(الـــبارت الرابـــع والعشريـــن)
كانت ليلى تقف بالقرب من أختها الممدده على السرير.تطلعت بحنان إلى وجه ريم الشاحب.
حاولت ليلى أن تمنع دمعه تهدد بالنزول وهي تقف مكتوفة اليدين أمام أختها الصغرى.
تطلعت إليها ريم بقلق"ليلى..الحين هم سوو لي التحاليل...ليش التنويم؟!"
مسدت ليلى شعر أختها القصير وهي تغتصب ابتسامه ثم قالت برقه"عشان يهتمون فيكِ أكثر"
طأطأت ريم رأسها ثم قال ببطء مميت"ليلى ايش فيني بالضبط؟!"
كانت ليلى في صراع قوي مع نفسها..قالت بابتسامه باهته"ما أدري ننتظر النتائج"
قالت ريم بقلق "أحس انك تكذبين علي"
لزمت ليلى الصمت لفتره وهي تحدق في وجه أختها ثم تنهدت بألم وقالت"لا تفكرين بشي
أهم شي الحين راحتك النفسيه وانك تلتزمين بأوامر الدكاتره"
دخلت الممرضه عهود مبتسمه"مساء الخير...كيفك ريم؟"
قالت ريم بهدوء"بخير....ما طلعت النتائج؟"
تطلعت عهود بقلق إلى ليلى ثم التفتت إلى ريم"النتائج يبيلها كم يوم...ولا تقلقي أنا اللي مسؤوله
عن تحاليلك...وبالفتره هذي انتي راح تكونين ضيفتنا"
شهقت ريم قائله"لكن أنا وراي امتحانات"
سيطرت ليلى على نفسها ثم قالت"لا تفكرين بالامتحانات الحين يا ريومه....أهم شي سلامتك..
والامتحانات لاحقين عليها"
تطلعت ليلى إلى الممرضه ثم قالت متسائله "منو الدكتور المسؤول عن حالتها؟"
ابتسمت عهود ثم قالت"الدكتور بدر بالاضافه إلى الاستشاري عبدالملك"
حملقت ليلى فيها بدهشه"لكن اليوم مو مناوبة الدكتور بدر"
هزت عهود رأسها ثم قالت"أدري...لكن هو اللي طلب أنه يشرف على حالة ريم"
فتحت ليلى فمها لتقول شيئاً إلا أن دخول الدكتور بدر مع أحد الممرضات المفاجئ ألجم لسانها.
قال بدر مبتسماً"السلام عليكم"
ردت ليلى وعهود وريم السلام ...تأمل بدر ليلى برقه ثم التفت إلى ريم.
اقترب من سريرها ثم قال برقه"كيفك يا ريم؟"
قالت ريم بصوت خافت"الحمد لله"
وضع الدكتور بدر السماعه على أذنه ثم بدأ بالفحص السريري. تناول الملف وبدأ بكتابة بعض البيانات.
قال بعد برهه"راح تكون زيارتي لكِ كل يوم الصباح..لكن اذا حسيتي بشي أثناء اليوم لازم تخبريني"
همست ريم بقلق"أنا ايش فيني بالضبط؟"
تطلع بدر إلى ليلى التي هزت رأسها علامة النفي.
قال بدر بهدوء"لا تقلقي..مجرد فقر دم وراح نتأكد أكثر بعد تحاليل الدم الروتينيه..
واذا لزم الأمر ممكن ننقل لكِ دم...انتي مثل ما تشوفين وجهك شاحب وحرارتك مرتفعه"
لزمت ريم الصمت علامة الإستسلام...أعطى الدكتور بدر الملف للممرضه ثم خرج.
لحقت به ليلى ثم قالت وأنفاسها تتلاحق"طمني يا دكتور"
تطلع إليها بدر ثم قال"انتي ممرضه يا ليلى...والحالات المماثله اللي مرت عليكِ كثيره..
