كل يوم تدور عدد كبير من الاحداث و تحدث العديد من
المشكلات
التي ربما لاتجد لها حلا
و بينما كنت جالسه كالعاده في غرفتي
اتسلى بقراءة روايات نجيب محفوظ
اذا بي اتذكر قصه ما بل صراحه هي مشكله
حدثت لفتاة ما
كان العامل الاساسي فيها هو والدها الفاضل
و العامل الثانوي هو
انحراف السلوك نتيجة الاهمال و الانفتاح المفاجئ على
سبل الحياه المختلفة .
بالرغم من صغر عمرنا الا
اننا نمر بمثل ما يمر به غيرنا
من مشكلات و الام و هذا ما لا يلاحظه كبار السن عادة
المهم :
كانت تتحدث الي فتاه باكيه عن واحده من زميلتها
و تقول
ان والدها كان يراقبها في كل تصرفاتها و لا يترك لها
اي نوع او مجال للحريه و انه يشكك فيها بشكل دائم
و يقول بشكل متواتر انها لا تزال صغيره و غير منفتحه
على العالم الخارجي
و لذلك فقد تصنع من الاخطاء ما لم يصنعه ابليس (هذه
اقواله )
و امها الفاضله لا تتواجد بالمنزل سوى فترة الصباح حتى
الثانية عشر
ثم تذهب لعملها و تعود مساءا بعد اكتمال فترة دوامها
لذا فالفتاه لا تستطيع ان تجد من تحكي له
و لذلك لجأت الى طريق جديد
انها تحدث فتى معها في الدرس عن طريق الهاتف المحمول
و هو صراحة الشئ الوحيد الذي لا يراقبه والدها
و بالتأكيد هي لن تسمح بقيام اي علاقه ثنائيه بينهما
(الحب يعني و الكلام ده )
فعندما احست ان الفتى بدأ ينجذب اليها لم تعد تكلمه
نهائيا
و المشكله ان والدها الذي لم يعلم اتى اليها بعد ثلاثة
اشهر
ليقول لها انتي على علاقه بفلان
الذي لم تسمع باسمه من قبل
و لانها تعبت من هذا كله و احست بالضيق النفسي
خرجت يوما الى درسها و لم تعد منه ابدا
ظن الجميع انها اما انها هربت او اختطفت
و لكن بعد فتره وجدوا رساله تقول
لقد اتى اليوم الذي نفترق فيه
و ارسم اطارا للوحتي الجديده
و انسج خيوطا جديده تشكل عالمي و صفاتي
انا لست انهزاميه و لكني لن انتظر الى
ان يتهمني والدي بتكوين اسره جديده خارج المنزل
و كانت هذه نهاية خطابها
بحثوا عنخا و بحثوا و لكنهم فقدوا الامل في ايجادها
و بعد عدد من الشهور قبل الامتحانات مباشره
وجدوا صورتها في التلفاز كمذيعه
كيف ذلك و هي حتى لم تكمل دراستها كيف ذهبت
كيف و كيف و كيف
اراد والدها ان يذهب اليها
و لكنه و هو في طريقه صدمته سيارة و نقل الى المشفى
و عندما علمت الام بذلك اصيبت بسكته دماغية و توفيت
على الفور
سمع الاب بموت زوجته لم يستطع قلبه الصمود و مات ذاكرا
اسم و صورة ابنته
علمت الفتاه بكل ما حدث
ارادت ان تعتذر ان تبكي ان تصرخ
و لكنها رسمت على وجهها ابتسامه صغيره
فكان لديها حلقة لتقدمها
انتهت الحلقه و انتهت معها حياتها
فقد وجدوها مقتوله في مكان عملها
و كتب بالدماء ابتسمي فما خلقتي لتعبسي .