عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 2  ]
قديم 09-12-2010, 11:00 PM
يتيم الشوق
عضو متألق
الصورة الشخصية لـ يتيم الشوق
رقم العضوية : 10328
تاريخ التسجيل : 1 / 5 / 2010
عدد المشاركات : 2,174
قوة السمعة : 17

يتيم الشوق بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي

الممرات الضيقة بين المزارع والتي توضح أهمية الأرض وقيمتها واستغلالها الجيد


بالطريق للعين الباقية الوحيدة من العيون السبعين التي جفت بالمدينة


تحت تلك الصخرة ظلت تنبض العين الباقية بالحياة وهي تسقي ماتبقى من أشجار نخيل .


جداول العين الوحيدة وهي تمد شرايينها لبقية باقية من حياة .
ومما رأيت البناء الدّال على وفرة المال وقوة الاقتصاد لهذه البلدة من خلال البيوت ذات الأدوار المتعددة والكثيفة والمتلاصقة فيما بينها وهي من الطين ماعدا الأساسات والتي بنيت من أحجار البراكين السوداء المتوفرة بكثرة هنا وقد استخدم جذوع النخيل لتسقيف الدور السكنية وتسقيف الممرات فيما بين الدور السكنية لتكون امتداد للدور العلوية باتخاذ الغرف وزيادتها لاستيعاب النمو السكاني ومن الأماكن المهمة التي لاحظتها بناء السور فهو من الحجم بحيث يجعل مدينة الحائط من المدن المميزة والتي يدلّ سورها لمكانتها وقيمتها وطريقة البناء رغم الوعورة والصعوبة حيث المنطقة المحيطة بالمدينة تحتوي على كتل ضخمة من الصخور البركانية السوداء ومرور السور على تعرجات ومنخفضات ومرتفعات تجعل من البناء أصعب والهندسة أدق وما بقائه رغم مرور السنوات إلا دليلا آخر على إتقان الصنعة وحرفية البنائين وتعاهد أهل البلدة للترميم والصيانة التي أبقيت هذا الصرح إلى يومنا هذا كشاهد لعهد مضى بتاريخه الزاخر وقيمته المعنوية والحسية .

سور عظيم لشعب عظيم ظل ما كان لشعب الحائط من بقاء في أرضه وقوته إلى قوة السور .


وتظل الأبراج تحكي قصة امة ...


ما أتعس الحياة حين نرى النخيل وقد اسودت وصارت أعجاز خاوية ولكن ينبثق النور من جهة أخرى بلا شك
كانت زيارتنا لهذه البلدة من أولى المناطق المميزة وبداية لرحلة نادرة سواء للمناطق أو المشاركة بثلة من الأخوة الذين كانوا ضمن فريق رائع على رأسهم أخونا أبو عبد الرحمن الغفيلي ، وعلى مدار الأيام التي قضيناها سويا بالمرور على مناطق حرة خيبر التي ابتدأ المخطط بالترحال من مدينة الحائط .

