السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزيت خيراً يا شيخ وبارك الله فيك.. لدي سؤال عن الأجور المضاعفة .. حيث أني قرأت موضوع يتحدث عن الأجور المضاعفة مع ذكر الأدلة من الأحاديث .. ولا أريد الإطالة عليكم لذا سوف أقتصر على ذكر تلك الأشياء
الأجـــــور المضاعفة فـــي الميـــزان
1 – الصلاة في الحرم المكي :
ركعتان في المسجد = 200 ألف ركعة , أي صلاة النوافل في 46 سنة كاملة وصلاة 10 ركعات = 230 سنة أي مليون ركعة - وصلاة المرأة في بيتها أفضل من الصلاة في المسجد الحرام والمسجد النبوي .
2- صلاة الجمعة :
ثوابها بكل خطوة يخطوها صيام سنة وقيامها . والمرأة التي تحث زوجها وأطفالها على هذه الصلاة والإسراع إليها فلها نفس الثواب .
3 – صلاة الجماعة:
من صلى الفجر والعشاء في جماعة فثوابه كقيام ليلة
4 – الصلاة في مسجد قباء :
صلاة ركعتين في مسجد قباء ثوابها كعمرة .
5 – صلاة الإشراق :
ثوابها كحجة وعمرة تامة .
6 – صلاة الضحى :
ثوابها أداء الصدقة عن 360 مفصل في الإنسان
7 – صلاة النافلة في السر :
تعدل صلاته أمام الناس بخمس وعشرين مرة .
8 - الاعتمار في رمضان :
تعدل حجة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم :
9- التسبيح المضاعف :
10 – الصدقة الجارية :
كالمساعدة في بناء مسجد أو بئر أو مدرسة أو ملجأ أو تربية الأطفال على الدين الصحيح أو نصح الآخرين ودعوتهم إلى الله
11 – قضاء حوائج الناس :
ثوابها يعدل الاعتكاف شهرا في المسجد
12 – احتساب الأعمال لله :
كاحتساب النوم للتقوي لصلاة الليل و صلاة الفجر , واحتساب الأكل والشرب للتقوي للكسب الحلال منعا لسؤال الناس وحماية لأطفاله وزوجاته من الفقر , أو للإنفاق على المحتاجين ... وهكذا ..
13 - الجهاد بالمال والنفس :
قدم الله ثواب الجهاد بالمال عن النفس , وأجره كصيام شهر وقيامه
14 - تعدد النوايا في الأعمال :
على سبيل المثال : عند زيارة أهل الزوج لوجه الله فيمكن إدخال عدة نوايا لهذا العمل
15 – الصبر على البلاء :
ثوابه عظيم جدا حتى أن المعافون يوم القيامة يتمنون أن لو قرضوا بالمقاريض مما يرون من جزيل الثواب .
16 - العمل الصالح أيام عشر ذي الحجة :
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوصي بإكثار العمل في هذه الأيام
17 – صوم يوم عرفة:
يكفر سنتين ماضية ومستقبلة
18 – الأذان للصلاة :
للمؤذن أجر من صلى معه
19 – زيارة المريض :
يصلي عليه سبعون ألف ملك
20 – صلة الرحم :
يبارك الله في الرزق ويزيد بركته , ويمد في عمر صاحبه .
فهل هذا صحيح أنها أجور مضاعفة ..؟! .. وهل تندرج تحت هذه الفتوى أم لا ..؟!
احتساب الأجور المضاعفة في هذا اليوم
هذا ووفقك الله لما فيه الخير دوماً
دمتَ سالماً
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
1 – (ركعتان في المسجد = 200 ألف ركعة) : غير صحيح ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلاَّ المسجد الحرام ، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة ألف صلاة فيما سواه . رواه الإمام أحمد وابن ماجه ، وصححه الألباني والأرنؤوط .
وقال عليه الصلاة والسلام : صَلاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلاةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلاَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ . رواه البخاري ومسلم .
فالمعتبر هو الصلاة كاملة ، وليست الركعة الواحدة .
