الفآئدة الثانيـة والعشرون
(22)
تأخير البيان عن وقت الحاجة
شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وقد مر معه تلميذه ابن القيم وبعض تلامذته على التتار وقد كانوا يمشون في الطرقات ويقتلون الناس، وينهبون أموالهم، فمر عليهم وهم يشربون الخمر، إلى درجة السكر الشديد، فأراد بعض تلامذته أن ينكروا عليهم شربهم للخمر، وينهونهم عن ذلك، فقال لهم ابن تيمية: دعوهم، فإن في شربهم للخمر رحمة للمسلمين من سفك الدماء، ونهب الأموال، وإذا أفاقوا فعلوا ذلك، فدعوهم وخمرهم، فسكرهم يمنعهم من العدوان، وسكرهم معصية في أنفسهم وحدهم ولا يتعدى للغير!! بهذا الفقه للواقع، فهم ابن تيمية وأراد أن يفهم تلامذته، ماذا يقدم المسلم وماذا يؤخر من الأعمال، ومن الفهم للأمور.