أنا ما راح أكذب عليكِ...من خلال التنفس والحراره المرتفعه بالاضافه إلى التحاليل القديمه
تبين لي ان ريم تمر بالمراحل الأخيره من المرض...لكن ما فيه شي صعب على الله
في الصباح راح يزورها الاستشاري في الأورام الدكتور عبدالملك وبعد ما تظهر نتيجة
التحاليل الاضافيه اللي سويناها ممكن نفسر حالتها...والدكتور عبدالملك أعلم مني بالمرض هذا
وهو بنفسه اللي يقرر ان كانت تحتاج إلى علاج كيميائي مكثف أو لا..."
قالت ليلى ببطء"هذا معناته انه ممكن يتغير شكلها وممكن يتساقط شعرها كله"
تنهد بدر قائلاً"ليلى...المسأله الآن حياة أو موت..وبالنسبه للباقي راح يرجع كل شي بعد توقف العلاج
أنا أقولها وبكل صراحه يا ليلى...حالة ريم ما تطمن"
شهقت ليلى باكيه"يا ويل قلبي عليكِ يا ريم"
تنهد بدر ثم قال بعد برهه"اذكري الله يا ليلى...انتي انسانه مؤمنه..قل لا يصيبنا إلا ما كتبه الله لنا"
قالت ليلى بقلق"أنا ما أدري ايش ممكن اني أقول لأمي"
بدر"لا تقولين لها شي...وأنا أفضل انكم تخفون الأمر عنها...لكن أخوكِ لازم يعرف"
رن جهاز ليلى فتطلعت إلى الشاشه وطالعها اسم تركي..
قالت ليلى مستأذنه"عن اذنك يا دكتور بدر...هذا أخوي تركي"
بدر"لا أوصيكِ لازم يعرف بكل شي"
هزت ليلى رأسها ثم تحدثت إلى التركي الذي كان القلق يعصف بقلبه...أخبرته ليلى عن حالة ريم
وبكل صدق وكم صدمه الخبر.
************************************************** *******
اقتربت ندى بوجل و ببطء نحو مجلس الرجال..والذي كان سلطان قد نسي أن يغلقه بعد أن تلقى اتصال مهم.
دخلت المجلس بهدوء ثم أغلقت الباب خلفها...تطلعت حولها بقلق فوقع نظرها على ثلاجه صغيره في أحد
أركان المجلس...اقتربت ندى منها ثم فتحتها ووقفت مذهوله...كانت الثلاجه مليئه بعلب الخمر..بالاضافه
إلى ابر وأكياس بودره...كانت تعلم ندى جيداً أنها مخدرات.
تنهدت ندى بألم وهي تفكر بحياة سلطان..يجب أن تقف معه حتى لو كانت لا تحبه..فهو انسان مريض
بحاجه إلى علاج من الادمان الذي وضع نفسه فيه...كما أنه بحاجه ماسه إلى العلاج النفسي.
تطلعت ندى إلى محتويات الثلاجه وهي تتسائل ما قد تفعله بها..وبعد تفكير أغلقت الثلاجه بهدوء.
كانت تعلم أن العنف لن يؤدي إلى نتيجه...بل قد يدفعه إلى التحدي...فهو كانسان مدمن
لا يتحكم بتصرفاته وتفكيره...قررت أن تترك المحتويات كما هي..فلن ينفع رميها بشي.
لأن الشخص إن لم يقلع عن الشي بقناعته الذاتيه وايمانه بخطورة ما يفعل فلن تستطع هي
أن تقنعه أو أن تغيره.
أخذت ندى جهازها النقال وكانت قد خزنت رقم مستشفى الأمل والذي حصلت عليه من الاستعلامات.
تحدثت إلى أحد الموظفين والذي اضطر أن يحولها إلى المدير بعد حديث بسيط ومقنع.
تحدثت ندى إلى المدير والذي صدمها بواقع لم تكن تنتظره...قال انها يجب أن تحجز له وقد
ينتظر ستة أشهر حتى يتسنى له ايجاد سرير..حاولت اقناعه بضرورة ادخال زوجها المستشفى .
إلا أنه كان مصر على قوله متابعاً حديثه أن هنالك قائمه كبيره لمرضى ينتظرون أدوارهم.
