************************************************** **********
قال ماجد بهدوء "يمه تطمني ان شاء الله ما فيه إلا العافيه"
قالت أم ماجد باكيه"كيف أتطمن وهو له ثلاث أسابيع لا حس ولا خبر؟!"
أبو ماجد"لا حول ولا قوة إلا بالله...يا حرمه إركدي خلينا نفكر"
أم ماجد"ولدي ما أدري وينه...وتبيني أهدى!"
ماجد"يا الغاليه...البكاء ما يفيدك بشي"
أم ماجد"أنا لازم أسافر للشرقيه...ولدي هناك"
أبو ماجد"يا بنت الحلال أنا توني جاي من الشرقيه..ما فيه مكان ما سألت عنه..المستشفيات..أقسام الشرطه
حتى الأسواق والجوازات رحت لهم"
أم ماجد"ما يصير...يعني بلعته الأرض"
ماجد"يمه هدي نفسك تكفين....أنا قاعد أسوي تحريات عنه وان شاء الله أي خبر يجيني راح أطمنك "
أم ماجد"وأنا كيف تغمض عيوني وأنا ما أدري وينه خالد"
أبو ماجد"أقول ماجد...ما تتوقع أنه ممكن يكون مسافر خارج المملكه"
ماجد"هذا الاحتمال ما استبعدته....عشان كذا سويت تحريات على جميع الرحلات خلال الثلاث أسابيع الماضيه"
سمع صوت باب يفتح ثم يغلق ...دخلت هند وفيصل وكان القلق باديا على محيا هند.
فيصل"السلام عليكم"
الجميع"وعليكم السلام"
ماجد"هلا فيصل حياك"
شهقت هند عندما وقعت عيناها على دموع والدتها"ايش فيكم؟فيه خبر عن خالد"
أبو ماجد"للحين لا"
فيصل"طيب سألتم المنافذ الخارجيه؟"
تنهد ماجد قائلاً "للحين ما جانا خبر"
أعطى أبو ماجد فيصل فنجاناً من القهوه قائلاً"تقهوى يا وليدي...وخالد ان شاء الله بنلقاه"
سألت أم ماجد فيصل بقلق" فيصل يا ولدي ما تعرف أحد من أصحابه اللي هنا"
فيصل"لا والله يا خالتي ما أعرف أحد"
ماجد"يمه خالد دايم حريص انه ما أحد يعرف أصحابه"
هند"يا ساتر...أجل وين راح الولد؟!"
ماجد"دام انه مو بالمستشفيات فهذا يطمنا...وأنا أتذكر مره لما كان صغير وزعل مني ..هرب إلى واحد من
أصحابه
وتخبى هناك ثلاث أيام...وأتذكر كيف قلقنا عليه"
أم ماجد"آه يا وليدي...أنا خايفه انه مخطوف"
أبو ماجد"أقول اتركي عنك الافكار الكذابه...ولدك من يبي يخطفه"
رن جهاز النقال الخاص بأم ماجد ..فأمسكت الجهاز بلهفه"ألو"
سمعت تشويش من الطرف الآخر ثم أصوات متداخله وبعدها أتاها صوت خالد واضح"ألو يمه"
اهتز جسد أم ماجد ثم وقفت صارخه ""هلا يمه...خالد وينك؟"
وقف الجميع مصدوماً وبلمح البصر كان ماجد قريباً من والدته.
خالد"يمه أنا بخير وبصحه وعافيه"
همست أم ماجد والدموع تسيل بحريه على خديها"وينك يمه؟ ليش ما تجي؟!"
خالد"أنا كنت مسافر يمه خارج المملكه...كلها يومين وأكون عندكم....يمه تكفين سامحيني وقولي لأبوي
يسامحني"
تساقطت دموع أم ماجد وهي تقول"كلنا مسامحينك...بس خل عيوني تتكحل بشوفتك يا وليدي"
خطف ماجد جهز النقال من يد والدته وقال بلهفه"ألو...خالد"
ثم أنزل الجهاز وهي يرد على أنظار الجميع المتسائله "سكر السماعه"
جلس أبو ماجد ثم قال متنهدا"الحمد لله...أهم شي اننا تطمنا عليه"
تطلع ماجد إلى والدته قائلا"يمه خالد ايش قال لك؟"
قالت والدته واطياف ابتسامه مرسومه على وجهها المجعد"يقول كلها يومين ويكون هنا"
ابتسم فيصل وتنهدت هند بارتياح بينما غضن ماجد جبينه قئلا"أتمنى هذا"
************************************************** *********************
كان سلمان جالساً في مكتبه يقلب في بعض الأوراق حين دخلت عليه الدكتوره مها.
