قبيلة بني رشيد - عرض مشاركة مفردة - ناصر الدويلة يشكر ابو صالح والسبيعية ..... اهداء خاص للمنتدى
عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 8  ]
قديم 26-11-2010, 05:47 AM
فواز المظيبري
عضو شبكة عبس
رقم العضوية : 11773
تاريخ التسجيل : 14 / 11 / 2010
عدد المشاركات : 32
قوة السمعة : 0

فواز المظيبري بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي

الشهيد/ عبدالله أحمد الدارمي


الشهيد عبد الله أحمد محمد الدارمي كان رحمه الله ذلك الرجل الملتزم الصبور الذي انضم إلى سلك العسكرية بعد أن درس في الكلية الصناعية ووصل إلى رتبة ملازم أول لكنه استقال واتجه إلى العمل الحر. وقد نجح في هذا المجال بتوفيق من الله عز وجل وكان رحمه الله شجاعاً وصاحب عزيمة وإصرار ومنذ الأيام الأولى للاحتلال جسد هذه الشجاعة حين أصر على الصمود والمقاومة رغم نداءات زوجته وأم أولاده له من خلال رسالتها التي أرسلتها له تطلب منه الخروج من الكويت لأنها تخشى عليه من بطش المحتل وخاصة أنها عندما غادرت الكويت في 20/7 لم تكن راغبة في ذلك لكن رحمه الله أصر عليها السفر مع أهلها وأولادها لأن ظروف عمله لم تكن تسمح له بمرافقتهم، وقام بإرسال رسالة لزوجته يقول فيها: «لست أنا الذي يهرب والناس يقاومون، والموت موته واحدة والحمد لله تكون شهادة وفضل من الله، والهروب خزي وعار وعلى الكل وإذا مت حلليني وسامحيني وان عشت افتخري في كل واحد حمل السلاح وقاوم شرذمة... المهم صلي وادعي الله إن ينصرنا على أعداء الله» وكان رحمه الله قد خابر زوجته في اليوم الأول وطمأنها على نفسه وأهله وطلب منها مغادرة لندن إلى الإمارات مع أهلها. هكذا كان إصرار الشهيد رحمه الله على الصمود والمقاومة منذ اللحظات الأولى.


النشاط:


بدأ رحمه الله منذ اليوم الأول المقاومة في منطقة كيفان بالتعاون مع شقيقه سعود، فمن العمليات المسلحة التي قام بها تلك العملية التي تمت في منطقة كيفان ضد سيارة عسكرية كانت في طريقها إلى داخل المنطقة بدون حماية فأطلقا عليها النيران وتمكنا من قتل ركابها والاستيلاء على أسلحتهم. كما حصل الشهيد على سلاح رشاش وكمية من الطلقات من مخفر كيفان بينما تمكن سعود من الحصول على سلاح من معسكر الجيوان، بالإضافة إلى الأسلحة التي حصلا عليها من معسكرات الداخلية ومخازن الشويخ.


الانضمام إلى المقاومة:


لا بد من الإشارة إلى أن معلومات انضمام الشهيد إلى مجموعة معينة للمقاومة غير متوافرة أو واضحة ، فقد اجتمع الشهيد بعدد من شبان منطقة كيفان والشامية والخالدية في منزله بحضور شقيقه سعود للتنسيق وتم الاتفاق على أن يقوم الشهيد عبدالله بإعداد قنابل حارقة، فقد كان يعمل مع الكثير من أفراد المقاومة ومنهم العقيد «أبو شروق» والعقيد محمد الياقوت والشهيد محمد جاسم رميضين، والشهيد خالد دشتي، ولكن لأن اعتقاله تم في 22/8/1990 فانه ربما العديد من أفراد المقاومة الذين كانوا ينتمون إلى مجموعة الروضة لم يتعرفوا عليه.


كان رحمه الله يبذل الكثير في المقاومة دون مراعاة لمشاعر الخوف التي لم يسمح لها بالتسلل إليه، فقد كان رحمه الله يقوم بمهمة استخباراتية للمقاومة الكويتية في منطقة كيفان، وكلف بالقيام بعملية استكشاف لقوات الاحتلال في منطقة الشامية، استطاع بالتعاون مع شقيقه سعود أن يستدرج بعضهم إلى داخل منطقة الشامية وتمكنا من قتلهم وإحراق سيارة الجيب التي كانوا يستقلونها، كما نشط أيضا في العمل على توفير متفجرات، خاصة وانه كان يعمل في وظيفة خبير متفجرات وبواسطتها تم حرق الكثير من السيارات العسكرية العراقية وشاحنة في كيفان وسيارة جيب وغيرها وكان مع شقيقه يحرصان على اخذ الأسلحة من العربات الواقفة والخالية من الأفراد قبل إلقاء القنابل عليها، ونظرا لحماسه وإصراره على المقاومة، فقد كان يحاول توفير دبابات وصواريخ وكل ذلك نتيجة لرغبته الشديدة في مقاومة العدو بكل الوسائل.


