وقد ذكر الأدريسي رحمة الله الجبال الجليدية المحيطة بفتحة منفذ القطب الشمالي بأسم جبال قوقياء ..
فقال رحمة الله عنها : ( ان جبل قوقيا هو الجبل الذي يحيط ببلاد ياجوج وماجوج وهو جبل قائم الجنبات لا يصعد إلى شيء منه البتة وإن صعد لم يتوصل إلى قمته لكثرة الثلج المنعقد به وإنه لا يتحلل منه أبداً وإن أعلى هذا الجبل عليه شبه الضباب أبداً الدهر كله لا يتجلى عنه ولا يزول منه وخلف هذا الجبل من بلاد يأجوج ومأجوج مدن كثيرة يمنع أذاها من الترقي والصعود إلى أعلى الجبل ولو رام أحد الصعود إلى أعلاه ما امكنه ذلك في يومين بل يمكن في أكثر من ذلك وربما تعلق بهذا الجبل النادر من الناس فيرقى ليرى مافي أعلاه وما خلفه فلا يرجع ولا يمكن رجوعه إما لعدوان الحيوان عليه أو لقبض الأمم التي خلف الجبل على من طرأ عليهم من سائر الأمم وربما رجع بالخبر الشاذ منهم ليخبر أنه رأى بالليل في تلك الأرض التي خلف الجبل نيراناً كثيرة وأما بالنهار فلا يرى شيئاً إلا ضباباً وسراباً مختلطاً متصلاً)..
وقال واصفا بلاد يأجوج ومأجوج وموقعها من المعمورة وقد حددها خلف بحر القطب الشمالي .. وقال رحمة الله : (إن هذا الجزء العاشر من الإقليم الأول(يتحدث عن شمال شرق قارة اسياء) وهو نهاية المعمور من جهة المشرق ولا يعلم أحد ما خلفه وتضمن البحر الصيني المسمى بحر صنخى ومن الناس من يسميه بحر الصنف (ويسمى في عصرنا الحاضر المحيط الهادي) ورأسه ومبدؤه من البحر المحيط المسمى هناك البحر الزفتي لأن ماءه كدر ورياحه عاصفة والظلمة لا تزال واقعة عليه في أكثر الأوقات (بحر القطب الشمالي القريب من فتحة منفذ القطب الشمالي)ويتصل هذا البحر الزفتي بالبحر المحيط الذي بالشمال المتصل ببلاد يأجوج ومأجوج (يقصد بحر القطب الشمالي الذي يؤصل من عبر المنفذ الى البحر المظلم الموصل للعالم الداخلي من عالم يأجوج ومأجوج)إلى ما تحتها مما يلي الأرض الحالية في جهة الشمال (يعني عالم جوف الارض) ويتصل ببحر الظلمات (( وهو المحيط الأطلسي )) المتصل أيضاً بجهة المغرب كما قد رسمناه ويتصل هذا البحر أيضاً من جهة الجنوب على جزائر الواق واق(جنوب أفريقيا) وبحر الحيات إلى البحر المحيط بالأرض في جهة الجنوب (( بحر القطب الجنوبي )) كما قد حكيناه وجئنا به مرسوماً بحول الله ومعونته) ..
وهذه الصورة المبينه لقول الأدريسي :
(( وقال الأدريسي رحمة الله مما وصلة خبرهم من بلاد يأجوج ومأجوج التي بجوف الأرض))
((وأما ال ماجوج فأرضهم أسفل هذه الأرض (أي تحت الأرض) وهم كلهم قصار جدأ في نهاية القصر حتى إن طول الرجل منهم لا يتجاوز ثلاثة أشبار ونساءهم مثل ذلك وأوجههم مستديرة في غاية الإستدارة وعليهم شبه الزغب كثير جداً وآذانهم كبار مستديرة مسترخية حتى أن أذن الرجل منهم إذا هي تعلقت تلحق طرف منكبه وكلامهم شبيه بالصفير والشرة عليهم بادية وهم خفاف الوثوب وفيهم زناء فاحش وبلادهم بلاد ثلج وشتاء عام والبرد عندهم لازم في كل الأحايين))
وقال أيضا عن عجائب تضاريس بلادهم التي بجوف الكرة الأرضية :
((تضمن هذا الجزء التاسع قطعة من ارض يأجوج ومأجوج الداخلة (( أي التي داخل جوف الأرض)) وقطعة من البحر الزفتي وهو آخر البحر الشرقي وهو أيضاً مظلم وحكى صاحب كتاب العجائب أن في داخل بلاد يأجوج وماجرج نهراً يسمى المشهر لا يعرف له قعر فإذا تقاتلوا وأسر بعضهم بعضاً طرحوا الأسارى في ذلك الوادي السحيق فيرون عند ذلك طيوراً عظاماً تخرج إلى من يُطرح منهم من كهوف في جنبتي الوادي فتختطفهم قبل أن يصلوا إلى آخره فترتفع بهم إلى تلك الكهوف فتأكل جسومهم ويقال إن في أسفل هذا الوادي ناراً تتأجح