كلما انتهيت من السور أراه يحيطني ويجذبني لتصويره له سر وله قوة لم أتمكن من منع نفسي من تكرار رؤيته وتصويره ...
المبيت عند جبال القور الحمراء
وعند انتهائنا من زيارة المدينة اتجهنا غرباً وقد أسدل الليل سواده وعلى بعد بسيط كانت وقفتنا الأولى للمبيت وأعداد العشاء ولوجودنا بالحرة كان اتخاذ المكان الملائم صعباً لكثرة الحجارة ولكن بفضل الله وبعلم الأخ ابو عبد الرحمن كان الوصول لمنطقة منبسطة ومجرى لشعيب جعل من أرضها ملائمة جدا للمبيت والجلوس ، وبمجرد التوقف كانت السيارات مهيأة لإنزال وترتيب العدة وأدوات القهوة والشاي وبقية أدوات الطبخ ولو لم نكن متفقين لكانت الحرب ستضع أوزارها بين عزب السيارات فكلٌ يريد المسابقة والمبادرة بالكرم فجزاهم الله خيراً وبحمد الله تم الاتفاق على تحديد معين تم من خلاله التوفيق بإعداد جدول يعطي كل كريم حقه بالعطاء والبذل ومن إعداد الفرش وإضرام النار ووضع معاميل القهوة والشاي وترتيب عدة الطبخ وثم الاستعداد للصلاة لننتهي بالجلوس والمسامرة وانتظار العشاء في ليلة مظلمة في السماء وسوداء بالأرض من لون صخور الحرّة ولكن لم تكن معتمة بل أنيرت بضوء النجوم المتلألئة والتي ازدان بها سقف السماء فعميت علينا النجوم المعروفة لشدة وضوح قبة السماء بكل تفاصيلها والتي أنارت بغير مبالغة أرضنا التي نمشي عليها ، فصفاء الجو وشدة العتمة كانت لها ابرز الأثر في تلك الأمسية الرائعة المضيئة أولا بقلوب اجتمعت على المحبة والألفة فأنار الله لها ضوء نجومه بهذه الكيفية التي لا نقول إلا سبحان الخالق اللهم أدم علينا الود والخير وأجمعنا بمن نحب يوم نلقاك .

تحت ضوء القمر المتأخر الظهور فنحن في ليلة 22 ولكن كان ظهوره قوياً وسط تلك اللليلة المعتمة فأنار المكان بمكان تخييمنا عند جبال القور
أكملنا ليلتنا بالمسامرة والسوالف وزدنا معرفة بإخواننا حتى أرخت عيوننا من التعب لينتهي يومنا بتجهيز حقائب النوم وكانت لي خيمتي الصغيرة والتي أضع حقيبة النوم داخلها لتكون لي كالغرفة تمنع الحشرات والناموس إن وجد لأغط في نوم عميق برحمة الله جل وعلا وأستيقظ بصوت الإخوة لصلاة الفجر ومنها يبدأ يوماً جديدا مبتدأ بإضحاح الصباح وتباشيره في جو معتدل لا بارد ولا حار وخاصة أننا في بداية الوسم .
خير بداية وابرك عمل نتبارك به أداؤنا الصلاة جماعة وبوقتها وثم بداية كل رحلة بريّة يبدأ المشوار من شبة النار ووضع المعاميل وإدارة القهوة والتمر بعد أن انتهينا من الأذكار الصباحية وجلسة لا تقل عن مثيلتها البارحة وعند طلوع شمس يومنا كانت لكل منّا شغله وعمله في ترتيب أغراض نومه وترتيب عدته وصاحب كل سيارة يبدأ باستلام الأغراض لوضعها وثم الانطلاق بجولات حول المنطقة وكانت المنطقة مميزة بلون جبالها الحمراء ورسوبية الصخر وانتشر في ثنايا الجبل كتابات ذات دلالات معينة يفهمها أهل التاريخ والكتابات الحجرية والرسومات المعبرة والمتنوعة منها وعول بقرون طويلة ومنها جمال تقاد بحبل ويسوسها راعي ومنها رسوم لعقارب ومحاربين بأقواس للصيد أو الحرب ورموز دائرية وخطوط مسمارية وكوفية لست لها عارف ولكنني مدون وموثق لعل في من يتبع خطواتي يرى فيها نفعاً وفائدة .

وفي إشراقة الصبح كانت وثبتنا لبداية الولوج لحرة خيبر .
ومن ضمن الأشكال الحجرية الملفتة للرائي تلك الموائد الصحراوية والتي تتجلى بقدرة الله جل وعلى وتكويناتها الغريبة وقد أخذت صورة لبعضها وهي من المناظر التي تستقطب الكثير لغرابتها وجمال تكوينها .


آخر تعديل بواسطة يتيم الشوق ، 09-12-2010 الساعة 11:16 PM. السبب: متابعه


توقيع يتيم الشوق