عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 03-10-2010, 03:41 PM
الرساله
مشــرفة الساحات المنوعه
الصورة الشخصية لـ الرساله
رقم العضوية : 10158
تاريخ التسجيل : 12 / 4 / 2010
عدد المشاركات : 3,875
قوة السمعة : 19

الرساله بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي ما السر في أن المؤمن عنده أمل والكافر يائس قانط ؟

ما السر في أن المؤمن عنده أمل

والكافر يائس قانط ؟



السر أن المؤمن يؤمن بأن هناك إلهاً رحيماً قديراً

يجيب المظطر إذا دعاه , ويكشف السوء , ويمنح الجزيل , ويغفر الذنوب ,

ويقبل التوبة , ويعفو عن السيئات , ارحم من الوالدة بولدها . وأبر بخلقه من

أنفسهم , يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار , ويبسط يده بالنهار ليتوب

مسيء الليل , يفرح بتوبة عبده أشد من فرحة الحائر إذا وجد ضالته ,

والغائب إذا وفد , والظمآن إذا ورد , إله يجزي الحسنة بعشر أمثالها إلى

سبعمائة ضعف ويزيد , ويجزي السيئة بمثلها أو يعفو , إله يدعو المعرض عنه

من قريب ويتلقى المقبل عليه من بعيد ويقول : (( أنا عند ظن

عبدي بي , وأنا معه إذا ذكرني , فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ,

وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم , وإن تقرب إلي شبراً تقربت

إليه ذراعاً , وإن تقرب إلي ذراعاً تقربت إليه باعاً , وإن أتاني يمشي أتيته

هرولة )) .





إله يداول الأيام بين الناس , فيبدل من بعد الخوف أمناً ومن بعد الضعف قوة ,

ويجعل من كل ضيق فرجاً , ومن كل هم مخرجاً .. ومع كل عسر يسراً ,

فلذلك يأمل المؤمن فيه , هذا مبعث الأمل , وهذا هو السر : الإعتصام

بالإله البر الرءوف الرحيم العزيز الكريم الفعال لما يريد , يعيش المؤمن على

أمل لا حد له , إنه دائماً متفائل , ينظر إلى الحياة بوجه غير الذي ينظر إليها

الكافر , لا ينظر إلى الحياة بوجه عبوس قمطرير , فهو إذا حارب فهو واثق

بالله أنه سينصره , لأنه مع الله والله معه (( إِنَّهُمْ لَهُمُ

الْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُون)) ( الصافات : 172- 173)





إذا مرض لم ينقطع أمله أبداً من العافية (( الَّذِي خَلَقَنِي

فَهُوَ يَهْدِينِ * وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ))

( الشعراء : 78- 80 )





إذا اقترف ذنباً أو جرماً فإنه لاييـأس من المغفرة , ومهما كان الذنب عظيماً

فإن عفو الله أعظم (( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى

أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ

الرَّحِيم(( ( الزمر : 53 )





والمؤمن إذا أعسر وضاقت ذات يده أمل في الله ولم يزل إيمانه فيه عظيماً

لقوله تعالى : (( فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ

يُسْرًا )) ( الشرح : 5 – 6 )
ولن يغلب عسر يسرين ولو دخل العسر

جحراً لدخل اليسر عليه حتى يخرجه .




والمؤمن إذا انتابته كارثة من كوارث الزمن ووقعت به المصيبة : فإن أمله في

الله مازال موجوداً ,كيف يكون موجوداً والوالد قد مات ؟ كيف يكون موجوداً

والبيت قد احترق , والمال قد ذهب , نعم إنه موجود في رجاء الأجر على

احتساب المصيبة بالصبر (( الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ

إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ )) ( البقرة : 156 )





هذا هو السر في عدم يأس المؤمن لأن أمله موصول بخالقه ومن كان كذلك

فقد فاز وأفلح وطرد اليأس من قاموس حياته !





توقيع الرساله