عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 18-01-2010, 09:25 PM
الهادي محمد الامين
رئيس قسم شئون الولايات بصحيفة الرائد السودانية
رقم العضوية : 9413
تاريخ التسجيل : 12 / 1 / 2010
عدد المشاركات : 7
قوة السمعة : 0

الهادي محمد الامين بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي الادوار القادمة لقبائل الرشايدة بالسودان
ربما تكون وضعية قبائل الرشايدة بالسودان متقدمة لحد بعيد علي غيرها من قبائل الرشايدة بالوطن العربي ... محدثي الناظر حمد محمد أحمد أبوسن من أعيان قبيلة الشكرية بشرق السودان أوضح لي ان قبائل الرشايدة بدأوا يشكلون وضعا متميزا في رسم الخارطة الاجتماعية والسياسية بشرق السودان خاصة بعد توقيع سلام الشرق الذي ابرم بين الحكومة السودانية وجبهة الشرق بمكوناتها التي تضم قبائل الهدندوة والبني عامر والامرأر والرشايدة ممثلين في الاسود الحرة (التنظيم والكيان العسكري ) للرشايدة في شهر اكتوبر من العام 2006م وكان اتفاق سلام اسمرا هو أول مدخل رسمي من النظام الحاكم في السودان يعترف بوضعية الرشايدة ويعطيهم حكما ذاتيا نالوا من خلاله عددا من المواقع الدستورية والتنفيذية في أجهزة الحكم والسلطة المركزية بالعاصمة السودانية الخرطوم وحصدوا منصب وزير دولة بوزارة النقل والطرق والجسور الذي يتولاه الدكتور مبروك مبارك سليم والاقليمية في ولايتي البحر الاحمر وكسلا لرجة وجود نائب والي بكسلا وهو محمد صالح عابد ومستشار بولاية البحر الاحمر هو صالح صلوحة بجانب بعضا من المناصب المحلية والتشريعية في المجالس النيابية ..وكان للرشايدة نائب برلماني واحد في انتخابات الجمعية التاسيسية (البرلمان السوداني ) في العام 1986م وهو الدكتور مبروك مبارك سليم الذي ولج للمجلس الوطني من خلال دائرة جغرافية باسم الحزب الاتحادي الديمقراطي بزعامة السيد محمد عثمان الميرغني ... غير ذلك ظل الرشايدة بالسودان متنقلون ومتحركون بثروتهم الحيوانية في مضارب واودية شرق البلاد دون أي وضعية حقيقية تعترف بالانتشار الواسع لوجودهم بالسودان رغم انهم أصبحوا جزءا من النسيج الاجتماعي بالسودان وصاورا مكونا رئيسا بشرق السودان خاصة علي سواحل البحر الاحمر وفي مناطق طوكر وكسلا والقضارف وبورتسودان بجانب وجودهم في حدود التماس مع دولة إرتيريا .. ولكن بعد ان رفع الرشايدة السلاح وانتقلوا للعمل العسكري المسلح في سنوات النضال منذ منتصف التسعينات من القرن الماضي وحتي العام 2006م حيث تم التوقيع علي اتفاقية سلام الشرق فان الاوضاع سارت بصورة إيجابية لصالح قبائل الرشايدة لتتسع دوائر مشاركتهم علي عدة أصعدة في مستوياتها السياسية وقيادة العمل التنفيذي في منظومات الحكم الأتحادي والاقليمي بالولايات والمحلي فأضيف البعد السياسي علي البعد الاجتماعي مع وجود عسكري سابق تمثل في الاسود الحرة يضاف الي ذلك المشاركة العمل التنموي والخدمي عبر مؤسسات القبيلة التي دخلت لتنفيذ العديد من المشروعات في مناطق وجود الرشايدة وبالتالي فان هناك قفزة نوعية وتطورا كبيرا طرأ علي مجتمعات الرشايدة خاصة في ظل الاوضاع الحالية التي تتجه الي إنهاض القبيلة واستهداف قطاعاتها الحية ممثلة في شريحة الشباب والاطفال والمرأة عبر التوسع في السياسات التعليمية بانشاء المدارس ومراكز محو الامية ورياض الاطفال والخدمات الصحية بتشييد المستشفيات لتحسين الاحوال الصحية ومكافحة الاوبئة والامراض والعناية بالمرأة والطفل والخدمات الدينية عبر بناء المساجد ودور العبادة والخلاوي لتحفيظ القرآن الكريم ثم العمل علي تشييد المباني الثابتة بدلا من الخيام والتي تستخدم بغرض استعداد القبيلة للسفر والتحرك تبعا للمرعي والكلأ وطلبا للمياة للماشية التي تمتلك منها القبائل كميات هائلة للغاية ...بيد ان هذه الخدمات ولكي تؤتي أكلها تحتاج قبائل الرشايدة لخطوة يتم بمقتضاها الاستفادة والاستمتاع من هذه الخدمات من خلال تجميع القري والفرقان تسهيلا لتقديم الخدمات التي يصعب الاستفادة منها حينما تكون المنازل بعيدة عن بعضها ... والذي يزور مناطق الرشايدة بشرق السودان يلاحظ ان هناك تحسنا كبيرا البعض لجهة وجود الحياة المدنية في مجتمع الرشايدة اليوم الشئ الذي يشير الي ان القبيلة حاليا استطاعت الحفاظ علي تراثها ومكونها الاصلي كقبيلة بدوية ارتضت العيش في المضارب وفقا لموازنات التحرك والتنقل كطبيعة وعادة مرتبطة بكون القبيلة رعوية وكذلك بطفرة حضرية عبر وجود كم هائل من مراكز الخدمات ...لتجمع القبيلة في الوقت الراهن بين الاصالة العربية التي تتوازي مع مثيلاتها في شبه الجزيرة العربية والدخول للعالم المعاصر بتقنياته وأدواته الحديثة وإيقاعه السريع مستفيدة من ثورة المعلومات حتي لا تتأخر في اللحاق بركب التطور ومواكبة مجريات الواقع الراهن ... ونواصل في الملف مع أهمية مشاركة الزملاء والاخوان نقدا وتصحيحا وتصويبا ... وشكرا ..