شكرا اخي الأجهر ولكن اسمحلي بنقل الموضوع من جريده الحياه
اتهمهم بالمسؤولية عن ضعف المستوى الطلابي ونشر العصبية القبلية وطالب بإعادة هيكلة المدارس وتعيين الأكفاء ... «أزمة» مكاتبات وتظلمات بين قاضي قرية الحائط ومعلميها
الرياض - ناصر الحقباني الحياة - 29/10/06//
رفع مديرو ومدرسو قرية الحائط (250 كيلو جنوب مدينة حائل)، تظلماً إلى السلطات القضائية ضد قاضي الحائط الشيخ وليد الحميد، الذي اتهمهم في رسالة وجهها إلى وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالله العبيد، بضعف الإشراف التربوي، وبأنهم السبب في ضعف المستوى التعليمي للطلاب «لأنهم يسمحون لهم باجتياز مراحلهم الدراسية عن طريق الغش». لافتاً إلى أن العصبية القبلية منتشرة بين أفراد القرية.
وأوضح عدد من المديرين والمدرســين في خطابين وجهوها إلى رئيس مجلس القضاء الأعلى صالح اللحيدان، ووزيــــر العـــدل عبدالله آل الشيخ (تحتفظ «الحياة» بنسخة منهما)، أن هناك متابعة دقيقة من المشرفين التربويين في إدارة التربيـــة والتعليـــم في حائل لسير اختبارات الطــــلاب.
وأعربوا عن استــغرابهم كيف بنى القاضي رأيه وهو «لم يطلع على أعمال المديرين والمدرسين، ولا يعرف أسماءهم ولا مدارسهم».
واعتبروا أن مدرسي القرية يتمــــتعون بخبرة كبيرة و«تتراوح خدمتهم في السلك التعليمي بين 10 و30 عاماً، ويخضـــعون لإشراف ومتابعـــة ومراقبـــة إدارية من إدارة التعليم في حائل، التي تزور مدارسهم مرتين في الفصل الدراسي الواحد، ثم ترفـــع تقارير عن سير عملهـــم إلى مقر الوزارة في الرياض، إن وجدت ملاحظات».
وقالوا في خطابهم رداً على مزاعم القاضي إن هناك عصبيـــة قبليـــة في القرية: «كلف وزير التربية والتعليم لجنة للتحقيق مع جميع المدارس في قرية الحائط، تزامنت مع اختبارات الدور الثاني للطــلاب العام الماضي، ومباشرة المعلميـــن المنقوليـــن، وتعيين المعلمين في مدارس القرية، ورفعـــت تقارير إلى الدكتـــور العبيد».
من جانبه، ذكر مدير إدارة التربية والتعليم المكلف في حائل أحمد الضلعان، أن هناك قصوراً في مجال التعليم في قرية الحائط، كما هي الحال في أية قرية «نائية»، مشيراً إلى أن هذا القصور ناتج عن ضعف تدريب المعلمين. وقال :«رسمنا خطة لتدريب معلمي جميع قرى حائل».
وقال الضلعان لـ «الحياة» إنه تمت إحالة خطاب القاضي من وزير التربية والتعليـــم لدرس الموضوع، موضحاً أن لجاناً عدة من إدارة التربية والتعليم في المنطقة زارت مدارس القرية، وتمت الاستفادة من ملاحظات القاضي، واصفاً خطاب القاضـــــي بأنه يعبر عن «وجهة نظره الشخصية».
وزاد: «أعتقد أن بعض الزملاء المعلمين أخذوا خطاب القاضي بنوع من الحساســــية، ومعظم المعلمين في القرية هم من خارج قرية الحائط»، مشيراً إلى أنه اجتمع بمعلمي القرية منذ نحو شهر.
وأكد ضرورة عدم التساهل، وعدم مراعاة طلاب المنازل أثناء الاختبارات، لافتاً إلى أن هناك أشخاصاً يطمعون في أداء الاختبارات في القرى النائية، حتى يتم تيسير أمورهم.
وكان قاضي محكمة قرية الحائط وليد الحميد ذكر في رسالة إلى وزير التربية والتعليم الدكتور العبيد، وجود فساد إداري من جانب المديرين والمدرسين في القرية، وأثبت ذلك من خلال «تزايد أعـــداد الطلاب المختبرين في هذه المدارس، بمشـــاركة من المديرين والمدرسين، بل هناك من يأتي من حائل للاختبار في هذه القرية».
كما ذكر في رسالته أن «العصبية القبــــلية في هذه المدارس موجودة، بحيث يكون المدير والمدرس من القبيلة نفسها، فيحظى الأخير بتقدير واحترام ويكرم بالإجازات والاستئذان، بعكس الآخرين من القبيلة الأخرى».
وطرح القاضي عدداً من الحلول، تضمنت إعادة هيكلة تلك المدارس، وتعيين الأكفاء المخلصين بشهادة أهل التعليم، والتشديد في حال الاختبارات بحضور لجان والاطلاع على سير الاختبارات من إدارة التربية والتعليم في حائل، ووضع مديري مدارس من خارج أبناء القبيلة في القرية، والاستماع إلى المدرسين وشكاواهم بواسطة لجان سرية، إضافة إلى سحب بعض الصلاحيات المعطاة للمديرين وتحجيمها في ما لا يخالف العملية التربوية.
وحاولت «الحياة» أخذ رأي القاضي في الموضوع، لكنه رفض التعليق.
للقاضي الحق في مخاطبة جهات إدارية
أوضح القاضي في المحكمة العامة في الرياض الشيخ الدكتور نايف الحمد، أن من حق القاضي الرفع إلى الجهة الإدارية، إذا كانت هناك أضرار عامة يعود أثرها السلبي على المكان داخل ولايته، أي في قريته، لافتاً إلى أن الرفع للجهة الإدارية يكون في شكل عام من غير تخصيص في الملاحظات.
وقال الحمد لـ «الحياة»: «من ناحية شرعية، للقاضي ولاية لا تخفى على أحد من الناس، من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ويجب على القاضي التدخل إذا رأى أي نوع من الأضرار».