[محمد الدغباسي]

عندما نتصفح تاريخ الجزيرة العربية نجده مليء بالأحداث والقصص
البطولية التي رسخت القيم النبيلة والفروسية بجميع أخلاقها من شهامة..
ونخوة.. وشجاعة.. وكرم وغيرها..

ففي صفحات هذا التاريخ يسجل التاريخ نفسه من خلال سير أولئك
الرجال الذين كتبوه بأفعالهم وشجاعتهم..

هناك رجال كثر عاشوا في هذه الدنيا ومضوا ولكن قلة هم الذين خلدوا
أسمائهم وسطروا تاريخ مشرف تتغنى به الأجيال..

ولقبائل بني رشيد نصيب من هؤلاء الأبطال واليوم سنتحدث عن شيخ
وعقيد وفارس من بني رشيد تحلى بالحكمة والشجاعة والكرم..

وهو الشيخ العقيد مبارك الدغباسي (أخو ذيرة) من الدغابيس من قبيلة
المهيمزات من بني رشيد شاعر مقدام اجتمعت فيه الفروسية والشاعرية
عرف عنه الحكمة وقوة البأس ورباطة الجأش والشكيمة وقد مكنته هذه
الصفات من أن يكتب لنا تاريخ بفعاله حق لنا أن نفتخر به جميعا فله
الكثير من المعارك والصولات والجولات ضد قبائل مثل قبيلة مطير
والظفير وعنزة والعجمان وقحطان وعتيبه وغيرها..

وقد افتخر به واستشهد بفعاله الكثير من شعراء بني رشيد ومنهم الشاعر
فلاح الشريكة يقول مادحا:

فيني سقى مجرى الشرايين الأزهار=تنبت على ضخاخ دمي مداوير
فلمن يكرر ماضي الوقت تكرار= عرض علي مكسر الضد تكسير
مبارك الدغباس للجمع دمار = لاقابلوا سقم الرجال الشناطير


اشتهر الشيخ العقيد مبارك الدغباسي بكثرة مغازيه ومن المعلوم أن قبيلة
الرشايدة كانت تتوزع في الدبدبة والصمان وأطراف الدهناء..

وفي يوم من الأيام أراد العقيد مبارك الدغباسي الغزو وخرج هو ومن
معه من الرشايدة وساروا من (الصبيحية) وهم يريدون غزوا (عتيبه)
وكان من ضمن الذين معه من جيش الرشايدة مرشد بن كحيفان وسعد
بن كحيفان بن كعمي وعندما وصلوا (اللهابة) و(اللصافة) وهما منطقتين
في الصمان زاروا هناك والد مرشد وسعد وهو كحيفان بن كعمي
وأضافهم وذبح لهم ناقة ومدهم بالتمر
وقال العقيد الدغباسي لكحيفان بن كعمي أنني أريد غزوا عتيبه ولا
أعرف مسالك أرضهم جيدا ونريد دليله لنا في تلك الأرجاء
فقال كحيفان بن كعمي: هنا رجل رشيدي يعرف أرض عتيبة جيدا
وسيذهب معكم وهو مداد الخميلي الرشيدي الا أن مداد الخميلي رفض
الذهاب معهم لسبب تحالف الخماليه مع عتيبه وتناقشوا في الأمر وقرر
العقيد مبارك الدغباسي أن يغزوا قحطان..

سار الدغباسي بمن معه ثم اتجه نحو (طويق) حتى وصلوا (حصاة ابن حويل)
وهي الحصاة الشمالية من حصاتي قحطان ويقال لها أيضا
الحصاة السفلى وهو جبل كبير مسالكه وعره واشجاره كثيرة وفي الرين
وادي رغيب يقع جنوبا من بلدة القويعية وفيه قصور ومزارع وهجر
لقبيلة قحطان وفي هذا الموضع غزت الرشايدة على قحطان وصار
بينهم صوله وجوله وظهرت فيها شجاعة فرسان بني رشيد وغنمت
بني رشيد الابل الكثيرة ثم عادوا جميعا مع العقيد مبارك الدغباسي الى
الصبيحية بغنائم وكسب كثير..

وقال الشيخ مبارك الدغباسي أخو ذيرة في هذه الوقعة ونشوة النصر تزهاه:


دوك نعال القد غدن همدان = وعلى الشقا واصبرنا من قبيله
أحدن قسا وأحدن على العسر مالان=نزمي كمايزمي مع الحزم زيله
وأنا أحمد اللي زين الكيف ماشان= جينا على هجنن يونس هذيله

القصيدة أطول من ذلك...
وفيها قال الشاعر الكبير مرشد البذال:

مبارك الدغباسي الله يرحمه = مشى من الديرة على الرجل صايل
كلمة مبارك يوم بادت نعاله = سوى من الأمثال فيها الهوايل
يقول من عقب السرى والمساري=شوفوا نعال القد صارت همايل
على القسا ياصبرنا من قبيله = الحي لابده لحيه يخايل


- هذه بعض من قصص العقيد مبارك الدغباسي (أخو ذيرة) وأعدكم بالمزيد..

وتقبلوا تحياتي...

الموضوع الأصلي: الرشايدة وقحطان | | الكاتب: محمد الدغباسي | | المصدر: شبكة بني عبس