
08-09-2009, 10:05 AM
|
لكي لا تتكرر قصة وفاء
قصة وفاء الشهري، الزوجة التي هربت بأطفالها إلى اليمن لتعرضهم لجحيم الحياة في أوكار وجحور وكهوف الإرهابيين تستحق منا جميعا وقوفا متمعنا في تفاصيلها الدقيقة وملابساتها الغامضة لاستخلاص العبرة من ورائها، والتفكير الجاد في السبل التي تكفل عدم تكرارها وتوفر حماية للمواطنات جميعا من الوقوع في فخ الاستدراج، والذهاب طائعات أو مرغمات إلى مواضع الشبهة وأماكن الزلل.
كان من الممكن أن تكون المواطنة وفاء الشهري واحدة من الموطنات اللواتي ينعمن بخيرات هذا الوطن، ويتظللن بظلال الأمن فيه، تحيا حياة هانئة مع زوج يخلص لها ولوطنه، وأبناء يبادلونها حبا بحب ويحملون لها وللوطن وعدا بمستقبل مشرق وغد سعيد، لو لم تحط بها ظروف انتهت بها إلى الخروج عن جادة الصواب وارتكاب جملة من الأخطاء، تبدأ بالخروج من الوطن بطريقة غير شرعية وتعريض نفسها وأبنائها للخطر، واصطحابها أطفالا دون إذن أو تصريح من ولي أمرهم، وغير ذلك من الأخطاء التي لا يمكن أن تقدم عليها مواطنة تتفهم دورها كأم، وتدرك واجبها كواحدة من بنات هذا الوطن، لها حقوق وعليها واجبات لا ينتقص أحد من حقوقها شيئا، كما لا ينبغي لها أن تتهاون في أداء الواجب عليها.
إن قصة وفاء الشهري تفرض علينا أن نربي بناتنا على وعي يحميهن من أن يقعن في دائرة الاستدراج ويمنحهن حصانة من أن يتم التغرير بهن وسلب إرادتهن والعبث بعقولهن تحت شعارات واهية ووعود كاذبة.
إن الإرهاب الذي لا يتورع عن ارتكاب كافة المنكرات والمحظورات يستهدف فيما يستهدف بناتنا، ولذلك فهن بحاجة إلى أن يترسخ لديهن الوعي بمفهوم التسامح والحوار وتقبل الآخر ليبقين بمنجاة من الوقوع في براثن الإرهاب والتطرف.
|