عرض مشاركة مفردة
  رقم المشاركة : [ 1  ]
قديم 04-07-2007, 02:16 AM
سيف الجزيرة
عضو شرف
رقم العضوية : 982
تاريخ التسجيل : 21 / 2 / 2007
عدد المشاركات : 1,503
قوة السمعة : 20

سيف الجزيرة بدأ يبرز
غير متواجد
 
الافتراضي لا تقصر حياتك بالهم والأكدار فان ذلك ضد الحياة الصحيحة
لا تقصر حياتك بالهم والأكدار فان ذلك ضد الحياة الصحيحة

--------------------------------------------------------------------------------





بسم اله الرحمن الرحيم
العاقل يعلم أن حياته الصحيحة حياة السعادة والطمأنينة وأنها قصيرة جدا, فلا ينبغي له أن يقصرها بالهم والاسترسال مع الأكدار فان ذلك ضد الحياة الصحيحة,فيشح بحياته ان يذهب كثير منها نهبا للهموم والاكدار,ولا فرق في هذا بين البر والفاجر, ولاكن المؤمن له من التحقق بهذا الوصف الحظ الاوفر,والنصيب النافع العاجل والآجل0

وينبغي أيضا اذا أصابه مكروه أو خاف منه أن يقارن بين بقية النعم الحاصلة له دينية أو دنيوية, وبين ما أصابه من مكروه فعند المقارنة يتضح كثرة ماهو فيه من النعم, واضمحلا ل ما أصابه من المكاره0

وكذالك يقارن بين مايخافه من حدوث ضرر عليه,وبين الاحتمالات الكثيرة في السلامة منها فلا يدع الاحتمال الضعيف يغلب الاحتمالات الكثيرة القوية وبذلك يزول همه وخوفه,ويقدر أعظم ما يكون من الاحتمالات التي يمكن أن تصيبه, فيوطن نفسه لحدوثها ان حدثت,ويسعى في دفع ما لم يقع منها وفي رفع ما وقع أوتخفيفه0

ومن الامور النافعة ان تعرف أن أذية الناس لك وخصوصا في الأقوال السيئة ,لا تضرك بل تضرهم,
الا ان اشغلت نفسك في الاهتمام بها, وسوغت لها أن تملك مشاعرك,فعند ذلك تضرك كما ضرتهم,فان
أنت لم تضع لها بالا لم تضرك شيئا0

واعلم أن حياتك تبع لأفكارك, فان كانت أفكارا فيما يعود عليك نفعه في دين أو دنيا فحياتك طيبة سعيدة,والا فالأمر بالعكس0

ومن أنفع الأمور لطرد الهم أن توطن نفسك على أن لا تطلب الشكر الا من الله, فاذا أحسنت الى من له حق عليك أو من ليس له حق,فاعلم أن هذا معاملة منك مع الله, فلا تبال بشكر من أنعمت عليه,كما قال تعالى في حق خواص خلقه(انما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا)0

ويتأكد هذا في معاملة الأهل والأولاد ومن قوة اتصالك بهم فمتى وطنت نفسك على القاء الشر عنهم, فقد أرحت واسترحت, ومن دواعى الراحة أخذ الفضائل والعمل عليها بحسب الداعي النفسي دون التكلف الذي يقلقك, وتعود على أدراجك خائبا من حصول الفضيلة, حيث سلكت الطريق الملتوي,وهذا من الحكمة, وان تتخذ من الأمور الكدرة أمورا صافية حلوة وبذلك يزيد صفاء اللذات, وتزول الأكدار0

أجعل الأمور النافعة نصب عينيك واعمل على تحقيقها,ولاتلتفت الى الأمور الضارة لتلهو بذلك عن الأسباب الجالبة للهم والحزن واستعن بالراحة واجماع النفس على الأعمال المهمة0

ومن الأمور النافعة حسم الأعمال في الحال, والتفرغ غي المستقبل لأن الأعمال اذا لم تحسم اجتمع عليك بقية الأعمال السابقة, وانضافت اليها الأعمال اللاحقة, فتشتد وطأتها, فاذا حسمت كل شيئ بوقته أتيت الأمور المستقبلة بقوة تفكير وقوة عمل0

وينبغي أن تتخير من الأعمال النافعة الأهم فالأهم, وميز بين ما تميل نفسك اليه وتشتد رغبتك فيه,فان ضده يحدث السآمة والملل والكدر, واستعن على ذلك بالفكر الصحيح والمشا ورة,فما ندم من استشار, وادرس ما تريد فعله درسا دقيقا, فاذا تحققت المصلحة وعزمت فتوكل على الله ان الله يحب المتوكلين0

والحمد لله رب العالمين 0
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين0




توقيع سيف الجزيرة
سبحان الله وبحمده
قلعة المجد والتاريخ



 

 



Facebook Twitter