((لقد استأذنت الله المعبود الأسمى وقد استمع الله إلى صلواتي فأمر الله المعبود الأسمى الجبلين فتحركا واقتربا من بعضهما إلى مسافة 12 أيلا وهنا بنيت بوابتين نحاسيتين حديديتين بعرض أثنى عشر أيلا وارتفاع ستين أيلا طليتهما من الداخل ومن الخارج حتى لا يمكن للنار ولا للحديد ولا لأي وسيله أن يفكوا تماسك النحاس وذالك إن النار أطفئت بملامسته ومن ضمن المعبر الذي بين الجبلين بنيت بناءا أخراً ومن الحجارة وكلا من الحجارة كان عرضة 11 أيلا وارتفاعه 20 أيلا وسمكة 60 أيلا وبإكمالي لهذا الجزء أتممت البناء بوضع مزيج من القصدير والرصاص والحديد والنحاس فوق الحجارة واكتسائها فوق الكل حتى لا يستطيع احد أن يؤذي البوابتين وقد دعوت البوابتين بوابتي قزوين وقد حجزت خلفهما اثني وعشرين ملكا)) من كتاب سيرة الاكسندر ص178_177
فهذه هي أعظم وثيقة تاريخية تؤكد وجود الردم وبنائه في جبال القوقاز ..
(( الكتب السماوية المقدسة تذكر ذالك ))
وفي الكتب النصرانية الدينية من الإنجيل ذكر الأسكندر أن الله يخاطب الأسكندر وأرسل له ملك من الملائكة والنص هو((قال الرب على لسان الملاك بوابة الشمال سوف تفتح في يوم نهاية العالم,وفي ذالك اليوم سوف يأتي الشر على الخبيث,وستتزلزل الأرض وسيفتح هذا الباب الذي يا اسكندر أنت قد بنيته ,وسيحل غضباً ونقمةً عظيمة على بني البشر والأرض, وسوف تصبح خرابً والأمم المحجوزة خلف البوابة سوف تنهض ,وجيوش أجوج وشعوب مأجوج سوف تجتمع معا هذه الشعوب التي هي اشد الناس ضراوةً)) سيرة الأسكندر وفي سيرة الأسكندر أيضا ذكر إن الأسكندر كان يسأل من أين تأتي حشود يأجوج ومأجوج فذكر له احد الشيوخ أنهم يأتون من معبر من صنع الله تعالى بين جبلين والنص هو : (( وبينما كان يستمع الأسكندر لنصائح الشيوخ السائحين في البلاد كان فكره مشغولا بأفكار روحيّة وأيمانية بعظيم صنع الخالق سبحانه , فنظر إلى الجبل المحيط بكل الأرض .. قال الملك (أي الأسكندر):" من أين تأتي حشود جوج ومأجوج لتخريب الأرض و كل العالم ا . فأروه مكانا في منتصف الجبال , معبر ضيق قد تم تشييده من قبل الله )) سيرة الأسكندر للمؤرخ Pseudo-Callisthenes ص 177-178.
وفي نص : قال الشيخ " انظر يا مولاي الملك,لترى أعجوبة هذا الجبل الذي وضعه الله كحاجز عظيم فيه معبر عظيم بين أرضنا وأرضهم ." قال الملك الأسكندر بن فيليبس, " كم المسافة إلى نهاية هذا الجبل؟" قال الشيخ:"إلى ما بعد الهند كما يبدو".قال الملك:" وكم يبلغ هذا الجانب؟" قال الشيخ:" حتى أخر الأرض" فاخذ العجب من الأسكندر عند استشارته للشيخ . فعزم على أن يجعل هناك بوابة عظيمة تسد هذا المعبر )) سيرة الأسكندر للمؤرخ Pseudo-Callisthenes ص 177-178.
أين كان موقع ردم ذي القرنين حسب اعتقاد المسلمون الاوائل :
من خلال قصة " سلام الترجمان " وبعثته الى سد ذي القرنين خلال فترة حكم الخليفة الواثق نستطيع ان نقول ان موقع ردم ذي القرنين حسب اعتقاد وأيمانه المسلمين في ذلك العصر كان موقعا في القوقاز .. وهذا يؤكد كل ما ذكرناه سالفا ..
قصة " سلام الترجمان "
هي قصة غريبة حقيقية عندما استيقظ الخليفة العبّاسي الواثق (842-847 م) مذعورا, إذ رأى في منامه أن ردم يأجوج ومأجوج قد فتح وإنهم انتشروا يعيثون في الأرض فسادا. فأمر سلاما الترجمان أن يسافر إلى مكان الردم . فبعثه الى القوقاز فخرج من بغداد في خمسين فارسا وانطلقا شمالا حاملين كتابا إلى ملك أرمينيا فكتب ملك أرمينيا إلى ملك اللان (أو الأوسيت في القوقاز…شعب يمت بصلة بعيدة إلى السكيثيين الذين سموا قديما ماجوج )) ثم أن ملك اللان كتب إلى ملك الخزر(وكان يهوديا.. ومركز ملكه في مصب الفولجا في شمال بحر قزوين)..ويقول سلام انه بعد ذلك سار 25 يوما حتى وصل إلى ارض سوداء وخمه ثم سار عشرة أيام حتى وصل إلى قوم مسلمين ..وهناك شاهد سلاما الترجمان مابين السدّين ورأى عضادتي الباب طول كل عضادة25 ذراعا وكل ذلك مبني بالحديد وفوق العضادتين رافدة حديدية وفوق ذلك كله بناء السد بالحديد والحجارة على مد البصر وبطول 120 ذراعا..والبوابة نفسها بعرض 50 ذراعا لكل مصراع .أما الأقفال فعرض كل منها 7 اذرع وقس على ذلك..ويبدوا أن هنالك حراسة على البوابة..وكان أهل المنطقة يسمعون بعض الأحيان قرع فوقد ومساحي أمم يأجوج ومأجوج …ثم أن سلاما الترجمان عاد بعد 28 شهرا وطمأن الخليفة بشأن الردم وصار يحدث أهل بغداد بما رأى.. وهو يوافق ذكر بناء كان (( باب الأبواب أو بوابة قازوين )) التي بدولة داغستان المسلمة ..