2 - قال عليه الصلاة والسلام : مَنْ غَسَّلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاغْتَسَلَ ، ثُمَّ بَكَّرَ وَابْتَكَرَ ، وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ ، وَدَنَا مِنْ الإِمَامِ فَاسْتَمَعَ وَلَمْ يَلْغُ ؛ كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ عَمَلُ سَنَةٍ أَجْرُ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا . رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه . وصححه الألباني .
3 – قال صلى الله عليه وسلم : من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ، ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله . رواه مسلم .
4 - قال عليه الصلاة والسلام : صلاة في مسجد قباء كَعُمْرَة . رواه الترمذي وابن ماجه ، وصححه الألباني .
وقال عليه الصلاة والسلام : مَنْ تَطَهَّرَ فِي بَيْتِهِ ثُمَّ أَتَى مَسْجِدَ قُبَاءَ فَصَلَّى فِيهِ صَلاةً كَانَ لَهُ كَأَجْرِ عُمْرَةٍ . رواه ابن ماجه ، وصححه الألباني .
5 – صلاة الإشراق هي صلاة الضحى ؛ لأنها في وقت الضحى .
وسبق :
لا أعلم لهذه التسمية أصلا !
وجاءت تسميتها في السنة بِـ " صلاة الضحى " .
وقد تُسمّى عند بعض العلماء بـ " صلاة الشروق " ، أو " الإشراق "، خاصة إذا صُلّيت بعد شروق الشمس وطلوعها طلوعا حَسَنًا .
وهي صلاة الضحى ؛ لأن وقت صلاة الضحى يبدأ من ارتفاع الشمس قيد رمح ، أي بعد شروق الشمس بعشر دقائق تقريباً ، إلى قبل أذان الظهر بعشر دقائق تقريباً .
6 – سبق :
مما ورد في فضل صلاة الضحى :
تعدل ( 360 ) حسنة . وذلك لأن مفاصل الإنسان ( 360 ) مفصلا .
قوله صلى الله عليه وسلم : يُصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة ؛ فكل تسبيحة صدقة ، وكل تحميدة صدقة ، وكل تهليلة صدقة ، وكل تكبيرة صدقة ، وأمر بالمعروف صدقة ، ونهي عن المنكر صدقة ، ويجزئ من ذلك : ركعتان يركعهما من الضحى . رواه مسلم .
ومن فضلها أنها كفاية وحِفْظ .
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : يقول الله عز وجل : يا ابن آدم لا تُعْجِزني من أربع ركعات في أول نهارك أكْفِك آخره . رواه الإمام أحمد وأبو داود . وصححه الألباني والأرنؤوط .
وقال أبو هريرة رضي الله عنه : أوصاني خليلي صلى الله عليه و سلم بثلاث : بِصيام ثلاثة أيام مِن كل شهر ، وركعتي الضحى ، وأن أُوتِر قبل أن أرقد . رواه البخاري ومسلم .
وقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الضحى عام الفتح .
قال الإمام مالك : بَاب صَلاةِ الضُّحَى .
ثم روى بإسناده إلى أُمّ هَانِئٍ بِنْت أَبِي طَالِب رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى عَامَ الْفَتْحِ ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ .
وروى أن أم هانئ رضي الله عنها قالت : وَذَلِكَ ضُحًى . أي : في وقت الضحى .
وحديث أم هانئ مُخرّج في الصحيحين .
وروى الإمام مالك من حديث عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا كَانَتْ تُصَلِّي الضُّحَى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ ، ثُمَّ تَقُول : لَوْ نُشِرَ لِي أَبَوَايَ مَا تَرَكْتُهُنَّ !
وفي الصحيحين من حديث أَنَس رضي الله عنه قَال : قَالَ رَجُلٌ مِنْ الأَنْصَارِ - وَكَانَ ضَخْمًا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : إِنِّي لا أَسْتَطِيعُ الصَّلاةَ مَعَكَ ، فَصَنَعَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَعَامًا فَدَعَاهُ إِلَى بَيْتِهِ وَنَضَحَ لَهُ طَرَفَ حَصِيرٍ بِمَاءٍ ، فَصَلَّى عَلَيْهِ رَكْعَتَيْنِ .
وسُئل أَنَس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي الضُّحَى ؟ فَقَال : مَا رَأَيْتُهُ صَلَّى غَيْرَ ذَلِكَ الْيَوْمِ .