أغلقت ندى جهازها ببطء وقد ارتسمت الدهشه على ملامحها..ستة أشهر؟!!قد يموت
المريض قبل ذلك...
خرجت من المجلس وهي تشعر بحزن على سلطان فقد تدمر كلياً وهو الآن بحاجه إلى مجاهده
وصبر وتضحيه...كما أنه بحاجه إلى يد حنونه تربت عليه..
جلست ندى على الأريكه في الصاله وهي تفكر بما آل إليه حالها.
سمعت صوت الباب الخارجي يغلق...هدأت من نفسها ورسمت ابتسامه رقيقه على شفتيها الورديتين.
دخل سلطان وهو يدندن بألحان أغنيه جميله..توقف في مكانه حين شاهدها.
كانت رقيقه جميله بشعرها الأسود المنسدل على ظهرها وفستانها البسيط.
قال سلطان بابتسامه واسعه"مساء الورد يا أحلى ندى بالدنيا"
قالت ندى بابتسامه باهته"مساء النور"
سلطان"لا يكون سويتي عشا"
قالت ندى بهدوء"لا للحين...ايش تحب على العشا؟"
تقدم سلطان ثم جلس بالقرب منها"أنا عازمك اليوم على عشاء وبالفيصليه"
رفعت ندى حاجبها ثم قالت"وايش المناسبه؟"
سلطان"بدون مناسبه...من تزوجنا ما طلعنا نتمشى برى"
ندى"تصدق لي شهر ما طلعت"
سلطان"أدري...وأنا السبب...لكن راح أعوضك عن كل يوم...أوعدك"
تنحنحت ندى ثم قالت"ايش صار على امتحاناتي؟"
قال سلطان بسرعه"ما عندي مانع...وأنا اللي راح أوصلك كل يوم للكليه"
سكتت ندى لبرهه ثم قالت"وزواج ولد عمي اللي بكره"
سلطان"انتي تعرفين مكان القاعه؟"
ندى"أيوه ...قالت لي بنت عمي نوف"
سلطان"حلو....طيب انتي عندك فستان للمناسبه هذي؟"
ندى"عندي فستان قديم و بسيط...راح ألبسه للزواج"
سلطان"قديم؟!! مستحيل تلبسينه..أنا راح أشتري لك الليله فستان سهره"
قالت ندى بهدوء"الله يعطيك العافيه...مو لازم تكلف نفسك"
قال سلطان بألم"أنا زوجك يا ندى...ولو تطلبين القمر أنا مستعد..في الوقت الحالي
راح أتقبل منك كلمة الله يعطيك العافيه...لكن تأكدي اني راح أسوي المستحل عشان أكمل حياتي معك"
حاولت ندى أن تنتقي كلماتها بعنايه قائله"سلطان ما فيه احد ممكن يجبر قلب شخص آخر على حبه
عن طريق الهدايا والفلوس...الحب شي ما نقدر نسيطر عليه"
سلطان"لكن أنا أحبك يا ندى..انتي سرقتي قلبي مني"
همست ندى بصدق"لكن شعوري نحوك مجرد شعور أخوي لا أكثر"
سلطان"راح يتغير أوعدك....وأنا راح أتغير"
قالت ندى بابتسامه رقيقه"انت تعرف ايش ممكن تسوي؟"
سلطان"أدري..ومن اليوم راح تشوفين فيني تغيير كامل..صدقيني كل همي بالدنيا أنتي...ومثل ما قلت لك
مستعد أسوي أي شي عشان تستمرين معي"
ندى"سلطان...أي شي بالدنيا مستحيل يؤدى إلا بالقناعه الشخصيه...لا تقول عشاني أو عشان أي شخص ثاني
انت المفروض تكون مقتنع من الداخل ان الطريق اللي تمشي فيه خطأ...والطريق الصحيح يبيله جهاد نفس
وطاقه عظيمه حتى يحارب الفساد المحيط فيك...لازم تبدأ بنفسك وتستعين بالله..واعرف ان الله لا يغير بقوم
حتى يغيروا ما بأنفسهم...."
