عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 20-08-2007, 02:58 AM
rashidhoa
عضو ماسي
الصورة الشخصية لـ rashidhoa
رقم العضوية : 1076
تاريخ التسجيل : 15 / 3 / 2007
عدد المشاركات : 1,750
قوة السمعة : 20

rashidhoa بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي إنني أبني ناطحة سحاب الا ترى!. الزواج لماذا؟
ذهب أحد مديري الإنشاءات إلى موقع من المواقع حيث كان العمال يقومون بتشييد أحد المباني الضخمة في فرنسا واقترب من أحد العمال وسأله: ماذا تفعل؟



فردّ عليه العامل بطريقة عصبية وقال: أقوم بتكسير الأحجار الصلبة بهذه الآلات البدائية، وأقوم بترتيبها كما قال لي رئيس العمال، وأتصبب عرقًا في هذا الحر الشديد، وهذا عمل متعب للغاية ويسبب لي الضيق من الحياة بأكملها.



وتركه مدير الإنشاءات وذهب إلى عامل آخر وسأله نفس السؤال، وكان رد العامل الثاني [أنا أقوم بتشكيل هذه الأحجار إلى قطع يمكن استعمالها، وبعد ذلك تجمع الأحجار حسب تخطيطات المهندس المعماري وهو عمل متعب، وأحيانًا يصيبني بالملل منه، ولكني أكسب منه قوت عيشي، أنا وزوجتي وأولادي، وهذا عندي أفضل من أن أظل بدون عمل].



وذهب مدير الإنشاءات إلى عامل ثالث وسأله أيضًا عما يعمله فرد عليه قائلًا وهو يشير إلى أعلى [ألا ترى بنفسك أني أقوم ببناء ناطحة سحاب].



[من هذه الإجابات نرى أن العمال الثلاثة رغم أنهم كانوا يقومون بنفس العمل إلا أن نظرتهم تجاهه كانت مختلفة تمامًا]. قوة التحكم في الذات لإبراهيم الفقي






الزواج هو البناء:



عزيزي القارئ، عزيزتي القارئة:



تختلف النظرة إلى الزواج عند الكثيرين كما اختلفت نظرة العمال الثلاثة إلى عملهم، ولكن الحقيقة أن الزواج يهدف إلى بناء الحياة وإعمار الأرض.



ويبدأ المجتمع من اللبنة الأولى وهي الأسرة، وإنشاء أسرة في الإسلام أعظم من إنشاء دولة، فالإسلام نظام أسرة، والبيت في اعتباره مثابة وسكن، في ظله تلتقي النفوس على المودة والرحمة والتعاطف والستر والتجمل والحصانة والطهر، وفي كنفه تنبت الطفولة ويتدرج الإنسان، ومنه وشائج الرحمة وأواصر التكافل.






الأسرة أولًا:



إن أول مؤسسة اجتماعية هي مؤسسة البيت والأسرة، وكيف تنشأ هذه المؤسسة؟



تنشأ باجتماع الزوجين اجتماعًا شرعيًا تحت ظل الرضا الاجتماعي والخلقي، اجتماعًا يرضاه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ثم المجتمع البشري، وبدون ذلك لا ينشأ مجتمع ولا تقوم قائمة أمة.



والتحدي قائم في أن توجد أمة بشرية قامت لها قائمة وأرتفع لها شأن في ظل العلاقات الفاسدة والروابط المتهتكة الفاجرة.



فلا توجد رابطة أصح ولا أمتن من رابطة الزواج بين الرجل والمرأة.



ولنقف مع المودودي في [نظام الحياة في الإسلام] حيث يقول:



إن أول مؤسسة وأهمها وأخطرها شأنًا في المجتمع البشري هو البيت، وهذا ينهض بنيانه ويوجد أفراده بتزاوج الزوجين، وبهذا التزاوج تخرج إلى الوجود سلالة جديدة تتفرع منها أواصر القرابة والرحم وغيرها من صلات العشيرة.



ولا تزال تمتد هذه الأواصر وتتسع إلى أن تبسط جناحها على مجتمع فسيح جوانبه، ثم إن البيت هو المؤسسة التي تدرب فيها كل سلالة أخلافها [أبناءها] وتعدهم لتحمل تبعات التمدن الإنساني العظيمة بغاية من الحب والمواساة والتودد والنصح.



فهذه المؤسسة لا تهيئ الأفراد لبقاء التمدن البشري ونموه فحسب بل هي مؤسسة يود أهلها من صميم قلوبهم وأعماق صدروهم أن يخلفهم من هو خير منهم وأصلح شأنًا وأقوم سبيلًا، فالحقيقة التي لا تنكر أن البيت هو جذر التمدن البشري وأصله وأنه يتوقف على صحة هذه الجذر وقوته صحة التمدن البشري نفسه وقوته.






استمرارية الخلافة:



فبالزواج يحفظ النسل ويخلف كل جيل ما قبله فتستمر العمارة للأرض ويقع الابتلاء للخلف وهو الاختبار والامتحان لهم في ما أتاهم الله تعالى من فضل ونعم، أجحدوا بها أم أخلصوا في طاعته فأدوا حقها وشكرها، ثم يكون النجاح أو الرسوب في الاختبار ويكون مبدأ الثواب أو العقاب عند علام الغيوب فانظر معي إلى قوله تعالى:



[[وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ]][الأنعام : 165].



لماذا خلق الله الإنسان؟






سؤال قد لا يعرف الكثيرون الإجابة عليه ونحن هنا نضع أيديكم على الحكمة العظيمة والأهداف التي أوجد الله الإنسان في هذه الحياة من أجلها والقيام بها وهي:



1- الخلافة [[وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً]][البقرة : 30].



2- العبادة [[وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ]][الذاريات : 56].



3- العمارة [[هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا]][هود : 61].



4-الدعوة [[وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ]][آل عمران : 104]



5- الشهادة [[وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا]][البقرة : 143]



إذن الخلافة والعمارة هي من أهداف خلق الله الإنسان هي أيضًا من أهداف الزواج.



منقول....




Facebook Twitter