[بروفسور الشعر]

اضغط هنا لمشاهدة الصوره بحجمها المصغر

.
.
" قلتها " ... وبكت ...!
.
.
برغم أن البحر معبأ " بهِ "
وبرغم أن أهل الصحراء لايعرفون البحر .
ولامعنى سواحل العين ولاتجديف المدن
قلتها ... ومضيت في المدينة خائفاً
وهذا مقهى .. يدار بالسُكَّر وقهوته " سادة "
والكراسي تئن إستعباد الجالسين
وهذه منضدة .. تئن الزمن وتحتمل أرجلها
الكل سلم أمره للدواخل ... وأبحر ..!
وأنا ... في منتصف الظهيرة واقفاً أئن عمود الوقت
وأشرب أحمر الشاي .. وأكرر الصور أمامي
والمقهى يئن هو الآخر زحام العقول في تبرير فكرة " الملح "
لاأحـد هنا .. وهنا لا أحـد.
بائسةٌ تلك الممتدة على شفتيها كلعنة مموسقة
هي مثلي واقفة لكنها ...على بوابة الحيرة
نحن خارج المقهى .. نرمق الداخل ونتوجس الأشياء
وهذا بحرٌ يصفع حافة المقهى بلؤمٍ منسوج من حنق
والصيف بريد الإحتراق ... والماء سائغ الملوحة
ونحن الواقفين ....!
ندير فكرة " الملح" في أدمغتنا المحترقة صيفاً ..
الباردة شتاءً .. والتي " خرنفها " فقد الربيع
والمواسم تمضي فقط بالصور
والمشاهد عارية في مدانا .. والبحر هائج
ونحن الحمقى .. والداخل مدان بالزحام
والتبغ فكرة الحالمين .. وأنفاس المُتعبين
إرتقي ياصور ... لكن لن ترتُقي شراع الأيام
...
في الجهة الأخرى زرقة بحر
وسكينة ... ومعنى .
لاعمق إلا في الدواخل وليس الداخل
لافكرة موؤدة في شريعة الإبحار
ولا ليل يطمس في المعنى .. معنى النهار
هذه اللحظة ..الشمس في بطن البحر .. ترسم نصفها
ونصفها تدعه يسيل على وجه البحر ..
كأنها لحظة " إغروراقٍ " بدمع .
هيَ .. تَعبُر .. تاركة خلفها كل مادار في المكان
تاركةً كراهية لـ قهوةٍ .. سادة
تاركةً الحيرة لأزمنةٍ خلفها ...
وتمضي لحفنة ملح تكدست في زمنها ..
تأخذ منه لون الملح لداخلها ..
وتتذوق ملوحة الأماكن .. وترمقني واقفاً
وتغادر بطيفها بين تموج ماء الشمس وشفق الغياب
.
.

الموضوع الأصلي: قلتها وبكت....برغم أن البحر معبأ | | الكاتب: بروفسور الشعر | | المصدر: شبكة بني عبس