وأما عدد ركعاتها ، فقد سُئلت عائشة رضي الله عنها : كم كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصلي صلاة الضحى ؟ قالت : أربع ركعات ، ويزيد ما شاء . رواه مسلم .
قال الإمام النووي : أقلها ركعتان ، وأكملها ثمان ركعات ، وأوسطها أربع ركعات أو سِتّ .
والله تعالى أعلم .
7 – قال عليه الصلاة والسلام : أفضل صلاة المرء في بيته إلاَّ الصلاة المكتوبة . رواه البخاري ومسلم .
ورواه أبو داود بلفظ : صلاة المرء في بيته أفضل من صلاته في مسجدي هذا إلاَّ المكتوبة .
وقال صلى الله عليه وسلم : فضل صلاة الرجل في بيته على صلاته حيث يراه الناس ، كَفَضْل المكتوبة على النافلة . رواه الطبراني في الكبير ، والبيهقي ، وقال المنذري : إسناده جيّد ، وهو في صحيح الترغيب .
8 – قال عليه الصلاة والسلام : عمرة في رمضان حجة . رواه البخاري . وفي رواية للإمام أحمد قال : عمرة في رمضان تعدل حجة .
11 – 13
قاعدة : كل عمل يتعدّى نَفْعه إلى الآخرين فهو أفضل من العمل اللازم .
النفع لازم ومتعدٍّ
فاللازم ما كان نفعه يخص صاحبه فحسب ، وقد يُعبر عنه بـ " النفع القاصر "
والمتعدي ما يتعدى نفعه للآخرين .
فالأول مثاله الصلاة ، والثاني مثاله الزكاة .
والنوع الثاني أحب إلى الله ، وأنفع لعباد الله .
ولذا يُقدّم ما له نفع متعدي
تأمل قوله تبارك وتعالى : ( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ )
تأمل كيف قدّم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الإيمان بالله عز وجل رغم أهمية الإيمان ، فالإيمان نفعه لازم لصاحبه ، وأما الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فنعه متعدٍّ ، إذ هو بمثابة صمام الأمان لهذه الأمة ، وبه ينحسر مـدّ الفساد الذي يكون سببا لهلاك العباد وخراب البلاد .
ثم تأمل قوله تعالى : ( لاَّ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتَغَاء مَرْضَاتِ اللّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا )
لتعلم أن قضاء حاجات عباد الله - مما يقدر عليه المسلم - أحب إلى الله من اعتكاف المسلم في بيت من بيوت الله ، مع ما في الاعتكاف من إحياء الليل وقراءة القرآن والبعد عن الفتن ، ولكن مع ذلك فقضاء حاجات ذوي الحاجات أحب إلى الله من ذلك .
ولذا لما جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال :
يا رسول الله أي الناس أحب إلى الله ؟ وأي الأعمال أحب إلى الله ؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس ، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم ، أو تكشف عنه كربة ، أو تقضي عنه دَيناً ، أو تطرد عنه جوعا ، ولئن أمشي مع أخ لي في حاجة أحبّ إلي من أن أعتكف في هذا المسجد شهراً - في مسجد المدينة - ومن كفّ غضبه ستر الله عورته ، ومن كظم غيظه ولو شاء أن يمضيه أمضاه ملأ الله قلبه رجاء يوم القيامة ، ومن مشى مع أخيه في حاجة حتى يثبتها له ثبّت الله قدمه يوم تزول الأقدام . رواه الطبراني في الكبير ، والحديث في صحيح الجامع .
والمتأمل في هذا الحديث العظيم يرى أن هذه الأعمال مما يتعدى نفعها إلى الآخرين .
فأحب الناس إلى الله أنفعهم للناس
وأما أحب الأعمال إلى الله فـ :
سرور تدخله على قلب مسلم .
أو تكشف عنه كربة
أو تقضي عنه دَيناً
أو تطرد عنه جوعا
وقيامك مع أخيك في حاجته أفضل من الاعتكاف في مسجده عليه الصلاة والسلام شهراً .