مها"السلام عليكم"
سلمان"هلا والله وعليكم السلام"
مها"انتهى الدوام..أو ما عندك نيه تطلع"
نظر سلمان إلى ساعته ثم قال"يوووه..تصدقين أخذني الوقت..كنت أنهي بعض المعاملات"
مها"أخبار مريض غرفه(15)"
سلمان"على حاله..في غيبوبه تامه..وهو يعتبر الآن ميت دماغياً"
مها"لا حول ولا قوة إلا بالله ...الله يعين أهله"
سلمان"انتي متى تطلعين؟"
مها"الحين...بس أنتظر السواق..ما تشوفني ماخذه شنطتي"
ضحك سلمان قائلا"والله ما انتبهت"
تنحنحت مها قبل أن تقول"سلمان انت تدري باقي شهر على الملكه(الشبكه)"
ابتسم سلمان قائلا"أدري انتي ايش تبين تقولين..أبشرك حجزت قاعه صغيره لأن الحفله راح تكون عائليه"
قالت مها بحنق"وعساك ما تعبت..أنا الحين قلت أكيد شبكتي بتكون بقاعه بأحد الفنادق المعروفه..
وانت تقول قاعه صغيره وحفل عائلي"
سلمان"أجل نخليه زواج مره وحده"
قالت مها بعناد"لا طبعاً..الزواج بيكون بالاجازه الصيفيه"
سلمان"مها والله اني تعبت معك"
مها"ما توقعتك بخيل"
سلمان"يا بنت الناس انتي تبين حفل زواج مرتين...شي ما يدخل العقل...وبعدين اللي تسمينها حفل وشبكه
هذي دخيله علينا مو من عاداتنا اننا نسوي حفل شبكه.."
مها"انت وين عايش؟!كل الناس كذا..حفل الملكه غير حفل الزواج"
سلمان"مها كبري عقلك...اللي بيننا أكبر من كذا"
مها"حنا نحب بعض...وعشان كذا أحلم بزواج خيالي"
سلمان"مها...الحب مو كفايه لنجاح أي زواج"
مها"بالعكس..الحب كل شي بالحياه"
سلمان"الحب مثل القارب عشان يوصل لبر الأمان يبيله مجاديف,أشرعه,مرساة ودفه اللي هي التضحيه,التعامل
الحسن,التكافؤ العقلي ولا تنسي التنازلات بين الزوجين"
مها"أوكي..أنا راح أتنازل عن الفندق..لكن موضوع البيت مستحيل أتنازل عنه"
سلمان"موضوع البيت هذا مفروغ منه..وأنا لي مده أدور على بيت حلو عشان أشتريه"
وقفت مها ثم قالت"طيب أنا جوالي يدق أكيد السواق ينتظرني تحت...الليله راح أكلمك"
همس سلمان برفق"مها..فيه موضوع نفسي أقول لك عليه..لكن أخاف تفهميني خطأ"
جلست مها ببطء ثم قالت بأنفاس مقطوعه"خير...ايش الموضوع؟!"
سلمان"أوعديني بالأول ما تزعلين"
مها"وعد...يالله بسرعه"
قال سلمان ببطء متردداً"مها هذا مكان عمل..فأرجوا أي كلام بيننا ما يتعدى حدود العمل..مثل أول"
ضحكت مها قائله"بس كذا...من عيوني"
تنحنح سلمان قائلاً"لا فيه شي ثاني"
قالت مها ساخره"اليوم يوم الاعتراف العالمي"
سلمان "أكمل..أو أسكت أفضل"
مها"لا كمل...انت صاير هاليومين كبريت"
سلمان"المكالمات بيننا ما تجوز...صحيح اننا اتفقنا على الزواج..لكن ما زلنا مخطوبين يعني المفروض نكون
على الأقل متملكين"
مها"أها..اليوم أسمع سمفونيه جديده"
سلمان"أنا قلت لك من الأول ما نبي زعل...انتي بتكونين زوجتي..يعني أم عيالي بالمستقبل ..ومن مصلحتنا ما
نكلم بعض إلا بعد الملكه حتى لو باقي عليها يوم"
قطع حديثهما طرقات خفيفه على الباب المفتوح لمكتب الدكتور سلمان.
قال سلمان بصوت عالي"حياك يا ممرضه ليلى..تفضلي"
قالت مها بهدوء "دكتور سلمان هذي الأوراق اللي طلبتها"
غضن سلمان جبينه متعجبا"وليش ما جابتهم المسؤوله؟!"
