عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 27-10-2006, 12:22 AM
الزعيتري
عضو ذهبي
الصورة الشخصية لـ الزعيتري
رقم العضوية : 175
تاريخ التسجيل : 4 / 9 / 2006
عدد المشاركات : 1,127
قوة السمعة : 19

الزعيتري بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي لقاء مع الدكتور مبروك مبارك
زين العابدين احمد
وصف الدكتور مبروك مبارك سليم رئيس تنظيم الأسود الحرة الأمين العام لجبهة الشرق السودانية المعارضة المفاوضات الجارية حاليا في إريتريا بين الحكومة السودانية والفصائل المسلحة في شرق السودان بأنها إيجابية، مؤكدا أن الاتفاق النهائي سيتم التوقيع عليه قبل نهاية رمضان. وقال سليم الذي يزور القاهرة حاليا قادما من طرابلس لـ«الشرق الأوسط» إن المعضلة الوحيدة التي واجهتهم في التفاوض كانت قضية توحيد أقاليم الشرق الثلاثة في إقليم واحد. وكشف عن أن رسالة حملها من القيادة المصرية إلى مؤتمر فصائل الشرق المسلحة الذي عقد قبل بدء المفاوضات أغلقت ملف «حلايب» واستبعدتها عن أجندة التفاوض. وقال إنه بالرغم من خلافهم مع الحكومة السودانية إلا انهم يؤكدون رفضهم دخول قوات دولية إلى السودان، واعتبره القرار الأفضل للبشير في تاريخه. واوضح أن أهم ما تم من إنجاز خلال هذه المفاوضات الاتفاق على رصد 600 مليون دولار لمدة خمس سنوات لمعالجة ثلاث مشاكل ظلت تواجه أبناء الشرق هي التعليم والصحة والمياه. وهذا نص الحوار:
> ما هي العقبات التي واجهت مفاوضاتكم مع الحكومة السودانية؟

ـ مفاوضات الشرق تختلف عن المفاوضات التي جرت في نيفاشا وأبوجا حيث كانت وما زالت بعيدة عن التناول الإعلامي باتفاق بين الوسيط والطرفين المتفاوضين، وكذلك استبعاد أي جهة أجنبية عن المشاركة فيها. حيث تمت مناقشة ثلاثة ملفات هي السلطة والثروة والترتيبات الأمنية «واتفقنا على أسس ومعايير ساهمت في سيرها بشكل جيد. وبالفعل واجهتنا صعوبات ولكن تم حلها، ولذلك توصلنا إلى اتفاق نهائي حول ملف الثروة والترتيبات الأمنية وما زال ملف السلطة على طاولة التفاوض وأتوقع التوقيع عليه قبل نهاية شهر رمضان الحالي».

> ماذا تم في قضية الثروة؟

ـ طرحنا في إعلان المبادئ التهميش الذي تعيشه أقاليم شرق السودان سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، ورأينا ضرورة معالجة هذا الوضع بإنشاء صندوق لمواجهة الثالوث القاتل في شرق السودان «التعليم والصحة والمياه» وتوصلنا خلال التفاوض إلى اتفاق برصد 600 مليون دولار لمدة خمس سنوات للقضاء على هذه المعضلة التي عانى منها أهل الشرق منذ الاستقلال. وستقوم وزارة المالية الاتحادية بتوفير المبلغ على أساس صرف 100 مليون دولار هذا العام و125 مليون دولار كل عام تال وذلك بجانب المشروعات الكبرى التي تخدم المنطقة وتساهم في توفير عائدات لها.

> كان ملف الترتيبات الأمنية من اصعب الملفات ما أهم ملامح هذا الاتفاق؟

ـ أهم ما تم في هذا الاتفاق هو وقف العدائيات ووقف إطلاق النار والتحول من حالة الحرب إلى حالة السلام وتم خلال ذلك الاتفاق أيضا على دمج قوات جبهة الشرق «مؤتمر البجا والأسود الحرة» مع القوات النظامية السودانية والأجهزة الأمنية كلها.

> إرجاء ملف السلطة إلى المرحلة الأخيرة هل يعود إلى مطالبتكم بمنصب نائب رئيس كما تردد وان هذا يتعارض مع اتفاق نيفاشا؟

ـ كما قلت هناك أسس ومعايير وضعت أرضية صالحة للتفاوض والوصول إلى حلول مرضية لكل الأطراف، وأهم هذه الأسس في هذا الملف إشراك جبهة الشرق في الحكم من قمة المركز إلى آخر ما هو موجود من سلطات في الولايات، ولكن لم نطالب بمنصب نائب للرئيس ولكننا نطالب بمنصب مساعد ومستشارين للرئيس ووزراء مركزيين ووزراء دولة وأعضاء في البرلمان ولجنة الدستور وغيرها. ولم تحدد أعداد محددة أو أشخاص بعينهم وكل هذا سيبحث عند طرح هذا الملف على مائدة التفاوض.

