[FRAME="13 10"]
بسم الله الرحمن الرحيم
((الحياة والملل))
((الحياة ملل)) ، تكررت هاتان الكلمتان على ألسن العالم ، وهـكـذا قـالها علماء الفلسفة ، أما إذا تـأمـلـت بـهـذه الـجـمـلـة ، ودققت بها تجد أنها غير صـائـبة ، لأن الـحياة تسير مساراً طبيعياً بحيث أنها لا تموت ، بينما الملل هو الـذي يـمـوت مـع مـرور الـحـيـاة ، فـالإنـسـان هـو مـن يصنع الملل في الحياة ،،،
أما الحياة لها مسارين كالآتي :
الأول : طريق السعادة : فكل إنسان يعرف هذا الطريق معرفةً جيدةًً يسلكه دون تردد ، وهو طاعة الله عز وجـل ، ثم طاعة الرسول عليه أفضل الصلاة والتسليم ، ثم طاعة ولي الأمر ،،،
أما الـثـانـي : طـريـق الـتـعـاسـة ، وهـي إتـبـاع الـشـهـوات بـكل مـكان
- والنفس أمّارةٌ بالسوء- فمن أتبع نفسه فـثق تمـام الثـقـة أنه سـلك طـريق التعاسة في الحياة ،،،
إذن ،،، كي لا نطيل عليكم نختصر ،،،
نحن من نصنع السعادة أو التعاسة والملل في الحياة ، وليس الحياة التي تصنعـها لنا ، ولو كانت هــذه الجـمـلة صحيحة ، لأصـبح معناها الــحـياة كالملل أو الحياة كالـســعــادة وغيرها من الجـمل ، ولكن هذه الجـملة ليست صحيحة ،،،
فكل إنسان ٌ ما يشاء يفعل فإذا بحث عن السعادة وجدها ، وإذا بحث عن التعاسة وجدها أيضاً ،،،
أما الحياة فهي تسير كما يشاء الله عز وجل ولا تتغيّر، فالتغيير من الإنسان نفسه ،،،
فلو قــالوا : (مــلل الحـياة) لـكان أصــحّ من قولهم : (الحياة مــلل) والــقــصد من الأولى هو صنـاعة الـمـلل في الحياة ، والــقــصد من الثانية معنى الحياة هو الملل ،،،
وهذا مجرد رأي ، والرأي يحتمل الصواب أو الخطأ ،
هذا والله أعلم ، وصلى الله على نبينا محمد...

[/FRAME]