تنحنحت مها بخجل"المسؤوله صارلها ظرف طارئ وطلعت بسرعه وطلبت مني أوصلهم لك"
سلمان"أوك...حطيهم على المكتب"
وضعت ليلى الأوراق على مكتب سلمان ثم أسرعت بالخروج بينما قالت مها"عن اذنك دكتور سلمان..أنا بطلع"
كان سلمان يوقع على الأوراق حين قال"الله معك"
ضربت ليلى بالكعب على الأرض من شدة الغيض وحين خرجت رفع سلمان رأسه ثم
تنهد قائلاً "الله يستر والله اني خايف اني تسرعت"
سارت ليلى عبر الرواق في طريقها إلى مكتبها لكي توقع خروج حين استوقفها جدال هامس في أحد الغرف..
اقتربت قليلاً ثم انصتت بهدوء إلى الجدال المستمر...
سمعت صوت أحمد يقول"أقول لك سلمان وقع على الورقه...يعني حنا بنكون خارج القضيه"
سمعت صوت آخر عرفت أنه للدكتور بدر "هو متى وقع على هذي الورقه؟"
الدكتور أحمد" قبل شهر تقريباً..."
الدكتور بدر"أنا أعرف الدكتور سلمان ..مستحيل انه يوقع على شي مثل هذا"
الدكتور أحمد"وأنا من الصبح ايش أقول لك؟!...أنا حطيت الورقه بين الأوراق وهو وقعها بدون ما يدري"
الدكتور بدر"انت بكذا بتودي الرجال في داهيه"
الدكتور أحمد"لجهنم الحمراء..هو من زمان واقف بطريقي"
الدكتور بدر"ومتى بتنفذ اللي في بالك؟"
الدكتور أحمد" كلها كم يوم ونودع الدكتور سلمان"
الدكتور بدر"أنا والله خايف"
الدكتور أحمد"قلت لك لا تخاف واذا صرت أنا رئيس القسم انت بتكون مساعدي"
التزم الدكتور بدر الصمت بينما تابع الدكتور أحمد حديثه محاولاً أقناعه...شهقت ليلى ثم هربت إلى مكتبها حتى لا
يلمحها أحد.
************************************************** ******************
صعدت نوره السلم ثم سارت ببطء في الردهه الخافتة الأنوار...كانت حزينه لأن سارة لم تحضر العشاء..رفعت
يدها لكي تمسك بمقبض باب الغرفه المشتركه بينها وبين سارة .
ولكنها توقفت في الهواء حين سمعت صدى بكاء سارة الخافت
تراجعت نوره متنهده وقررت أن تترك سارة لوحدها هنا الليله عل وعسى أن يريحها البكاء..قررت نوره أن تنام
هذه الليله مع نهى .
فاتجهت إلى غرفة نهى وحين طرقت الباب سمعت صراخ نهى من خلف الباب"نعم .مين؟"
قالت نوره بهدوء"أنا نوره..افتحي بنام عندك الليله"
نهى"ماني فاضيه...روحي نامي عند سارة الليله"
نوره"ومشغوله في ايش ان شاء الله؟!"
نهى"مالك شغل"
نوره"طيب افتحي بنام بهدوء...سارة نامت والباب مقفل"
نهى"ماني فاتحه الباب...نامي بغرفة الضيوف"
تأففت نوره فهي تعرف نهى عنيده فقررت في النهايه أن تنام في غرفة الضيوف.
الحلم"وينك؟لي ساعه أكلم نفسي"
تطلعت نهى إلى شاشة الكمبيوتر ثم كتبت"عذراً... اختي كانت مزعجتني"
الحالم"طيب ايش صار على موضوعنا"
مغروره بجمالي"ما أدري والله"
الحالم"انتي تتلاعبين معي"
مغروره بجمالي"بصراحه أنا تحسفت وخلاص انتهت صداقتنا...وانا الحين بحذفك من الماسنجر"
الحالم"لا والله....كذا ببساطه"
مغروره بجمالي"والله افهمها مثل ما تحب...كلها ضغطت زر وأحذفك من الماسنجر"
الحالم"يا ندى الـ( ) أنا عارف عنك كل شي وأعرف كل أهلك ووين ساكنه وحتى رقم جوالك ..