مع الأزمان والله أعلم بحقيقة هذا كله لا إله سواه))
فأنظروا ألى فتحة منفذ القطب الشمالي المصورة من الفضاء بخلال الأقمار الصناعية .. فان الجبال الجليدية حقا محيطة بها ..!! فأني حينما قرات هذا الكلام دخت وأصاب جلدي قشعريرة لأني أدركت الحقيقة ..؟؟
((ما ذكرة أبن خلدون رحمة الله عن فتحة منفذ القطب الشمالي ))
أن من أكتشف مكان فتحة المدخل المؤدي لعالم يأجوج ومأجوج السفلي ليس العلامة الأدريسي الذي ذكر خبر فتحة فقط بل ذكرها أيضا العلامة العربي أبن خلدون رحمة الله فقال:
(( و في الجزء التاسع من هذا الإقليم بلاد أركس من أمم الترك في غرب بلاد الغز و شرق بلاد الكيماكية و يحف به من جهة الشرق آخر الجزء جبل قوقيا المحيط بيأجوج و مأجوج يعترض هنالك كما نذكره و بقيت منه القطعة التي أحاط بها جبل قوقيا عند الزاوية الشرقية الشمالية من هذا الجزء مستطيلة إلى الجنوب و هي من بلاد يأجوج و مأجوج و في الجزء العاشر من هذا الإقليم أرض يأجوج و مأجوج فتصله في كله إلا قطعةً من البحر غمرت طرفاً في شرقيه من جنوبه إلى شماله إلا القطعة التي يفصلها إلى جهة الجنوب و الغرب جبل قوقيا حين مر فيه و ما سوى ذلك فأرض يأجوج و مأخوج و الله سبحانه و تعالى أعلم يتصل في الجزء العاشر كله إلى جبل قوقيا آخر الجزء شرقاً و على قطعة من البحر المحيط هنالك و هو جبل يأجوج و مأجوج و هذه الأمم كلها من شعوب الترك. انتهي)) ومقتضا كلامه أنه بلاد يأجوج ومأجوج خلف جبل قوقيا من خلف بحرالقطب الشمالي
(( ما ذكرة العلامة أبن الوردي رحمة الله من اخبار فتحة منفذ القطب الشمالي ))
ذكر أبن الوردي رحمة الله أيضا منفذ القطب الشمالي بكتابه (خريدة العجائب وفريدة الغرائب) وسمى جبال القطب الشمالي المحيطة بفتحة القطب الجنوبي بجبل فُزنان وقال رحمة الله :
(( أرض يأجوج ومأجوج: والجبل الذي يحيط بهم يسمى فزنان وهو جبل قائم الجنبات لا يصعد عليه أحد وبه ثلوج منعقدة لا تنحل عنه أبداً، وبأعلاه ضباب لا يزول أبداً، وهو ماد من بحر الظلمات إلى آخر المعمورة لا يقدر أحد صعوده، وخلق هذا الجبل من بلاد يأجوج ومأجوج عدد لا يحصى. وفي هذا الجبل حيات وأفاع عظام جداً، وربما رقي هذا الجبل في النادر من يريد أن ينظر إلى ما وراءه فلا يصل إليه ولا يمكنه الرجوع فيهلك، وربما رجع من الألف واحد فيخبر أنه رأى خلف الجبل نيراناً عظيمة))
صورة لتنين حقيقي وأنه يوجد ببلاد يأجوج ومأجوج تنانين لها مواسم يأكلونها فيه مثل مواسم الجراد
وقال أبن الوردي في وصف أنهار بلاد يأجوج ومأجوج وبعض أحوالهم : (( قد ذكر بعض أهل العلم أن يأجوج ومأجوج يرزقون التنين، يقذفه عليهم السحاب فيأكلونه، وإنما يقذف عليهم ذلك في أيام الربيع في كل عام، فإذا تأخر ذلك عن وقته المعهود استمطروه كما يستمطر الناس الغيث. وحكى صاحب كتاب العجائب أن في داخل بلاد يأجوج ومأجوج نهراً يسمى المسهر لا يعرف له قعر، وإذا تقاتلوا وأُسر بعضهم طرحوا الأسرى في ذلك النهر فيرون عند ذلك طيوراً عظاماً تخرج إلى من يطرح في ذلك النهر من كهوف هناك في جانبي الوادي، فتخطفهم قبل أن يصلوا إلى الماء وترتفع بهم إلى تلك الكهوف فتأكلهم هناك. ويقال إن بهذا الوادي ناراً تتأجج طول الزمان بقدرة الله تعالى وليس وراء يأجوج ومأجوج إلا المحيط والله سبحانه وتعالى أعلم))