
01-10-2007, 04:08 AM
|
الصيــــام مدرسة تربوية عامرة
الصيام مدرسة تربوية إسلامية عامرة بشتى القيم النبيلة والدروس النافعة للفرد والمجتمع ، وقلما تجد مدرسة في دنيا الناس تجمع
بين التعليم والتربية أو التثقيف والإرشاد ، وإن وجدتها ألفيت مناهجها التربوية قاصرة لا تفي بحاجات الإنسان الفطرية والنفسية
والروحية .
الله تعالى منحنا دستورا سماويا خالدا ، فيه كل ما نحتاجه في حياتنا الدنيا ، فضلا عن كونه مصباحا منيرا يهدينا إلى سبيل نيل مرضاة
الله تعالى عاجلا وآجلا ، ومن درسه وتأمل معانيه وتدبر آياته ، أيقن أن سبيل النجاة من أدران النفس وأوساخها وأسلوب القضاء على
الأزمات الاجتماعية المختلفة هو الطريق الواضح والصراط المستقيم الذي وضعت معالمه المربي الأعظم محمد صلى الله عليه
وسلم .
ويعتبر الصيام أحد ينابيع السعادة الروحية وطريق تصفية النفس وترقية أحوالها والسمو بها إلى مدارج الكمال ، ومدرسة للتغيير إذ أن
المنهج الإسلامي يراعي في عملية التقويم والتهذيب والترقية شرط التوازن والاعتدال الذي يضبط الأشياء ، ويضع كلا منها في
موضعه الصحيح بلا إفراط ولا تفريط .
فالمطالب المادية لها اعتبارها وقيمتها تبعا لخصائص جسم الإنسان الذي حلقه الله تعالى ، فأبدع صنعه وأودع فيه دوافع وقوى وطاقات
وحاجات .
وللمطالب النفسية والروحية شأن عظيم ومكانة عالية إذ هي التي تحدد خصائص شخصية الإنسان وصفاته السلوكية ومظاهر حركتيه
الاجتماعية وأنماط تفاعله مع الناس .
والله تعالى شرف هذا المخلوق وهو الإنسان وكرمه بهذا العقل وشرفه بأنه يمتلك روحا مدركة واعية مفكرة شاعرة ولم يشرفه بما
لديه من أجهزة فيزيولوجية ، ولهذا فالإسلام يوصي بتهذيب الروح وتنقيتها من أدران الجاهلية ، لتقوى على تحمل المسؤولية والسير
إلى طريق الله وهي مطمئنة هادئة .
والصيام له دور عظيم في إعلاء شأن الروح ، وإكساب المسلم القيم الفاضلة وإصلاح المجتمع وترقيته إلى ما هو أحسن وأفضل و كي
تحتل المقام الصحيح وهو مقام القيادة والتوجيه .
والصيام يرفع عن الإنسان قيود المادة ليسبح في آفاق روحية رحبة ، حيث الأمن والاطمئنان والسعادة الحقة .
فالصوم مدرسة تربوية للأمة لتقرير منهج الله تعالى في الأرض ولتستعلي على ضرورات الجسد كلها ، ولتحتمل مشقات الطريق
المفروش بالعقبات والأشواك ، والذي تتناثر على جوانبه الرغبات والشهوات .
وهو أعظم مربي للإرادة وكابح لجماح الأهواء ، فالصوم لا مثل كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( عليك بالصوم فإنه لا مثل له )
رواه مسلم .
والصوم كفارة للخطايا ، قال صلى الله عليه وسلم : ( فتنة الرجل في أهله وماله ونفسه وولده وجاره يكفرها الصيام والصلاة والصدقة
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) رواه البخاري
ويكفي الصائم تشريف الله والملائكة له بالصلاة عليه ، قال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين ) .
د/ عطاء العربي
موضوع ٌ أعجبني فـــوددت أن أنقله لكم ...
وتـــقبلوا مني كل التقدير ...أختكم :
حنان الرشيدي
توقيع حنان الرشيدي |
:
|
|