[محقق تاريخي]

أولا : أشكر الشيخ : سمير القحيم على موضوع الزيارة المباركة بإذن الله .

ثانيا : فقبيلة القزايزة فرع من قبيلة الزنيمات من الرشايدة .
و لتعريف قبيلة القزايزة ننقل لكم هذا الموضوع لأحد الأخوان :

يقول العلامة و الباحث \ عطا الله ضيف الله المظيبري في تحقيقه لكتاب : (بدو الرشايده - الرحالة العرب بشرق السودان -) , لمؤلفه د \ وليام يانج , صفحة 183 - 184 , على الهامش (عن القزايزه) التالي :

((الشيء المسلم به أن اسم القزايزه (القبيله) كان نسبة لوادي بنواحي مدينة (الوجه) . و إن اسم الوادي كان أيضا نسبة لجبل القزاز الواقع إلى الغرب من هضبة زبَاله (قبيلة من بلي) . و هو جبل أسود و أحجاره تلمع كلمعان القزاز المعروف . فاسمه من صفته . و من أصول هذا الجبل تبتديء سيول وادي القزاز . شاقا طريقه صوب الغرب حتى يفيض في البحر شمالا من (الوجه) . فاسمه أيضا من إضافته للجبل . و في هذا الوادي عاش القزايزه قديما جنب إلى جنب مع بني رشيد مثلهم في ذلك الحين كحالهم اليوم في السودان و مصر و غيرها , و لذلك عرفوا بالقزايزه . و هم ثلاث بطون كبيره : (الرشنديه . و العرافطه . و ذوي قزيز) . و هذا الأخير - كما يروى عنه - ولد في معركة لقومه على أعدائهم في هذا الوادي . فسمي قزيزا . تيمما بهذا المكان . و لهذا يجب التفريق بين قزيز (أبو البطن) . و اسم المكان الذي عرفت به القبيله . مع ملاحظة : أن شهرة ذوي قزيز بغت على ما سواهم . فأصبح معها واحد القزايزه قزيَزا . و هذه الإشارات عن القزايزه - على إيجازها - تفسر لنا من جانب هويتهم الإجتماعية . مع تحديد الجهة التي منها هاجروا ضمن من لهم عصبة قبلية معهم إلى السودان . بشكل واضح و دقيق . و لكنها - من الجانب الآخر - لا تزيح عن أعين الباحثين في علم الإجتماع احتجاب الرؤية عن معرفة جذور أصولهم القديمة . و لذلك أدعو المهتمين في علم الإجتماع أن يولوا هذا الموضوع جل إهتمامهم . حتى لا يبقى باب الجدل في ذلك مفتوحا . و ما أنا إلا واحد مما أدعوهم للبت في إغلاق هذا الباب . فمن هم القزايزة ؟ فالمصادر القديمة و الحديثة لا تقدم لنا و لو شيئا ضئيلا عن ما هية أصولهم القديمة العهد . ما عدا إشارات قليلة تنظمهم في منظومة قبائل هي الأخرى نالت من مصادر أصحاب الجهل المركب في هذا الجانب من كتمان الحق و إظهار الباطل ما لا عليه مزيد . فلو نظرنا إلى قبيلة بني رشيد مثلا لوجدنا أن المستفيض عن نسبهم تاريخيا و تراثيا و جغرافيا أنهم ينتسبون إلى قبيلة عبس من غطفان . و غطفان هذه كانت أشهر قبيلة من قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان . و كانت قبيلة محارب بن خصفة من قيس عيلان تعيش في الجاهلية و صدر الإسلام ملتحمة بغطفان هذه . لصلتهم القوية بها في النسب . و كانوا ذوي بشرة شديدة السمرة , و كل هذا ينطبق تمام الإنطباق على القزايزة , و هو ما يقودنا إلى الاعتقاد بأنهم بقايا بني محارب بن خفصة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان . و الله أعلم)) . و قول أيضا بالهامش , من الكتاب نفسه , صفحة 162 , التالي : ((رواية عن رجل اجتمعت به من القزايزة في مدينة (الوجه) فروى لي عن قدماء أسلافهم , إن الملك عبد العزيز آل سعود لما عقد العزم في أول عهده على توحيد أجزاء المملكة العربية السعودية كان قد سير حملة عسكرية بقيادة ابن عقيل إلى ضواحي (الوجه) , كجزء من هذا الغرض العظيم , فاعترضت سرية منها إبلا ل(القزايزة) فأخذتها غنيمة , و كان من حسن الطالع أن ابن سمرة (أحد شيوخ بني رشيد الكبار) كان أيضا أحد قواد ابن عقيل , فلما رأى وسم (الكفة) على هذه الإبل اعترض على أخذها , بحجة أنها إبل لقبيلته , و لم يكن يعلم آنذاك أن فروعا من بني رشيد أو من له صلة رحم و نسب بهم يومئذ يتواجد بناحية (الوجه) , كل ما يعلمه أن هذه الإبل لقومه و نزولا عند اعتراضه أرجعت الإبل لأصحابها (القزايزة) )) .