وهذا إذا قمت معه ووقفت إلى جانبه سواء قُضيت أو لم تُقض
أما إذا قُضيت فـ :
من مشى مع أخيه في حاجة حتى يثبتها له ثبّت الله قدمه يوم تزول الأقدام
والسعي على المحاويج من الضعفاء والمساكين كالمجاهد في سبيل الله .
قال عليه الصلاة والسلام : الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله ، أو القائم الليل الصائم النهار . رواه البخاري ومسلم .
" ومعنى الساعي الذي يذهب ويجيء في تحصيل ما ينفع الأرملة والمسكين " قاله ابن حجر .
وما ذلك إلا لتعدي نفعه إلى غيره ، خاصة من أصحاب الحاجات من الأرامل والمساكين .
هل رأيتم أفضل من هذا ؟
وإنما بلغت هذه الأعمال هذه الرتبة لتعدي نفعها .
وهكذا يحرص الإسلام على روح التآخي والتكاتف ، وعلى نبذ الأنانية وحب الذات .
فالموفّق من وُفِّق للمبادرة لمثل هذه الأعمال .
ومع ذلك يجب أن لا ينسى المسلم نفسه في خضم ذلك فيكون كالشمعة التي تحترق ليستضيء الآخرون .
فلربما نسي الشخص نفسه في ظل البذل والتضحية في سبيل مثل هذه الأعمال .
ولكنه يوفِّق بين الأمرين ، فلا ينسى نصيبه من العمل الصالح اللازم
ولا ينسى أن يبذل من نفسه ووقته للآخرين .
والموفَّق من عرف خير الخيرين ، فعمِل به .
وعرف شرّ الشرّين فاجتنبه .
جعلني الله وإياكم ممن وُفِّق لفعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين .
كتبه
عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
14 – سبق :
هل يجوز جمع نيات متعددة ؟
يجوز أن يجمع المسلم بين نيّات مُتعددة ، فيجوز أن يجمع في العمل الواحد بين أربع نيّـات أو أكثر . وهذا ما يُسميه العلماء بـ " تداخل النيّـات " .
فيُمكن الجمع بين :
نيّـة السنة الراتبة قبل الفجر – مثلاً – .
ونيّـة تحية المسجد . ونيّـة الصلاة بين الأذان والإقامة " بين كل أذانين صلاة . قال في الثالثة : لمن شاء " . رواه البخاري ومسلم . أي بين كل أذان وإقامة .
ونيّـة ركعتي الوضوء .
كما يُمكنه أن ينوي بهاتين الركعتين صلاة الاستخارة . والدليل قوله عليه الصلاة والسلام : وإنما لكل امرئ ما نوى . رواه البخاري ومسلم . وهذا في النوافل أكثر منه في الفرائض .
وقد حج النبي صلى الله عليه وسلم ونوى الحج والعمرة معاً ، فلبّى بالحج والعمرة معاً . فيكون قد جمع بين نية الحج ونية العمرة عند التلبية . ولو تزوج مسلم فنوى أعفاف نفسه ، وغض بصره ، وحصول الولد فإنه يؤجر على ذلك كله ؛ لأنه نوى ذلك .
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : وفي بضع أحدكم صدقة . قالوا : يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر ؟ قال : أرأيتم لو وضعها في حرام أكان عليه فيها وزر ؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر . رواه مسلم .
ولو نام الإنسان فإنه يؤجر على نومه إذا نوى به نية صالحة ، ولما معاذ أبا موسى قال له : يا عبد الله كيف تقرأ القرآن ؟ قال : أتفوقه تفوّقا . قال : فكيف تقرأ أنت يا معاذ ؟ قال : أنام أول الليل فأقوم وقد قضيت جزئي من النوم فأقرأ ما كتب الله لي ، فأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي . رواه البخاري ومسلم .
فإذا كان المسلم يؤجر في نومه إذا نوى به نية صالحة فإنه يؤجر على غيره إذا استحضر النية .
ومما يدل على جمع النيّات قوله صلى الله عليه وسلم : الغزو غزوان : فأما من ابتغى وجه الله وأطاع الإمام وأنفق الكريمة وياسَر الشريك واجتنب الفساد ، فإن نومه ونبهه أجر كله ، وأما من غزا رياء وسمعة وعصى الإمام وأفسد في الأرض فإنه لا يرجع بالكفاف . رواه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي .
