[حنان الرشيدي]

مَدْخَل :
لِكلٍ مِنّا.. قِصَة كَتَبتْ تَفَاصِيّلِها الأَقْدَار ..
وَ أَخْرَجَتْ مَشَاهِدُهَا الأَيَامْ ..
يُشَارِكُنَا بُطولَتِهَا أَشْخَاص لَم ْنَخْتَارهُمْ وَ غَالبَاً
لاَ ذَنْبَ لَهُمْ بُوجودِهمْ مَعَنَا ..!!
إِذَ أَنَنا نُحْنُ أَيّضَاً لَنَا أَدْوَار فِيْ قِصَصِهِم !
لِذَلِكَ هُمْ مَعَنَا يَنْسُجُونْ خِيُوط الحِكَايَاتْ ..
وَ لَكِن عَلَيّنا أَنْ نُدْرِك أَنْهُ لاَ تُوجَد قِصَة طِبْقَ الأَصلِ مِنْ أُخْرَى وَ إِنْ تَشَابَهتْ الأَحْدَاثْ ..
فَـ أَطيَافِ الحُزنِ حِيّنَ تَسكنُ جَسَد
المَوَاجِع تَتَحَوَلُ إِلَى هَيئَةَ إِنْسَان
لاَ يُشْبِهَهُ إِنْسَان ..!!!!

\\
الأَطْيَافُ الحَزِيّنَة ..
تَسْكِنُ أَرجَاءِ المَدِيّنِة ..
وَ لَكِنْ ..طَيفهمَا
ليّسَ مِنْ السَهْلِ أَنْ يُنْسَيا !!

( 1 )

طَيّفُهَا >> كــَبْشُ فِدَاءْ :
هًنَاكْ فِيْ ذَلِكَ المَكَان ..
كَانَتْ وَ ماَزَالتْ تَعِيّشُ فَتَاةٍ تَحْلُم بِالحُبِ
وَ الأَمَانْ ..!
وَهَبَهَا المَولَى نِعَمة الطْمُوح وَ الأَمَل رُغْمَ
الأَحزَانْ..
كَانَ قَدَرُهَا أَنْ تَنْشَأ فِيْ
وَسَطِ عَائِلَةٍ غَارِقَةٍ بِالفََقرِ وَ الجَهْلِ وَ الخذْلاَنْ !
لاَ هَمّ لِوَالِديّهَا إِلاَ ( كَيّفَ لَنَا أَنْ نَخْرُجَ مِنْ وَحْل الحِرمَان)
دَارَ رَحَى الأَيَام لِيَطْحَنَ الفَرح
وَ يُحَوِلَه إِلَى أَشجَاَنْ ..!
فَقَدْ تَقَرَرَ أَنْ تَكُونَ هِيَ كَبْش الفِدَاء
لِتَكُونَ أَدَاة يَلَوحونَ بِهَا فِي وَجْه الزَمَانْ
مُعْلِنِين لَهُ أَنْ الفَقْرَ وَلَى ..
وَ قْذِفُوا بِهَا إِلَى بَيّتِ زُوجٍ عَجُوز
دُونَ يُأخَذَ رَأيَها بِالحُسبَان .!!!
صَرَخَتْ .. بَكَتْ .. تَوَسَلتْ ..بِلاَ جَدَوَى
فَلاَ مُسَانِدُونَ لَهَا وَ لاَ أَعْوَان !!
تُرِكَت وَحْدَهَا تُوَاجِهُ الظُلمَ وَ العَذَابَ
وَ الطُغْيَانْ ..


اِسْتِرَاحةُ وَجَعِي :

هَلُمِّ إِلَيَّ أُقَاسِمُكِ رَغِيّف الهَم ..!
هَلُمِّ .. عَلَنَا نَعرِفُ الأَسْبَاب ..
وَ نَفْتَحَ لِـ الحُلوِلِ كُلَ الطُرِق وَ الأَبْوَاب ..
هَلُمِّ .. فَلَمْ يَعِد يَنْفَع اليَومْ لاَ أَهْلَ
وَ لاَ أَحْبَاب..!
سَنَتَدَارسُ الوَجَع .. وَ نْقْتِلُ الأَسَى
وَ نَسْتَغنِي عَنْ كُلِ الأصْحَاب ..