تنهد سلطان قائلاً"صدقيني يا ندى...التوبه تراودني من زمان..لأني تعبت..لكن وجودك في حياتي هو اللي أعطاني حماس"
ابتسمت ندى باطمئنان فقال سلطان بحماس"يالله يا ندو بسرعه جهزي نفسك"
هزت ندى رأسها"أوكي...أغير ملابسي وألبس عبايتي"
سلطان"وأنا بانتظارك في السياره"
خرجت ندى من الصاله وهي تفكر في زواج سلمان غداً...وكانت بشوق عميق لملاقات بنات عمها.
************************************************** ***********************
توقفت سيارة البي ام دبليو الفخمه أمام قاعة الإحتفالات...كانت الإضاءه جميله وكان واضحاً من
السيارات المتوقفه خارجاً أن عدد الحضور قليل لأن سلمان ومها أرسلوا الدعوات للأقارب جداً فقط.
فقد كان متفقاً أن يكون الزواج عائلياً بحتاً.
التفت سلطان إلى ندى مبتسماً "ما أوصيكِ الساعة 12 تكونين جاهزه"
ندى"انت ما راح تحضر؟!"
تردد سلطان قليلاً ثم قال"لا...أنا بروح لأمي من زمان ما شفتها"
ندى"على راحتك"
سلطان"لا تنسين يا سندرلا...الساعه12 راح أمرك"
ندى"ان شاء الله"
توجهت ندى إلى القاعه وكانت ضربات قلبها تتزايد مع كل خطوه تخطوها...تساءلت ان كانت
جدتها متواجده في الحفل وتمنت أن لا تكون كذلك..فهي لا تستطيع أن تكذب عليها بخصوص زواجها
وفي نفس الوقت لا تريد أن تواجهها في هذه الليله.
دخلت ندى وهي تتلفت حولها...كانت القاعه صغيره تتوسط حديقه جميله.أعطت المسؤوله عباءتها
نظرت إلى المرآه المعلقه على الجدار بالقرب منها كانت قد تركت شعرها الطويل منسدلاً كما أنها وضعت
مكياج خفيف ليلكي...كانت ترتدي فستان ليلكي رائع زاد من بياض بشرتها وكان يصل إلى أسفل كاحلها...
مع فتحه واسعه للصدر الذي زين بعقد الألماس . كانت ندى قد اشترت هذا الفستان الرائع في
الليله السابقه بالرغم من أنها رفضت في بداية الأمر شراؤه لارتفاع سعره إلا أن سلطان دفع المبلغ ولم يبالي.
اجتازت ندى الحديقه الجميله ثم دخلت إلى القاعه الصغيره والتي توزع بها المدعوون,يتناولون القهوه والحلوى
ويتبادلون الأحاديث...بدأت ندى تحدق في الجميع ونبضها يخفق في حنجرتها بشده.خمدت الأصوات وراح الجميع
يحدق بها...تطلعت ندى حولها ثم أشرقت أساريرها حين وقع نظرها على نوف,نوره وهند.
شقت الفتيات طريقهن إلى حيث كانت ندى تقف بينما كانت هي تتأملهن وقد غلبتها الدموع.
احتضنتها نوف بقوه وهي تصرخ"ماني مصدقه أنا بحلم أو بعلم"
ضمتها نوره وهي تبكي بفرح قائله"ما توقعت أشوفك الليله...والله ما توقعت...رغم ان نوف علمتني"
رحبت بها هند وهي تحارب دموعها"هلا والله بالغاليه"
قالت ندى من بين دموعها"والله اني مشتاااقه لكم"
نوف"وحنا بعد...كنت بكلمك جوال قبل احضر...لكن خفت أنك تصدميني وفضلت اني أعيش على أمل"
ندى"صدقوني البارح ما نمت لين بعد الفجر...كنت أفكر فيكم"
نوره"والله انه لكِ فقده.....ما تتخيلين"
هند"كل يوم أسأل عنك نوف....وكل يوم أتخيل انك تفاجئينا بالكليه"
"وبعدين معكم يا بنات تبون تقضون الليله هذي بالصياح" حضنت أم سلمان ندى وهي تداري دموعها.
