بوابة البيتين.. يا خادم الحرمين
على البال
بوابة البيتين.. يا خادم الحرمين
محمد الرشيدي
رغم تسارع الأحداث الإعلامية حولنا، وتنوع سياقاتها وتشعب تفاصيلها وتوحدها تقريباً في موضوع ثورات الشعوب من حولنا، لم تخف هذه الأحداث رغم أهميتها العمل الراقي الذي قدمه مجموعة من الشباب بصورة فيلم قصير موجه لمقام خادم الحرمين الشريفين حفظه الله عن أحداث جدة ووجهة نظر رجل الشارع السعودي بأسلوب فني راقٍ ومتزن وعالي الجودة.
"بوابة البيتين.. يا خادم الحرمين" تعامل مع تجسيد أحداث سيول جدة بأسلوب عصري ومنفتح ومؤثر كثيراً في الوقت نفسه، الكل تناول مع ما مر بجدة من أضرار جراء مطر الاربعاء، ولكن كانت الصورة المكررة والمتداولة كثيراً هي صورة المأساة والمواقف المؤثرة والتي تتميز بطابع التأثر الوقتي وتصبح في أرشيف اللقطات، ولكن رغم مرارة الحدث وتضرر أهالينا في جدة مما جرى وللمرة الثانية، إلا أن الفيلم من وجهة نظري هو رسالة إعلامية راقية تتناسب مع لغة العصر، فكان توظيف التقنية حاضراً بصورة احترافية ووطنية أيضاً.
لم يدع الفيلم أي فرصة لمن يحاولون الاصطياد واستغلال الظروف في بث مواد تلفزيونية والتعليق عليها بتعليقات لا تخفى على الجميع، كانت لغة الفيلم مليئة بالأحاسيس والسيناريو متقن بدرجة كبيرة، والأهم من وجهة نظر المشاركين في الفيلم وتنوع مجالاتهم وشهرتهم أيضاً، فبعد أن تجاوز القائمون على العمل أسلوب إيصال رسالتهم للمقام السامي بالطرق التقليدية، أوصلوها بأسلوب وأدوات العصر الحديث، ومن وجهة نظري أن ما تم وفي ظل الأحداث المتسارعة حولنا مهم جداً من الناحية الإعلامية في تجسيد العلاقة السامية بين المواطن السعودي وقيادته الحكيمة.
فمنذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، اعتدنا على سياسة الباب المفتوح والتي هي منهج تتميز به بلادنا وبصورة حقيقية ومشرفة، وسياسة الباب المفتوح لم تقف عند الطرق التقليدية وإنما تطورت مع مشاغل ولاة أمرنا لأساليب متنوعة لإيصال صوت المواطن، ولكن الإشكالية الحقيقية في البعض ممن يعتقد أن له الوصاية على تطلعات ومتطلبات المواطنين، فلن أقول إننا نحتاج فقط لصوت المواطنة الرائعة التي تحدثت مع الأمير خالد الفيصل بصراحة شديدة، ولا أقول إننا نحتاج فقط للمواطنة التي مع سفيرنا بالقاهرة، نحن نحتاج لصوت كل مواطن صادق محب لوطنه في إيصال رسالته لولي الأمر لإصلاح بلادنا، فليس من المحرمات أن تكون الصورة والكلمة والحدث حاضرة في علاقة الحاكم بالمحكوم، لأننا نمتلك ولله الحمد مواطنين محبين للوطن وقيادة صالحة.
فيلم "بوابة البيتين.. يا خادم الحرمين" يستحق الإشادة وتناوله بأسلوب محاكاة العصر، لأنه كما للكثير من أدوات تقنية الاتصال الحديثة سلبيات، فهناك على الجانب الآخر إيجابيات لا يمكن إغفالها، ولكن من المهم الاهتمام بها وعدم تهميشها، لأن عكس ذلك سيكون سلبياً وفاتحاً لشهية البعض لاستغلال البعض لتحقيق أجندات وبطولات معينة، فمن تحدث في الفيلم ليس شخصاً منفرداً بأدوار البطولات ومحاولة استغلال الظروف لتحقيق أهداف خاصة كما شاهدنا من أحدهم عندما خلط الأوراق بعضها ببعض وحاول التشويش في هذا الوقت الحساس، من تحدث في الفيلم هم نخبة مميزة من أبناء وطننا الحبيب نفتخر بهم ونشيد بأسلوبهم الراقي جداً وحبهم لوطنهم، وكم أتمنى أن أشاهد وألمس صدى هذا الفيلم واعتباره منهجاً متجدداً ومتزناً في علاقتنا ببعضنا.
لمن اراد مشاهدة الفلم
7
آخر تعديل بواسطة عادل العويمري ، 21-02-2011 الساعة 05:24 PM.
|