كما تطلع إلى توحيد مجموعات المقاومة تحت قيادة واحدة. ومن المعروف أن المقاومة الكويتية بدأت قوية جريئة وفي بعض المناطق، وبسرعة كبيرة انتشرت في كل مناطق الكويت وبدأت تشكل مجموعات وخلايا. وقد أدرك الشهيد ومن معه من أفراد المقاومة أهمية الاتحاد في العمل والتنظيم له لذلك عقدوا عدة اجتماعات لبحث هذا الموضوع في منزل السيد سالم. لم يتوقف الشهيد عن جمع الأسلحة من المخافر حيث احتفظ بكمية منها في أحد المنازل في منطقة صباح السالم وفي حديقة منزل السيد سالم، وكان رحمه الله بالتعاون مع شقيقه سعود يوزعان الأسلحة على أفراد المقاومة، فكان رحمه الله أهم مصادر تمويل المقاومة. فقد نشط في هذا المجال بشجاعة فهو احد أبناء الكويت البررة الذين عاهدوا الله على الدفاع عن الوطن والتصدي للعدو.


ومن الأعمال البطولية التي قام بها رحمه الله بالتعاون مع شقيقه سعود الاستيلاء على صناديق قنابل من عدة عربات عسكرية عراقية ثم حرق تلك العربات وقام رحمه الله بتدريب الشباب على زرع متفجرات، كما قام بإعداد هويات مموهة، وكذلك قام بتغيير دفاتر السيارات لكن المدهش انه لم يهتم بتغيير هويته لتمويه قوات العدو لأنه كان يعتقد كما هو الحال بالنسبة لشقيقه سعود أن المهم هو رجال السلك العسكري، كما قام رحمه الله بطباعة وتصوير المنشورات وتوزيعها في المناطق السكنية كما زود مجموعة «أبو شروق» ببعض الأجهزة التي كانت لديه لاستخدامها في إعداد الهويات. وكانت سلطات الاحتلال في تلك الفترة قد زادت من ممارساتها الوحشية ضد أبناء الشعب الكويتي، وحولت الكثير من المباني والمنازل الخاصة والمؤسسات العامة إلى مراكز للاعتقال والتعذيب. أما أفراد المقاومة الكويتية الباسلة فقد استفادوا من الأيام الأولى للاحتلال وقبل أن تحكم القوات العراقية سيطرتها على كل المواقع ومنها بعض المخافر ومخازن ومستودعات الأسلحة والذخيرة ونشطوا في جمع الأسلحة. وبالنسبة للشهيد فانه درايته بمواقع مخازن الأسلحة وأنواعها قد يسرت له طريق الوصول إليها. فقد جمع الأسلحة والذخيرة وقذائف الهاون حيث حفظها في حديقة منزله، ولقد امتد نشاط الشهيد إلى أكثر من منطقة ولم يقتصر الخالدية والروضة والرميثية وكان يطلق النار على نقاط التفتيش . كما كان يزود الأسر المحتاجة بالنقود والتموين.


لكن المؤلم بالنسبة لرجال المقاومة الكويتية كان هو رد الفعل العراقي الغاشم داخل المناطق السكنية، فقد كانت السلطات العراقية ومنذ اللحظة الأولى لعدوانها على الكويت قد تطاولت على الشريعة الإسلامية وأحكام القانون الدولي وحقوق الإنسان في معاملتها للمدنيين، فقد اصدر النظام العراقي العديد من الأوامر التعسفية والوحشية مثل حرق وتدمير البيوت السكنية التي توجد عليها شعارات معادية للاحتلال، وحرق بيوت المنطقة التي يقتل فيها احد أفراد الجيش العراقي، وغير ذلك من الممارسات الإرهابية، وفي تاريخ 20/ 8 اعتقل الشهيد البطل عبد الله بعد أن أكتشف أمره من قبل قوات الاحتلال الغاشم، حيث وجد لديه (منشورا اعتبرته القوات العراقية ذخيرة ورقية) ولقد قام الشهيد بضرب الضابط العراقي بمطفأة الحريق أثناء التحقيق معه .


وفي يوم 7/ 10 جاء جنود الجيش العراقي المهزوم، بالشهيد البطل عبد الله أمام منزله بمنطقة الخالدية، وأعدم بإطلاق النار عليه برصاصات غادرة لتفيض روحه الطاهرة الزكية إلى خالقها .