لَحَظهْ يَاعِيدْ ! شَمَسْ فَجَركْ شَارقِهْ منذُ صَباحاتْ الأزَمنهْ ! تُمَر الأيَامْ والسَنينْ وأنتْ أسمُك
عِيدُ ! تختِلفْ الفَصَول ووتعاقِب الشَهور وأنتْ ثَابتْ !! يَبتِسمْ بكْ الكثَيرينْ خَارجينْ لصَلوآتكْ
بُكل حينْ ! ذآكـ لآبِسْ أجملُ حليهْ ! تتطَايرْ من شَفتاهْ الإبَتسَاماتْ وتتوَزعْ على من حَولهْ!
تحُنْ لكْ المحاربْ ! وتهتفُ بأسمكْ الخُطبُ
أنتْ العيدُ فِي العامْ تًصًافحُنا فِي العامْ مَرتين ! كفوفكْ حَانية ولكنْ هُناكـ قبضَاتْ فوقْ قبضَاتِك
الأيَامْ تقَبضْ !! بَوجعْ تُمسكْ بألمْ
منْ يَفَلتُ منهُا يُصَبح معَتوه بعقَلهْ !!
كُنتْ أنا أبَتَسمْ منذُ صغَريْ وأسمعْ منْ فِي جوارِي يحَكونْ ! العَيد والعَيد كنتْ أظنهْ ضَيفا
نُصَافحهْ ونُقيم لإجله الوَلآئمْْ ويمُكث عندَنا فَتره وَيرحلْ ونبَقى نتذَكر محَاسَنهْ ! مَرتْ الايامْ
وفَضَول طفَولتي يَدفعِني نحو العُرف أكثَر عنْ تلك الضيفْ القادمْ لمَدينتنا لِشَوارعنا
لجيراننا لإهلي !! أقتَربْ أكثَر ! خَرج أبِي واصَطحبني للمتجَر
وقالْ
أكسَه لِباسْ واعطهْ عقالْ ! وكُل شئ ! ياللهْ رجعَنا لمنزلنا دخلتُ غرفتي وفَضَولي يدور
اكثر
عنْ ضَيفنا ! كيفْ نلتبِس لهُ وغيره ضيَوفا أتوا كُنت عادي معهم ! لكنْ هو مالذَي يمَيزه !
أزدادتْ الأشواق وتعالتْ نَظَراتي ! لمعرفه ! فتحتُ آذانِي لإألتقط مايحَكوه الناَسْ عنهْ !
وأحفظهْ لإ أرجعْ لغرفتي وأدونه بمذَكرتي ! منْ أجل أن أتحقق منْ أهمية تلكْْ الضَيفْ !! يَوم
وساعاتْ إلا والضيفْ في الصباحْ الباكِر موعدهْ ! وجدتْ كُل منْ حولي يُرتب أغراضهْ منْ أجل
الخُروج بها فَجرا ! لملمتْ أغراضيِ ووضَعتها عندْ وسادِتي ! وعَيني تتخَيل منظره ! وذَاكرتي
تعود تفاصَيل تلك اليومْ ! سَاعه وسَاعه ودَقيقة وثانيه ! وأنا أتوسَل لها بالإسَتعجَالْ ! ويدِي
فَوق مَلآبِسي !نهَضتْ مفَزوعاً ! لمغسَلتي غَسلتْ وجهي فرشَتُ أسنانِي ! سَرحتُ
شَعري أمامْ مرآتي ! معْ كُل خَصله يَنسابْ الفضَولْ !! لَبستْ ملآبِسي خَرجتْ ممُسَكا
بمَذكرتي ! منْ أجل التحٌقق من تلكْ المعلوماتْ عن الضَيفْ ! خرجتْ وأسرتي الكُل فِي
أبهى حُلتهْ ! ابي يُنادِيني هيا يابُني ! اينْ ياأبي ؟!
كنتْ أظنْ نفِسي مُهما فِي نظر الضَيفْ لأن أبي أستدعانِي للخَروج معهُ بعكَسْ الضَيوف
الاخرينْ !!خَرجنا نمَشي والمَسافة تطَول ! ياأبي أين الضيف ! أتجهنا للمسَجد ودخلنا ! قُلت
في نفَسي هُنا الضيفْ ! دخلنا وقرأت دعاء دخول المسَجد مُرددا خلفْ أبي الله أكبر !! دخلتْ
إلا والناس مُبتسمين فِي أبهى الحُلل نظرت لفَهد ومازنْ وخالدْ ويزيدْ رفاقِي في الحي ! إلا
وهُم مُثلي مُتحمسَين الكُل يزنْ عِقالهْ !!؟؟
حَضَر الخَطيب وكَبر وصَلى وأعتلى المُنبر وخطَب ! وأنتهى وقامْ الرجالْ يتصافحُون مهنئين
بعضُهم البَعضْ نظَرت لرفاقِي وهم يبتسَمون قبلتُ جبينْ خالدْ وصافحت مازنْ وقلت ماهذَا !
فقالوا عيدُ ! خرجتْ للخارجْ الا والكُل مبتسَم ! سار اليَوم والكُل يضَحك والزياراتْ كُثَر !
رجعتْ فِي المسَاء لغرفتي ومع مُذكرتي ووجدتْ كُل شَيئا حدثْ بالفعل ! سارتْ الاعوامْ
وأنا وأسرتي ! فِي كُل عام نبتَسم العائله كامِله شَجره فُروعها بكُل مكانْ ! حَتى أتى عامْ
أختلف عنْ سابقه ! صَباحْ لَيسْ بتلكْ الصبَاحاتْ ! مساء مُختلف عن تلكْ المسَاءات ! إبتسامه
عقَيمه ! نواجذُ فقط ! رَحل الصَديق ! هو كانْ القريبْ هو كانْ الأبْ ! هو كان الاخْ ! هو كانْ
الأستاذ ! عمي رَحل دون أن يودعُنا ! أختلفتْ صَباحات لتكْ اليومْ والامَسُ فِي نِظري !
وتحولتْ لكابَوس ذَكرى لآ أحبُ مُجيئه لنا !!
كُنت أتذَكر مكانه الذَي يجلسُ به ! أكلتهُ المُفَضله ! مشَروبه الرائع بتلكْ اليَوم ! رفاقه الذَين
يَزورهمْ قبلْ الكُل !!
آآه !! فعُلا كُل شئ أتذكره وكأنه حدثْ الأنْ ! صفَحاتْ لآ أحب التقلب بيَن كِتابُها ! تحمُل
الشَئ الكثَير عن سَجايا تلكْ الجميل !
هدَيته بالعيدُ ! قبلتهُ لي ! تعليَقاتهْ علّي ! كُل شئ ! ضحُكاتهْ !
فعلا أصبحتْ أردد ( بأي حالْ عُدت ياعيدُ )
أرتمي فَوق تلكْ القبرُ كُل يوم يُشرق فجر تلكْ العيدُ ! وأقبلهْ وأسكبُ عليه وآبلُ من الدَموعْ !
(وأحملُ حُباتْ رملُ من تلك الترابُ وأقَبلة) !( ياللهْ)
أيه العيدُ ! لآتناقضُ نفَسكْ كُن عيدُ فَرحْ ! عيدُ سرور ! عيدُ محُبه ! عيدُ وئامْ !! عامُل الناسْ
بالمُثلْ لآتجُعل البعضُ يكَرهك !
أنتْ عَلى أيّهُ حالٌ عدُت ياعيدُ
سند