> كنتم قد تحدثتم من قبل عن نيتكم طرح قضية «حلايب» هل سيتم مناقشتها؟

ـ نحن ناقشنا قضية حلايب في مؤتمر تشاوري بمدينة تسني الإريترية للفصائل المسلحة التي تتكون منها جبهة الشرق قبل بدء التفاوض. وأنا قمت خلال المؤتمر بتسليم رسالة من القيادة المصرية لهذا المؤتمر بأنهم في مصر يعتبرون منطقة حلايب نقطة للتكامل بين البلدين ونواة للوحدة بين الشعبين، من خلال برنامج يساهم في تحقيق أهداف محددة. وتم قبول هذا الرأي في مؤتمر فصائل جبهة الشرق ولذلك أبعدت من المفاوضات تماما لاقتناعنا بهذا الفهم.

> لكن قضية توحيد أقاليم الشرق الثلاثة في إقليم واحد أثارت خلافا على طاولة التفاوض؟

ـ نعم كان هناك خلاف حول الموضوع حيث طالبنا بإقليم واحد بدلا من الأقاليم الثلاثة «البحر الأحمرـ القضارف ـ كسلا» لكن الحكومة طرحت معالجة للموضوع حيث أشارت إلى عقد مؤتمر عام 2007 يشارك فيه كل أهل السودان لتقييم تجربة الولايات بالأقاليم والوضع الأفضل لها والحكومة ملزمة بما يصدر عن هذا المؤتمر. ولكن سنجد مخرجا من هذا الأمر إلى حين قيام المؤتمر، إما أن يكون إقليميا واحدا أو إقامة آلية للتنسيق بين ولايات الشرق لتحقيق ما تم الاتفاق عليه إلى حين قيام المؤتمر.

> ما رأيكم كجبهة للشرق في دخول قوات دولية إلى دارفور؟

ـ أولا هذا قرار جائر وظالم مبني على مصالح آخرين وليس مصلحة السودان، ويكفي تجربة القوات الدولية في أفغانستان والعراق، لذلك نحن نعتبره تدخلا أجنبيا، ورغم خلافي مع الحكومة فإنني اعتبر قرار الحكومة السودانية التصدي لهذه القوات، إذا دخلت رغم رفض الخرطوم، قرارا شجاعا ووطنيا واعتبره تاريخيا للرئيس البشير سيسجل في تاريخه بأحرف من نور.

> ولكن بحكم ارتباطكم بجبهة الخلاص الرافضة للاتفاق لوجودكم جميعا في دولة إريتريا هل تعتقد أن هذه المشكلة ستحل في ظل رفض جبهة الخلاص للاتفاق؟

ـ اعتقد أن إريتريا قادرة على حل هذه المشكلة لأنها تربطها علاقات طيبة مع كل الإطراف السودانية، في الحكومة وجبهات الشرق والغرب والجنوب، واعتقد أن العلاقات بين أسمرة والخرطوم أصبحت في وضع افضل بعد أن ذاب الجليد بينهما. وفي حالة طلب الخرطوم من أسمرة التدخل بشكل مباشر اعتقد انها تستطيع أن تلعب دورا بارزا لحل هذه المشكلة، خاصة أن إريتريا حاليا تقف ضد التدخل الدولي في السودان، وهي حريصة على ذلك. كما أن مصر تلعب دورا جيدا وأعتقد أن مصر بثقلها وخبرتها يمكن أن تساهم أيضا في مساعدة السودان لتجاوز أزمة القوات الدولية بما تقدمه من نصح وتحرك دبلوماسي نشط.

> ولكن هل تعتقد أن الحكومة ستطلب من إريتريا المساعدة بحكم علاقاتها مع جبهة الخلاص؟

ـ جبهة الخلاص عقدت العزم على التفاوض مع الحكومة وإذا توصلت إلى حل ستنتهي مشكلة دارفور واختارت جبهة الخلاص إريتريا كوسيط لحل القضية وأبلغت الحكومة بذلك لنفاجأ بتصريحات الرئيس عمر البشير برفض الدور الإريتري في هذه القضية.

> ولكن الحكومة تعتبر اتفاق «أبوجا» لا يمكن تعديله وهو موقع عليه من الطرفين الحكومة وجبهة تحرير السودان وممثلين للمجتمع الدولي ولا يمكن تقديم تنازلات للآخرين؟

ـ لم يعد الأمر يحتاج إلى التفكير في مناصب والسودان يكاد يحترق فلماذا لا يعاد النظر في الاتفاق باتفاق مع الآخرين فهو ليس أمرا منزلا ويمكن أن يعدل الدستور.

> ماذا عن زيارتك لطرابلس ثم القاهرة أثناء المفاوضات؟

ـ زيارة خاصة وعادية.

نقلا من جريدة الشرق الاوسط 18رمضان 1427

الموضوع الأصلي: لقاء مع الدكتور مبروك مبارك | | الكاتب: الزعيتري | | المصدر: شبكة بني عبس