عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 01-10-2007, 04:37 AM
حنان الرشيدي
مشـــرفه عامة
رقم العضوية : 1724
تاريخ التسجيل : 3 / 7 / 2007
عدد المشاركات : 10,962
قوة السمعة : 28

حنان الرشيدي بدأ يبرز
غير متواجد
 
Question النفس وعلاقتها بالجسد والروح والعقل




اهتم كثير من المفكرين والفلاسفة في موضوع البحث عن النفس وعلاقتها بالروح والعقل

والجسد ، إلا أن أغلب تلك البحوث لم تسفر بشكل واضح عن التفسير المنطقي لتلك العلاقة حيث كانت في مجملها تعتمد على

الحدس والآراء الشخصية.

ولعل المتتبع للمنهج الرباني يجد ما يكشف الحقيقة وينير الطريق حول ذلك فإن الله عز وجل هو من خلق النفس ونفخ الروح وكون

العقل وخلق الإنسان في احسن تقويم..فلا هدي إلاّ هداه ولا علم إلا من علمه ، يقول تعالى:(وعلم الإنسان ما لم يعلم) العلق (5) .

كما يقول جل شأنه: ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير) الملك(14).


لقد وردت النفس في القرآن الكريم على ألفاظ متعددة وفي صور مختلفة ،فلقد أتت للدلالة على الذات الآلهية كما في قوله تعالى: (

ويحذركم الله نفسه والله روؤف بالعباد) آل عمران (30)



كما وردت النفس في القرآن الكريم للدلالة على شخص الإنسان ، كما في قوله تعالى : (واتقوا يوماً لا تجزي نفس عن نفس شيئاً )

البقرة (48) ، (لا تكلف نفس إلا وسعها) البقرة (233) ، ( انه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً)

المائدة (32) ، ( ولقد راودته عن نفسه فأستعصم) يوسف (32).


كما وردت النفس في القرآن الكريم للإشارة الى الضمير الإنساني ، كما في قوله تعالى : ( ربكم اعلم بما في نفوسكم) الإسراء (25)

، ( ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ) ق (16).


كما وردت النفس في القرآن الكريم للدلالة على طبيعة الإنسان ، كما في قوله تعالى : ( ولا اقسم بالنفس اللوامة) القيامة (2) ، ( وما

أبري نفسي إن النفس لأمارة بالسوء ) يوسف (53) ، ( يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية) الفجر (27).



علاقة النفس بالجسد :



في القرآن الكريم تفريق واضح بين النفس والجسد ، يقول تعالى مخاطباً فرعون: ( ولقد جاوزنا ببني إسرائيل البحر فاتبعهم فرعون

وجنوده بغياً وعدواً حتى إذا إداركه الغرق قال آمنت انه لا إله إلا الذي آمنت به بنوا إسرائيل ، الآن وقد عصيت من قبل وكنت من

المفسدين ، فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آيه وإن كثيراً من الناس عن آياتنا لغافلون
) يونس (90-92) ، يتضح أن البدن قد نجاه

الله من اجل العبرة أما نفس فرعون الآثمة فقد ماتت ، يقول تعالى: ( كل نفس ذائقة الموت) آل عمران(185).





ومن خلال ذلك يمكن القول أن الجسد وعاء النفس فهو بمثابة المسرح للعمليات الناتجة عن التفاعل بين العقل والنفس.



النفس والروح :


المتمعن في لفظ الروح في القرآن الكريم يجد أنها وردت بمعنى إفاضة الحياة من الله عز وجل الى الإنسان ، يقول تعالى : (فإذا سويته

ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين
) الحجر(26). وقد خرج ابن منده ، من رواية موسى ابن عبيده الربذي ، عن عبد الله بن يزيد ،

عن أم كبشة بنت المعرور ، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن أرواح المؤمنين في حواصل طير خضر ، ترعى في الجنة

، تأكل من ثمارها ، وتشرب من مائها ، وتأوي الى قناديل من ذهب تحت العرش، فيقولون ربنا ألحق بنا إخواننا وآتنا ما وعدتنا. وإن أرواح

الكفار في حواصل طير سود ، تأكل من النار ، وتشرب من النار ، وتأوي الى حجر من النار ، يقولون ربنا لا تلحق بنا إخواننا ، ولا تؤتنا ما

وعدتنا
) (الحنبلي،1423هـ) . أي أن الحياة مستمرة حتى بعد الموت بقدرة الله عز وجل ، الذي يصف حال فرعون وأتباعه بعد الموت : (

النار يعرضون عليها غدواً وعشياً ويوم القيامة ادخلوا آل فرعون أشد العذاب) غافر(46) .


والسؤال الذي يطرح نفسه ، هل الروح التي تعذب أو تنعم هي النفس؟


يقول الله عز وجل: (كل نفس ذائقة الموت) آل عمران (185) والموت هو الانقطاع الدائم عن الحياة بما

تنطوي عليه من المشاعر والأحاسيس ، فإذا كانت الروح هي النفس فكيف يكون العذاب أو النعيم في البرزخ لنفسٍ ميته ليس فيها

حياة!! والمتتبع للآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة يجد أن الموت يقترن دائماً بالنفس في حين تقترن الروح بالحياة.



النفس والعقل :



العقل هو نعمة جليلة من الله عز وجل على الإنسان فقد كرمه به على سائر المخلوقات ، والعلاقة بين النفس والعقل علاقة تفاعلية

فإذا رشد العقل فإن الإنسان يتصرف بالحكمة وتبعاً لذلك فإن النفس تهنئ وتسعد.


والمتمعن لألفاظ العقل في القرآن الكريم يجد أن لفظ العقل لم يرد كمصدر ، بل إن الألفاظ الواردة هي فعل العقل بمختلف إشتقاقاته ،

وجميعها تدل على عنصر التفكير.(العثمان، د.ت). قال تعالى : (يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه) البقرة (75) ، (إن شر

الدواب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون
) الأنفال(22).



ويتضح من العرض السابق أن الجسد والنفس والروح والعقل هي أشياء مختلفة عن بعضها البعض ، فالروح هي الحياة التي وضعها

الله في الجسد ، والنفس هي الأداة الناقلة والمسيرة لهذه الروح في مختلف أجزاء الجسد ، أما العقل فهو هبة من الله جلّ شأنه خص

بها الإنسان عن غيره من المخلوقات كي يسمو بنفسه عن الرذائل ويدرك أن الله حق وغيره باطل.




وقفة مع آيه :



قال تعالى : (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوء فلا مرد له وما لهم من دونه من وال) الرعد(11).

على المتعامل مع النفس البشرية أن يدرك هذه الحقيقة الربانية ، فالتغيير لا بد أن يكون في التركيب الداخلي للنفس البشرية قبل أن

نعتني بتغيير الظروف الخارجية التي نتوقع أنها السبب في مشاكل النفس وتعقيدها - وقد تكون كذلك- ولكن إصلاح النفس داخلياً

والقرب من الله عز وجلّ هو كفيل بالتغلب على كافة الصعوبات وقهر المعوقات.




منـــــــــــــــــــــــقووول ..


و تقبلوا خالص تقديري ...أختكم :



حنان الرشيدي




توقيع حنان الرشيدي
:

 

 



Facebook Twitter