أم سلمان"كيفك يا ندى؟ لا اتصال ولا سؤال ما كأن لكِ أهل"
ابتسمت ندى بألم"صدقيني يا عمتي ما كان على كيفي"
قالت أم فيصل والتي حيتها بدورها"المهم انها بيننا الحين"
حيت شروق ورحاب ندى بحراره وتعلقت بها رحاب كثيراً.
فاجأتها يد من خلفها يتبعها صوت ناعم"يا هلا وغلا ...تو نور الحفل"
التفتت ندى إلى خلفها لتشاهد سارة وقد كان وجهها أصفر متعب ورغم ذلك فما زالت في قمة جمالها.
منحتها ندى ابتسامه دافئه "هلا فيكِ يا بنت عمي"
أمسكت نوف يد ندى قائله "تعالي للحديقه بعيد عن الناس"
تساءلت ندى"والضيوف...اليوم زواج أخوكِ"
نوف"والله انك عندي أهم من الزواج كله...وبعدين الخدم ما شاء الله كثر النمل"
قالت نوره بحماس"ايوالله ...تعالي يا ندى...والله اننا مشتاقين لكِ"
أومأت ندى برأسها علامة الإيجاب ثم سارت مع بنات عمها إلى أحد الزوايا في الحديقه الواسعه
جلست الفتيات حول طاوله دائرية الشكل وعلى كراسي جميله.
قالت سارة بحنان"كيفك يا ندى مع حياتك الجديده؟"
ابتسمت ندى ثم قالت بهدوء"الحمد لله ماشي الحال"
همست نوره"كيف سلطان معك؟"
تنهدت ندى قائله"سلطان مو مقصر علي مادياً...لكن أنا؟؟؟؟؟"
طأطأت ندى رأسها فلزم الجميع الصمت...رفعت ندى رأسها وتطلعت إلى هند قائله بأسف"الله يرحم خالد أخوكِ..
صدقيني ما دريت إلا قبل أمس من سلطان"
تنهدت هند قائله"الله يرحمه ويتجاوز عنه"
ندى"ادعي له فهو بحاجه لدعائكم"
قالت هند بحزن"والله ما وقف لساني عن الدعاء"
كانت هند تفكر في مأساة أخوها وأصبح الجو مشحوناً...وقفت نوف قائله بصوت مرح"وبعدين معكم..حنا جايين
نستانس والله يبارك بزواج سلمان اللي خلانا نشوفك"
ابتسمت ندى ثم التفتت إلى نوره قائله"ماشاء الله..زايد وزنك يا نوره...لكن الفستان روعه عليكِ خاصه مع
الكرش اللي بدأت تظهر
ابتسمت نوره برقه"تعرفين مع الحمل وتطوراته لازم الوحده يزيد وزنها"
هند" اللي قولي ذبحها ماجد بالمطاعم...كل يوم مطعم شكل...خفي على نفسك يا بنت"
شهقت نوره باستنكار" بسم الله علي قولي ما شاء الله"
ضحكت هند على شكل نوره فقالت"بسم الله علي....أكلتيني بقشوري"
تطلعت هند حولها ثم قالت"مافيه أطفال...شكلكم مانعين الأطفال"
هزت نوف رأسها علامة الموافقه"هذا شرط المعاريس"
نوره"والله ان الأطفال زينة الدنيا"
هند"نويف مو المفروض تمنعون نوره"
شهقت نوره قائله"بزر عندك أنا"
ساره"ههههههههه فعلا المفروض ما تدخل...لأنها ما التزمت بالشروط"
غضنت نوره جبينها "أي شرط"
نوف"انك دخلتي مع طفلك"
وضعت نوره يدها على بطنها بحنان ثم قالت مبتسمه"وه...بسم الله عليه..خلودي"
ندى"كيف الحمل معاكِ يا نوره؟"
نوره"والله متعبني"
هند"ايه هين...والدليل انها ما تجلس بالبيت اليوم كله أسواق,مطاعم ومنتزهات...انتي من وين يجيكِ التعب؟!"
