عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 10  ]
قديم 29-12-2010, 04:55 AM
خالد العويمري
عضو سوبر
الصورة الشخصية لـ خالد العويمري
رقم العضوية : 504
تاريخ التسجيل : 17 / 11 / 2006
عدد المشاركات : 2,837
قوة السمعة : 21

خالد العويمري بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي
حديث: "يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرَّمية"

7562 - حدثنا أبو النعمان حدثنا مهدي بن ميمون سمعت محمد بن سيرين يحدث عن معبد بن سيرين عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: يخرج ناس من قبل المشرق، ويقرءون القرآن لا يجاوز تَراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرَّمية، ثم لا يعودون فيه حتى يعود السهم إلى فوقه، قيل: ما سيماهم؟ قال: سيماهم التحليق، أو قال: التسبيد .


الشرح:
هؤلاء هم الخوارج والشاهد من الحديث قوله: (ويقرؤون القرآن، لا يجاوز تراقيهم) فدل على أن قراءتهم عمل لهم، لا تجاوز تَراقيهم، وغيرهم من الصحابة يقرءون القرآن، وتجاوز قراءتهم تراقيهم، وترفع أعمالهم إلى السماء، فالناس يتفاوتون، منهم من يقرأ القرآن، ولا تتجاوز قراءته حنجرته، ومنهم من يقرأ القرآن، ويرفع عمله إلى السماء، فدل على أن تلاوته القرآن عمل العبد، أما المتلو فهو كلام الله، منزل غير مخلوق .
قوله: (لا يجاوز تراقيهم) في رواية: تحقرون صلاتكم عند صلاتهم، وصيامكم عند صيامهم فدل على أن عندهم اجتهاد في العبادة، قوله: (يمرقون من الدين...) أي: يمرقون مروقًا عظيمًا (كما يمرق السهم من الرمية) أي: كما ينطلق السهم من القوس سريعًا، ويصيب (الرمية) وهي الصيد، فإذا كان السهم قويًّا نفذ في المصيد، وخرج منه سريعًا، فكذلك هم يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية، أي: الصيد (ثم لا يعودون إليه) استدل به بعض العلماء على كفر الخوارج ؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (يمرقون من الدين، كما يمرق السهم من الرمية، ثم لا يعودون فيه) وإذا كانوا لا يعودون إليه دل على أنهم كفار، (حتى يعود السهم إلى فوقه) وهل يمكن أن يعود السهم إلى فوقه؟.
الجواب لا؛ لأن السهم إذا خرج من القوس، فإنه لا يعود، فهم لا يعودون إلى الدين إلا إذا عاد السهم إلى فوقه، وذهب جمهور العلماء إلى أنهم مبتدعة؛ لأنهم متأولون، واستدلوا بقول علي -رضي الله عنه- لما قيل له: أكفار هم؟ قال: من الكفر فروا. قوله: (سيماهم التحليق) أي: علامة الخوارج والمراد حلق الرأس، فهي علامة لهم، وليس كل من حلق رأسه يكون من الخوارج لكن الخوارج يشددون في الحلق، حتى أنهم لا يجعلونه ينبت، ويتعبدون الله بذلك، ويتخذون ذلك شعارًا، وديدنًا لهم. وليس المراد حلق اللحية، كما قال بعضهم.
فائدة:
كان النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يحلق رأسه إلا في حج أو عمرة قال الإمام أحمد (هو سنة، لو نقوي عليه لاتخذناه، لكن له كلفة ومشقة، ومن كان له شعر فليكرمه) فحلق الشعر في غير الحج والعمرة جائز، لا سيما إذا كان شعر الفاسق