(( ما جاء في وصف بناء الردم في الأحاديث النبوية الشريفة مما وافق وصف بوابة قازوين ))
جاء في كتاب (( تغليق التعليق لأبن حجر الهتيمي )) باب : قصة يأجوج ومأجوج .
عَنْ قَتَادَةَ ،
عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ ، أَنَّهُ
قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَدْ رَأَيْتُ
السَّدَّ الَّذِي بَيْنَ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ ، قَالَ : كَيْفَ رَأَيْتَهُ ؟ قَالَ : مِثْلُ الْبُرْدِ الْمُحَبَّرِ ، طَرِيقَةٌ حَمْرَاءُ ، وَطَرِيقَةٌ سَوْدَاءُ ، قَالَ : قَدْ رَأَيْتَهُ " . تَابَعَهُ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِيُّ ،
عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ فِي التَّفْسِيرِ . هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ
إِلَى قَتَادَةَ
قال ابن حجر
وصله ابن ابي عمر من طريق سعيد بن ابي عروية عن قتادة عن رجل من اهل المدينة انه قال للنبي صلى الله عليه واله وسلم : "
قد رايت سد ياجوج وماجوج قال كيف رايته قال مثل البرد المحبر طريقة حمراء وطريقة سوداء قال قد رايته "
قال الإمام البخاري رحمه الله ( 1220 ) : " قَالَ رَجُلٌ لِلنَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم : رَأَيْتُ السَّدَّ مِثْلَ الْبُرْدِ الْمُحَبَّرِ . قَالَ رَأَيْتَهُ .
وقال ابن كثير رحمه الله في" البداية والنهاية " :
قال البخاري : " قال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم : رأيتُ السدّ . قال : وكيف رأيته ؟ قال : مثل البرد المحبر ، فقال : قد رأيته " . هكذا ذكره البخاري معلقاً بصيغة الجزم ، ورواه ابن جرير في تفسيره مرسلاً ، فقال : "حدثنا بشر ، حدثنا يزيد ، حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قال : " ذُكر لنا أن رجلاً قال : يا رسول الله قد رأيتُ سَدَّ يأجوج ومأجوج . قال : انعته لي . قال : كالبرد المحبر ، طريقة سوداء ، وطريقة حمراء . قال : قد رأيته "
قال (( الحافظ في الفتح )) :
عن قتادة ، عن رجل من أهل المدينة ، أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله قد رأيتُ سدَّ يأجوج ومأجوج . قال : كيف رأيته ؟ قال مثل البرد المحبر ، طريقة حمراء ، وطريقة سوداء . قال : قد رأيته "وقال الذهبي رحمه الله كما في " تاريخ الإسلام " :
في خبر السد , عن الوليد : ثنا سعيد بن بشير ، عن قتادة ، أخبرني رجلان ، عن أبي بكرة الثقفي : أن " رجلاً أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إني قد رأيتُ السدَّ . قال : كيف رأيته ؟ قال : رأيته كالبرد المحبر " . رواه سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة مرسلاً ، وزاد : " طريقة سوداء ، وطريقة حمراء ، قال : قد رأيته " . قلتُ : يريد حمرة النحاس ، وسواد الحديد
ومعنى قوله طريقة حمراء وطريقة سودا : أي منطقة حمرا من أثر النحاس وبقعه أو منطقة سوداء من أثر الحديد وهذا من بناء الردم بالحديد والنحاس والقطران .. وهذا معنى قول طريقة حمراء وطريقة سوداء وهذا ما وافق الأن وصف (( بوابة قزوين )) تمام الموافقة مما سوف نبينه بالصور الأن من بناء الأسكندر ذو القرنين علية السلام لسد (( بوابة قازوين )) بالحجارة والحديد والنحاس والقطران ..
ففجوة الردم المردوم تحت هذه الأسوار المبنية من الحجارة والنحاس والحديد .. وهذا بناء الأسكندر أنه ردم فجوة الكهف بكتل الحديد والنحاس والقطر من كلا الناحيتين ومن ثم أنشئ فوقه بناء حجري لكي لا يتم فتح هذه البوابة مرة أخرى ..
ويقع هذا السد الأن : في مدينة " دربند " Derbent
في ( داغستان الأسلامية ) ويسمى الأن " ببوابة قازوين أو قزوين " كما ذكنا لكم سابقا :

سواد الحديد :
فديو لهذا الدرم الذي صد غزاة الشعوب وأغلق بوابة المعبر المؤدي لجوف الأرض ..
يتبع