عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 04-03-2011, 07:47 PM
صقر مطير
عضو شبكة عبس
رقم العضوية : 12525
تاريخ التسجيل : 4 / 3 / 2011
عدد المشاركات : 29
قوة السمعة : 0

صقر مطير بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي من لطـــائف القصص..




قدم علي بن الجهم على المتوكل - و كان بدويًّا جافياً - فأنشده قصيدة قال فيها :

أنت كالكلب في حفاظـك للـود
و كالتيس في قراع الخطوب

أنت كالدلو لا عدمنـاك دلـواً
من كبار الدلا كثيـر الذنـوب

فعرف المتوكل قوته ، و رقّة مقصده و خشونة لفظه ..
وذ لك لأنه وصف كما رأى و ‏لعدم المخالطة و ملازمة البادية ..
فأمر له بداٍر حسنة على شاطئ دجلة فيها بستان يتخلله نسيم ‏لطيف و الجسر قريب منه،وجواري حسـان يجالسهن
فأقام ستة اشهر على ذلك ثم استدعاه الخليفة لينشد ، فقال :‏

عـيون الـمها بين الرصافة والجسر
جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري

خـليلي مـا أحـلى الـهوى وأمـره
أعـرفـني بـالحلو مـنه وبـالمرَّ !

كـفى بـالهوى شغلاً وبالشيب زاجراً
لـو أن الـهوى مـما ينهنه بالزجر

بـما بـيننا مـن حـرمة هل علمتما
أرق من الشكوى وأقسى من الهجر ؟

و أفـضح مـن عـين المحب لسّره
ولا سـيما إن طـلقت دمـعة تجري

وإن أنـست لـلأشياء لا أنسى قولها
جـارتها : مـا أولـع الـحب بالحر

فـقالت لـها الأخـرى : فما لصديقنا
مـعنى وهـل في قتله لك من عذر ؟

صـليه لـعل الوصل يحييه وأعلمي
بـأن أسـير الـحب في أعظم الأسر

فـقـالت أذود الـناس عـنه وقـلما
يـطيب الـهوى إلا لـمنهتك الستر

و ايـقـنتا أن قـد سـمعت فـقالتا
مـن الطارق المصغي إلينا وما ندري

فـقلت فـتى إن شـئتما كـتم الهوى
وإلا فـخـلاع الأعـنـة والـغـدر

فقال المتوكل : أوقفوه ، فأنا أخشى أن يذوب رقة و لطافة !

الله الله

من لطاااااائف القصص الأدبيــه..

منقول بتصرف
من كتاب الأغاني للأصفهاني

الموضوع الأصلي: من لطـــائف القصص.. | | الكاتب: صقر مطير | | المصدر: شبكة بني عبس