نوره"هاه...بدينا بشغل الحموات"
نوف"والله صادقه هند...التعبان المفروض يلازم السرير"
كتفت نوره يديها ثم قالت"المقهور يقول أكثر"
تطلعت اليهن ندى وقد اغرورقت عيناها بالدموع..كم اشتاقت إليهن والى مزحهن كم فقدتهن.
فاجأتها هند بالسؤال "ندو ما بقى شي على الإمتحانات"
ندى"أدري....وأنا جاهزه...لكن المشكله ناقصني محاضرات..والحضور بعد مشكله..أنا مختفيه لي شهر"
نوف"ولا يهمك كل شي تحت السيطره"
تساءلت ندى"كيف؟!"
قالت نوره وقد علت وجهها الرقيق ابتسامه دافئه"من ناحية الحضور..فأنتي حضرتي جميع المحاضرات.
لأننا كنا نتناوب على تسجيل حضورك..ومن ناحية المحاضرات..لا تقلقي..نوف جهزت لك كل شي"
شهقت ندى باكيه وقد فقدت السيطره على نفسها"معقوله..كل هذا عشاني..أنا من غيركم ما أدري
ايش ممكن أسوي...صحيح الله ما أعطاني خوات...لكن عوضني فيكم"
وضعت نوف يدها على كتف ندى ثم قالت بحنان"وانتي أكثر من اخت يا ندى"
سارة"وبعدين مع الدموع....حنا اجتمعنا والمفروض نكون مبسوطين"
ندى"هذي دموع الفرح..لا تقلقي"
هند"ندو والله انك رقيقه وناعمه حتى وانتي تبكين"
همهمت نوره"مو مثل بعض الناس خشنه حتى وهي تضحك"
دفعتها هند بيدها فضحكت نوره وضحك الجميع.
اقتربت رحاب وقد ارتسمت على وجهها ابتسامه واسعه"عندي لكم بشاره"
نوره"ايش عندك قولي بسرعه"
تطلعت رحاب إلى سارة بابتسامه ذات مغزى ثم قالت"تركي طلق شذى"
تجمدت سارة في مكانها بينما كانت الأعين مركزه عليها فقالت بعدم اهتمام"الله يستر عليه وعليها"
همست نوره"انتي متأكده يا رحاب؟"
قالت رحاب بحماس"ايوه..تو سمعت أمي وأم فيصل يتكلمون بالموضوع..وقالوا ان تركي حضر الزواج
الليله وفي نيته يكلم عمي بخصوص سارة"
وقفت سارة وقالت بصوت صارم"مستحيل أرجع له لو جاب لي مال قارون"
قالت تلك الكلمات وهي ترتجف ثم اتجهت إلى القاعه واختفت داخلها.
تنهدت ندى قائله"الله يعينك يا سارة ويعيني"
نوره"تركي هذا المفروض يتألم ويشرب من نفس الكأس اللي شربت منه سارة"
قالت ندى بهدوء"تركي أخطأ والحين هو صحح خطأه ويبي فرصه ثانيه"
صرخت هند"بالاحلام...هذا أهانها وضربها والحين يبي يرجعها...لعبه هي"
قالت ندى بهدوء" كلنا نخطئ يا هند...أنتي تخطئين"
لزمت هند الصمت وقد فهمت المغزى من وراء كلمات ندى.
قالت ندى بعد برهه "لا تزعلين مني يا هند...لكن اللي حبيت أوضحه إذا كانت سارة فعلاً
تحب تركي فلازم تتنازل وتضحي...تركي بدأ بالخطوه الأولى والباقي على سارة"
هند"لكن من يقنع سارة...انتي ما تعرفينها...هذي عنيده"
ابتسمت ندى قائله"القلب ما يعرف مكان للعناد...صدقيني اذا كانت تحبه فراح ترجع له.