فإن هذه الأعمال ( من غزو وطاعة وإنفاق ومياسرة واجتناب للفساد ، ونوم وانتباه ) تجمعها نية واحدة .
ومثله قوله عليه الصلاة والسلام : الخيل لثلاثة لرجل أجر ، ولرجل ستر ، وعلى رجل وزر ؛ أما الذي له أجر فرجل ربطها في سبيل الله ، فأطال لها في مرج أو روضة فما أصابت في طَيْلها ذلك من المرج أو الروضة كانت له حسنات ، ولو أنها قطعت طيلها فاستنّت شرفاً أو شرفين كانت أرواثها وآثارها حسنات له ، لو أنها مرّتْ بنهر فشربت منه ولم يُرد أن يسقيها كان ذلك حسنات له .. الحديث . رواه البخاري ومسلم .
فهذه الأعمال إنما أُجِـر عليها لأن النية الأولى صالحة وتبعتها هذه النوايا في نفس العمل ، فيؤجر على ذلك كله .
والله تعالى أعلم .
15 – سبق :
يكون في الدنيا مِن نقص فيه بيان كَمال الجنة ، وكمال أحوال أهلها .
إذ الضِّدّ يُظهِر حُسنه الضِّدّ .
كما ان الله يبتلي من شاء مِن عباده ، وذلك لِحِكم ، منها :
أن الابتلاء سبيل المؤمنين .
وإن كان الابتلاء لِطفل فإن ذلك ابتلاء لوالديه على الصبر ، فإن صبرا فلهما الجنة .
وربما كان الابتلاء بالأمراض لِكمال صِحّة الأبدان .. كما قيل :
وربما صحّت الأبدان بِالعلل
كما أن الابتلاءات تُكفّر بها السيئات .
وبها رفعة الدَّرَجات ..
ففي الحديث الصّحيح أن أهل العافية في الدنيا يودّون لو أن أجسادهم قُرِضت بالمقاريض إذا رأوا ما أعْطي أهل البلاء .
وفي الحديث أيضا : " إذا سَبَقَتْ للعبدِ من الله مَنْزِلَة لم يَبْلُغْهَا بِعَمَلِه ابتلاه الله في جسده أو في ماله أو في ولده ، ثم صَبَّرَه حتى يُبَلِّغَه المنْزلة التي سَبَقَتْ له منه " رواه الإمام أحمد .
وفيما أخبر به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم : " لا يزال البلاء بالمؤمن أو المؤمنة في جسده وفي ماله وفي ولده حتى يَلْقَى الله وما عليه من خطيئة " رواه الإمام أحمد والترمذي .
قال ابن القيم عن الإنسان : ليس المراد أن يُعذَّب ولكن يُبْتَلَى لِـيُهَذَّب
16 – فيها الحديث المشهور ، وهو مُخرّج في صحيح البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما .
17 – حديثه مشهور . وهو مُخرّج في صحيح مسلم .
18 – جاء في الحديث : المؤذن يغفر له مد صوته ويصدقه من سمعه من رطب ويابس وله مثل أجر من صلى معه . رواه الإمام أحمد والنسائي .
وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط : حديث صحيح دون قوله : " وله مثل أجر مَن صَلّى معه " . وهذا إسناد ضعيف . اهـ .
19 - قال عليه الصلاة والسلام ما من مسلم يعود مُسلما غُدوة إلاَّ صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يمسي ، وإن عاده عشية إلاَّ صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح ، وكان له خريف في الجنة . رواه الإمام أحمد والترمذي ، وصححه الألباني .
20 - روى البخاري ومسلم من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : مَن سَرّه أن يُبسط له في رزقه ، وأن يُنسأ له في أثره ؛ فَلْيَصِل رَحِمَه .
وفي رواية : من أحب أن يُبسط له في رزقه ، وينسأ له في أثره ؛ فَلْيَصِل رَحِمَه .
والله تعالى أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
آخر تعديل بواسطة عبدالسلام عارف ، 18-12-2010 الساعة 07:22 PM.
توقيع عبدالسلام عارف |
|
|