[سيوف بني عبس]

بسم الله الرحمن الرحيم السلام
عليكم ورحمة الله وبركاته

علم الهكر :في الحقيقة هو عملية التجسس أو الاختراق ، حيث يقوم شخص عنده خبرة في أنظمة الحاسوب بالدخول إلى أنظمة الحاسوب لشخص ما أو جهة معينة ، وهدفه من ذلك غالبا إلحاق الضرر بالآخرين ، إما بتخريب أنظمة الحاسوب أو سرقت البيانات ، أو حتى سرقة الأموال من المصارف والبنوك .
وتعليم هذا العلم علنا للناس لا يجوز لأمور :
1- ما فيه من التجسس على الآخرين وهو محرم ، قال سبحانه : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ ) ، وروى البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ، ولا تحسسوا ولا تجسسوا ولا تناجشوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا ، وكونوا عباد الله إخوانا " .
2- ما فيه من الإضرار بالآخرين وتحقيق الإيذاء المادي والمعنوي ، وهو محرم ، قال سبحانه : ( وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا ) ، وثبت في سنن ابن ماجه عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا ضرر ولا ضرار " .
3- يعظم الإثم إن أدى هذا التعليم إلى سرقة الأموال ، والسرقة كما هو معلوم حرام ومن كبائر الذنوب ، قال سبحانه : ( وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) ، وفي صحيح البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن " ، وفي صحيح البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لعن الله السارق " ، واللعن الطرد من رحمة الله .
4- أن من يعلم هذا العلم لعامة الناس فاستخدموه في الحرام كما سبق فإنه يشترك معهم في الإثم ، حتى لو تبرأ من فعلهم ، لأنه من باب التعاون على الإثم ، وقد قال سبحانه : ( وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ )
أما اختراق أجهزة الاجانب والكفار واليهود وهو ما يسمى بالجهاد الالكتروني ، فيخضع لأحكام الجهاد الشرعية التي بينها أهل العلم ، فلا بد فيه من إذن ولي أمر المسلمين في كل بلد ، فإذا كان ولي الأمر يمنع من استخدام الهكر مع العدو فلا يجوز استعماله ولا الجهاد به .
أما إن كان تعلم الهكر لا يؤدي إلى حصول مفسدة من المفاسد أو ضرر بالآخرين ، بل فيه فوائد للمسلمين مثل : حماية أنظمة المسلمين الحاسوبية من اعتداء المتطفلين ، أورد اعتداءاتهم ، فإنه يجوز ولا بأس به .
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى . والله أعلم.

الموضوع الأصلي: حكم تعليم الهكر ؟؟ | | الكاتب: سيوف بني عبس | | المصدر: شبكة بني عبس