المسأله كلها كرامه في الوقت الحالي...سارة مجروحه وتبي تجرح تركي لمجرد استرداد كرامتها"
ابتسمت نوف قائله"والله انك دكتوره يا ندى...ايش رأيك تفتحين عياده نفسيه؟"
قالت نوره بحماس"حلووو...وأنا أول الزبائن"
هند"هيه أنتي...تقول عياده نفسيه...مو حمل وولاده"
نوره"عادي...بعد ما أجيب خلودي أسوي لها زياره"
نوف"تكفون سكتوها لا تجيب لي نفسيه"
ضحكت هند قائله"أجل مو بس أنا اللي أعاني منها"
ندى"حرام عليكم نوره ما قالت شي خطأ"
نوره"ما عليكِ منهم يا ندى المقهور يقول أكثر"
ضحك الجميع وقد عاد جو المرح إليهم...مرت الساعات بسرعه وكانت ليلة السندرلا هذه لا تنسى.
تطلعت ندى إلى ساعتها حين سمعت صوت جهازها النقال ثم قالت"أنا لازم أطلع الحين"
وقفت نوف ثم قالت"بيكون بيننا اتصال"
تطلعت إليها هند بتساؤل "متى نشوفك يا ندى؟!"
ابتسمت ندى قائله"ما أعتقد قبل الامتحانات"
نوره"اوكي ندو...ذاكري زين وانتبهي على نفسك"
تنهدت ندى قائله"لا توصين"
نوف""ندى..ارسلي لنا زوجك...عشان أعطيكي المذكرات والجدول"
ندى"ان شاء الله..والله ما أدري كيف اشكركم"
نوف"لا تقولين كذا ترى أزعل...اللي سويناه قليل في حقك"
ودعت ندى الجميع ثم ارتدت عباءتها وخرجت من البوابه الى حيث سيارة سلطان.
ناداها صوت من خلفها بينما كانت ندى تتجه الى سيارة زوجها.التفتت ثم وقفت بجمود.
تطلع إليها عمها أبو سلمان وقد امتلأت عيناه بالدموع وكان محمد يقف خلفه.
تقدم عمها ببطء ثم حياها وسألها بحنان"كيفك يا ندى؟"
طأطأت ندى رأسها ثم قالت"الحمد لله بخير"
أبو سلمان"سامحيني يا بنتي"
ندى"انت ما أخطأت يا عمي"
تنهد أبو سلمان قائلا"أنا أخطأت في حقك يا بنت الغالي
وما راح أسامح نفسي"
أغمضت ندى عينيها بألم ثم قالت"اللي صار مقدر ومكتوب"
تساءل عمها بقلق"انتي مرتاحه يا بنتي"
ندى"مرتاحه يا عمي...لا تقلق علي"
تنهد عمها باطمئنان ثم قال"الله يوفقك ويسعدك"
قبل أبو سلمان رأس ندى بينما كان محمد يراقب من بعيد.
اقترب محمد وقد نسي نفسه فتوقف الزمان وتلاشى المكان من حولهما.
تطلع محمد إلى عيني ندى الجميلتين وقد اغرورقتا بالدموع.
تعطلت لغة الكلام وكان للقلب أن يتحدث.
محمد:يا شوق قصة هوانا عين ***مافيه داعي تواسيني
بحكم القدر يا الغضي راضين***مكتوب ما صار يا عيني
ندى:راع الهوى دايما مسكين***لو بكى ما ماكن تسليني
الله لا يجزى(....) بالخير*** كان السبب بينك وبيني
محمد:يا بنت كفي دموع العين***اللي جرى لي يكفيني
بداخلي عايشه تبقين***ما أنساك يا قرة العين
ندى:لقلبي واحد ما هو قلبين***ما فيه داعي تهديني
شعوري صادق لكن من سنين***أخذت قلبي من سنيني
محمد:وش فايده يا ندى كان تبكين***كفي دموعك حرقتيني
قطعتي قلبي بلا سكين***يا بنت بدمعك قهرتيني
ندى:اتركني أغسل همومي زين***ان كان يا شوق تغليني
أنا حزينه ووضعي شين***دمعي يريح شراييني
محمد:ارتاحي من اللي حصل تكفين***تراكِ والله ذبحتيني
يا بنت بحكم القدر تدرين***أرجوكِ لا عاد تبكيني
ندى:أبكي على حظي المسكين***يا شوق بالظلم يرميني
ما أنسااك ما دمنا حيين***أشريكِ ما دمتِ تشريني