,؛, فَاصِلة ,؛,

( 2 )

طَيّفُه >> أَنِيّنٌ وَ بُكَاء :

فِيْ زَمَنٍ نَدَرَ فِيه الإِخْلاَصْ ..
وُلِدَ قَلب يَنْبِض حُبَاً وَ وَفَاءِ ..
أَحَبَ فَتَاةٍ مَثلَتْ عَليّه دَورَ الطُهْرِ و النْقَاء ..
مَضَتْ الأَيَام سَريّعَة تَحُث خُطَاهَا ..
فَمَا لَبِثَتْ إِلاَ وَ كَشَفَتْ مَا كَانَ يُحَاكُ فِيْ الخَفَاء !
مَنْ أَحَبهَا .. اِختَارتْ بَدَلاً عَنْه ..!!
اختَارتْ مَنْ تَظُنْ أَنهَا بِمَالِهِ..
سَتُعَانِقُ السَمَاء ..
وَ قبْلَ أَنْ تَرحَل .. جَاءتْ إليّه وَ أَمْطَرَتهُ جُروُحَاً بِكُلِ
سَخَاء..!
أَظْهَرتْ مَا كَانَتْ تُخْفِيه
مِنْ خُبْثٍ وَ مَكْرٍ وَ دَهَاء..!
فَـ زاَدتْهُ قَهراً وَ عَذَاباً وَ عَنَاء ..
اَنْتَهَى كُلِ شَيء .. مَاتَتْ أَحْلاَمُه ..
وَذَهَبَتْ أَجْملُ أَيَامُ عُمْرِهِ حَسْرَة وَ هَبَاء .

اِسْتِرَاحةُ وَجَعِي :

إِنْيّ أَسْمَعُكْ .. نَعَمْ أَسْمَعُكْ ..!
أَسْمَعُكَ مِنْ خَلفِ جِدَارِ الأَنِيّن ..!!
أَسْمَعُكَ تُقَاسيِ أَلَم الحَنيّنْ ..!!
أَسْمَعُكَ و أَنْتَ تُنَادي مَاضِيّ السنين ..!!
تَتَوسّلُ إليّهَا .. ترْجُوهَا .. لاَ .. لاَ تَرحَليّنْ ..!!
ذِكْرَيَاتِي غَفَتْ بَيّنَ أَحْضَانِ أَيَامِك أَخْذْتِهَا مَعَكِ
و تَرَكَتنِيّ أنْدُبَ الحَظَ خَائِف .. حَزيّنْ
.. حَزيّنْ !!

^

تَمَنيّتُ لِـ لَحْظَه .. لَحْظَةٍ فَقَطْ ..لَوْ كُنْتُ أَسْتَطِيّعَ أَنْ أَهْمِسَ لَه:
" دَعْهَا تَمْضِيّ مَعْ مَنْ اِخْتَارتْ ..
حَتْمَاً.. سَتَجِدُ قَلّبَاً يَسْتَحِقُ قَلّبَكْ "
}..فَقَطْ ...لَوْ كُنْتُ أَسْتَطِيّعَ !


\\


مَخْرَج :

مَا زِلتُ أتَعَايشُ مَع أطْيَافٍ كَثِيرةٍ لـ أَشْخَاصٍ
وُلِدُوا مِنْ رَحِم المُعَانَاة ..!
وَ سَيَأتِي يَوم تُروَى فِيهِ كُل التَفَاصِيل
القَابِعَة فِيْ الزُوَايَا النِسيَان ..
وَ لَكِن لَيّس بِالضَرورةِ أَنْ يَكُونَ
أَنَا الرَويّ ..!!
\\

مُجَرَدُ أَطْيَافٍ حَزيِنَة صَوَرَهَا لَكُمْ قَلَمِي :

حنان الرشيدي

الموضوع الأصلي: || أَطْيَافٌ حَزِيّنَة || | | الكاتب: حنان الرشيدي | | المصدر: شبكة بني عبس