يعني مستحيل تطلعين كذا من حياتي بسهوله...واذا كان فيه تطنيش فيكون من ناحيتي أنا,,وصورتك تعرفين
ايش ممكن أسوي فيها...ببساطه أنا ممكن أوديكِ ورى الشمس"
مغروره بجمالي"انت كيف عرفت اسم عائلتي ورقم الجوال؟!"
الحالم"أنا سلطان..اذا حبيت أوصل لمكان والله لو القمر وصلت له"
مغروره بجمالي"والله اللي ما تقدر توصله برجولك...وصله بايدك"
الحالم"تتحديني...أوكي بتشوفين"
ترددت نهى قليلاً ثم قالت"والمطلوب؟"
الحالم"اني أشوفك...واذا حبيتي بالسوق بمكان عام..وبعدها كل واحد بطريق"
مغروره بجمالي"وكيف أصدق انك بعد ما نلتقي ينتهي كل شي بيننا؟"
الحالم" هذا وعد مني...ويكون في علمك فيه كثير اللي أعرفهن غيرك.."
مغروره بجمالي"اوكي...وين نلتقي ؟"
الحالم" ايه كذا تعجبيني...بكره بسوق( ) عند المطاعم الساعه تسع المساء..لكن كيف أعرفك؟"
كانت نهى تفكر ثم كتبت.."راح تكون معي شنطه كبيره لونها أحمر وفيها ميداليه على شكل دبدوب"
الحالم" حلو..أجل نلتقي بكره ان شاء الله"
أغلقت جهازها لاهثه وضربات قلبها تتسارع"يا ربي هذا كيف عرف معلومات عن ندى...أنا لازم أصارح ندى"
أغلقت نوره الاباجوره بينما تمددت على السرير باسترخاء...سمعت صوت رساله وحين فتحتها وجدتها ما عديل
الروح(ماجد)
في خاطري لك شي ودي أقوله
مدري تصدقني او تقول كذاب
قلبي يحسك دايم الدوم حوله
مع كل دقه يذكرك ياغلى الاحباب
توله عليك الروح بالحيل
وتدري بعد طيفك عن العين ما غاب
ابتسمت نوره وهي تقرأ الرساله ثم أرسلت:
تدري انك نقطه ضعفي
تدري انك موتي والحياه
تدري انك البسمه الي على وجهي
وانك الفرحه يوم تسكن بقلبي
تدري انك محور حياتي ونبضي
عشان كذا معذبني..لانك تدري
فوصلتها رساله أخرى من عديل الروح
حبيبي بسألك ليه الهوي منك وفيك
ليه المشاعر ما تعيش الابساعة شوفتك
ليه المحبه والوفا وأبيات شعري تهتويك
ليه أنت وبس الي اموت ببسمتك
تدري لو مره أقول أني كرهتك ما أبيك
يرجع علي الصوت الصدا يقوول الله
ما أكبر كذبتك
تنهدت نوره وقالت في نفسها "الله لا يحرمني منك" وبعدها تناها إليها صوت رنين.
نظرت إلى الشاشه ثم ابتسمت "هلا ماجد"
ماجد"هلا بالصوت..هلا بالحب..هلا بأم خالد"
نوره"ههههههههههه من الحين أم خالد..وبعدين ما يكفي خالد واحد بالبيت"
ماجد"تصدقين أنا اللي مسميه خالد وانتي راح تجيبين خالد الثاني"
نوره"الله يخليكم لبعض"
ماجد"أقول ما اشتقتي لي؟"
نوره"طبعا اشتقت"
ماجد"أجل أجي آخذك من أهلك"
نوره"ماجد ..اركد..."
ماجد"شوفي بكره باعزمك على عشاء بالفيصليه"
ترددت نوره ثم قالت" اوك بتجهز بكره بأحلى لباس عندي"
ماجد"لا تتكشخين أخاف العالم يتوقف لما يشوفك"
نوره"ههههههههههه بكون لا بسه عبايتي ومتغطيه"
ماجد"حتى ولو ..وبعدين أنا أغار عليك"
نوره"لا تخاف ما أحد يشوفني غيرك"
ابتسم ماجد قائلاً"اجل أمرك بكره بعد صلاة العشاء"
نوره"اوك.."
ماجد"تامرين على شي يا أغلى زوجه بهالدنيا"
ابتسمت نوره قائله" سلامتك...تغطى زين"
ماجد"من عيوني...تصبحين على خير"
نوره" وانت من أهله"
وقبل أن تنام وصلتها رساله أخرى من عديل الروح..
ما يهجرك قلبي
ولا يغيب طاريك
اسكنك بالعين
وبالجفن أغطيك
************************************************** *****************