منذ ان وعيت على الدنيا و انا تربطني مع الشوارع علاقة حميمة
اينما اذهب اسير فوقها تحملني دون كلل و ملل و ترشدني الى وجهتي
التي ارغب الوصول اليها،
و كبرت و كبرت رغباتي بامتلاك سياره اتهادى بها فوق الاسفلت الاسود
بدءا بمرحلة الشباب و حركات الطيش و السرعةو التفحيص و التفحيط وحرق التواير!
حركات شبابية لا تحدها اسلاك الخوف و لا جدران العيب، تنطلق في فضاء المتعة النفسية....و تمر السنون و تتدحرج الساعات من عمر الانسان، و الشارع هو الشارع
مجرد وسيلة مساعدة تستخدم للوصول الى المكان المطلوب
و باسرع وقت ممكن دون خسائر مادية او معنوية،
حتى أتت لحظة برقية مرت بفكري حين وقفت بقرب اشارة مرورية
اتابع المنظر الذي بجانب الشارع الاسفلت حين رايت المسطحات الخضراء
و الزهور الجميلة التي تريح النفس و هموم القرن21 و فجأة صرت أفكر بحال الدنيا
و كيف اننا نسير فوقها كما نسير فوق الشوارع هناك مطبات نقلل السرعة
لنتفادى الصدمات القوية و بالتالي تتأثر السيارة و من فيها،
تارة نتحاشى ازدحامات الطرق بالبحث عن منافذ جديده قليلة الازدحام،
و تارة اخرى نقف عن اشارات المرور حتى تتمكن السيارات الاخرى من العبور
دون مشاكل و حوادث،
و احيانا ننزل للاستمتاع بالجلوس على مسطح اخضر اللون
لنحتسي او لنرتاح من وعثاء السفر او الرحلة،
في خضم هذا التفكير اعترف ان الدنيا ما هي سوى شارع كبير نسير فيه الى وجهاتنا التي اخترناها
و ما نراه في هذا الشارع لا يحيدنا او يؤثر فينا لنكمل المشوارو الوصول الى الغايات المرجوة
باقل الخسائر و بأمان جسدي و نفسي نحقق اهدافنا رغم الصعاب..
فلنتمتع بالحياة رغم ظروفها و صعوبتها في القرن21..
بقلمي
الجريشي- الصقار