بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من هم المحرومين
المحرومين من حرم لذة قراءة القرآن
قصة مؤثرة يتبين فيها تدبره وخشوعه صلى الله عليه وسلم مع بيان وجوب التفكر في الآيات : عن عطاء قال : دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة رضي الله عنها فقال ابن عمير : حدّثينا بأعجب شيء رأيتيه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فبكت وقالت : قام ليلة من الليالي فقال: يا عائشة ذريني أتعبّد لربي ، قالت : قلت : والله إني لأحبّ قربك ، وأحب ما يسرّك ، قالت : فقام فتطهر ثم قام يصلي ، فلم يزل يبكي حتى بلّ حجره ، ثم بكى فلم يزل يبكي حتى بلّ الأرض ، وجاء بلال يؤذنه بالصلاة ، فلما رآه يبكي قال: يا رسول الله، تبكي وقد غفر الله لك ما تقدّم من ذنبك وما تأخّر ؟ قال : أفلا أكون عبدا شكورا ؟ لقد نزلت عليّ الليلة آيات ويل لمن قرأها ولم يتفكّر ما فيها : (إن في خلق السموات والأرض... الآية) رواه ابن حبّان وقال في السلسلة الصحيحة رقم 68 : وهذا إسناد جيد
لاتهجرواالقرآن
هجر القرآن الكريم
أ- التحذير من هجره:
جاءت النصوص الكريمة من الكتاب والسنة ترشد الأمة إلى تعاهد القرآن بالتلاوة والتدبر، وتحذر كل الحذر من التقصير في حقِّه، أو هجران تلاوته والعمل به.
ولقد حكى الله عز وجل شكوى الرسول الله صلى الله عليه وسلم لربه هجران قومه للقرآن فقال سبحانه: {وقال الرسول ياربِّ إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا} [الفرقان: 30].
وتوعّد الله سبحانه الذين يعرضون عنه فقال: {وقد آتيناك من لدنا ذكراً * من أعرض عنه فإنه يحمل يوم القيامة وزراً * خالدين فيه وساء لهم يوم القيامة حملا} [طه: 99-101] . ثم صوّر حالة ذلك المعرض يوم القيامة فقال: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا * ونحشره يوم القيامة أعمى} [طه: 123-124].
ب- أنواع هجر القرآن :
1.هجر سماعه وتلاوته:
- لا يوجد على وجه البسيطة كتاب يحرم هجره، ويجب تعاهده وتلاوته إلا القرآن الكريم، فإن هذا من خصائصه التي لا يشاركه فيها أي كتاب.
- وقد أثنى الله عز وجل على الذين يتعاهدون كتاب ربهم بالتلاوة فقال: {من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون}
[آل عمران: 113].
- وحتى لا يقع الناس في هجران القرآن، فقد بحث العلماء مسألة: في كم يقرأ القرآن، وقالوا: "يكره للرجل أن يمر عليه أربعون يوماً لا يقرأ فيها القرآن".
2.هجر العمل به والوقوف عند حلاله وحرامه:
- يحرم هجر العمل بالقرآن الكريم، لأن القرآن إنما نزل لتحليل حلاله وتحريم حرامه والوقوف عند حدوده.
فلا يجوز ترك العمل بالقرآن، فإن العمل به هو المقصود الأهم والمطلوب الأعظم من إنزاله.
3.هجر تحكيمه والتحاكم إليه:
- أنزل الله عز وجل كتابه الكريم حتى يحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه، ونهاهم سبحانه عن تحكيم أو تحاكم إلى غير القرآن.
- فالقرآن الكريم هو دستور المسلمين، وهو الحكم فيما اختلفوا فيه من أمور دينهم ودنياهم، فلا يجوز هجره لابتغاء الحكم في غيره.
4.هجر تدبره وتفهمه وتعقل معانيه:
- تدبر القرآن الكريم وتعقل معانيه مطلب شرعي، دعا إليه القرآن وحثّت عليه السنة، وعمل به الصحابة والتابعون ومن بعدهم، قال تعالى:{كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته} [ص: 29]. وقال أيضاً: {أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها} [محمد: 24].
وعليه فلا يجوز هجر تدبره وتأمل معانيه وأحكامه.
5.هجر الاستشفاء به والتداوي به في أمراض القلوب والأبدان:
وردت نصوص كثيرة في أن القرآن الكريم شفاء، قال تعالى: {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين} [الإسراء: 82]. وقال: {قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء}
[فصلت: 44].
وفي سنة الرسول صلى الله عليه وسلم صور تطبيقية عديدة للتداوي بالقرآن، سواء كان دواء للأبدان، أو للنفوس .
- وهجر الاستشفاء بالقرآن خلاف السنة، فهو مذموم وممقوت.
"خيركم من تعلم القرآن وعلمه" (متفق عليه)
هل القرآن حجة لك أو عليك؟
فلقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدوا فبائع نفسه، فمعتقها أو موبقها) [مسلم / كتاب الزكاة].
وهذا نداء يوجه إلى قارئ القرآن فنقول:
يا قارئ القرآن،
- أترى أيكون القرآن حجة لك أو عليك؟
- أترى أيكون القرآن شفيعا لك عند ربك؟
- أترى أيحاج عنك القرآن في قبرك؟
فلا تتعجل الإجابة، ولكن نقول:
إذا أوقفك الله -تعالى- بين يديه، وسألك:
يا قارئ القرآن، ألم تقرأ آية كذا؟، أتذكر آية كذا، فهل عملت بها؟
فلنعلم أن قدم العبد لن تزول يوم القيامة حتى يسأل عن أربع، منها: (عن علمه فيما عمل به).
إن هذا القرآن رحمة، وهو هدى ونور وشفاء لما في الصدور كما وصفه الله سبحانه وتعالى ، فاسمع أيها المحروم! من قراءة القرآن، إن قراءة القرآن بتدبر وتمعن من أعظم أسباب السعادة، ومن أعظم أسباب انشراح الصدر في الدنيا والآخرة

ختاماً :-
نسال الله العظيم أن يجعل القران حجة لنا لا حجة علينا وان يأتي يوم القيامة شفيعاً لنا وأن يجعلنا من أهله وخاصته انه جواد كريم..